تحت عنوان “غواصون من “حزب الله” على شاطئ نهاريا !” كتب محمود زيات في صحيفة “الديار”: على الرغم من عدوانها الجديد على قطاع غزة، ما زال منسوب المخاوف الاسرائيلية من الجبهة الشمالية الى ارتفاع، بعد التقارير الاسرائيلية التي تحدثت عن خوف الاسرائيليين من عمليات بحرية قد يشنها مقاتلو “حزب الله”، وان سلاح البحرية الاسرائيلي يستعد لاحتمال تسلل غواصين من حزب الله سراً الى شاطىء مستوطنة نهاريا.
وقد ذكر موقع “يديعوت أحرونوت”، أنه بالرغم من الهدوء والمنظر القروي الذي يجذب عددًا كبيرًا من السياح كل يوم إلى رأس الناقورة ( المنطقة الساحلية في جنوب لبنان التي تفصل الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية المحتلة)، إلا أن سلاح البحرية الإسرائيلي يصنّف الحدود البحرية مع لبنان بأنها “نقطة ضعف عملياتية، يتدرب عناصر “حزب الله” على استغلالها للتسلل كما فعلت “حماس” على شاطئ مستوطنة “زيكيم” خلال عملية “الجرف الصلب”، ويشير الى الفوارق بين حزب الله و”حماس” وهي واضحة، حيث يستند الحزب إلى قدرات قتالية عالية، وموارد من إيران وسوريا، فضلاً عن الثقة الكبيرة بالنفس التي راكمها نتيجة دوره المكثّف في القتال على الأراضي السورية.
ويتحدث الموقع عن أن سلاح البحرية الإسرائيلي يستعد لاحتمال تسلل غواصين من “حزب الله” سراص إلى شواطئ شمال (مستوطنة) نهاريا، بهدف تنفيذ هجوم ضخم، عبر إطلاق صواريخ ضد الدروع من الشاطئ اللبناني باتجاه بحرية العدو، فضلاً عن صليات مكثّفة من قذائف الهاون، وبحسب الموقع، فإن الجيش الإسرائيلي نشر في السنتين الأخيرتين منظومة أجهزة استشعار أرضية على خط الحدود البحرية، يفترض أن تنذر من عمليات تسلل. في المقابل، تتدرب ما يسمى بـ”السرية 914″ التابعة لسلاح البحرية على سيناريوهات كهذه كل أسبوع، بالتعاون مع القوات المسؤولة عن المنطقة البرية الموازية.
وينقل الموقع عن قائد السرية 914 قوله: إن في مواقع المراقبة مقابلنا هناك تواجداً للجيش اللبناني، لكن “حزب الله” ايضًا يتواجد في هذه المنطقة، ولذلك نحن متأهبون، جاهزون ومحصنون، أنهم متواجدون في الليل والنهار، وهذا التهديد سيصل الينا فجأة، دون إنذار استخباراتي، أن “رأس الناقورة هو مكان استراتيجي، حيث يؤدي الاحتكاك إلى تطوُّر سريع، ولذا فإن الطرفين حذران جدًا، وكل طرف معني بالحفاظ على الهدوء… وقلق من جبهة الجولان ـ
وبرأي الاسرائيليين، فان الجبهة الشمالية المتاخمة لجنوب لبنان ومنطقة الجولان السوري، لم تعد جبهة مساحتها جنوب لبنان، وانما الجولان ايضا، بعد التطورات العسكرية المتتالية التي يسجلها الجيش السوري، سيما في محافظة القنيطرة الملاصقة للقسم المحتل من الجولان السوري، والتي تحولت بوابات منه الى ممر للتنظيمات الارهابية التي تقاتل النظام، لتكون مستشفيات ومراكز ذخيرة الاحتلال الاسرائيلي في خدمة “الشعب السوري”!، وبالتالي، فان هذه النجاحات العسكرية التي حققها الجيش السوري وحليفه في المعارك “حزب الله” تشكل نكسة للاحتلال الذي بدأ يجري الدراسات والتحليلات عن المخاطر القادمة من جبهة الجولان.
وذكرت صحيفة “هآرتس”، أنَّ الجيش السوري استعاد السيطرة على الجزء الشمالي من “الحدود”! مع إسرائيل في الجولان السوري المحتل، وانه بعد هزيمة المسلحين شرق حلب منتصف شهر كانون الأول الماضي، بدأ الجيش السوري بالضغط على القرى التي يسيطر عليها المسلحون في مناطق مختلفة، ومنها أيضًا شمال الجولان، ورأت “أن سيطرة الجيش السوري على الحدود الشمالية مع الجولان المحتل كانت متوقعة لدى المؤسسة الأمنية الصهيونية، أن الرئيس السوري بشار الأسد يعمل في الحقيقة على بسط وتوسيع سيطرته في مناطق كثيرة، لكن الجولان تحتل مرتبة عالية في قائمة أولوياته، وأن الحكومة السورية غير قادرة على إعادة الوضع على الحدود إلى سابق عهده قبل الحرب على سوريا عام 2011، لفتت إلى أن الحكومة السورية ترغب في تثبيت تواجد عسكري لها على مقربة من السياج الحدودي لدحر المسلحين، وبسط سيطرتها بشكل يمنع أية قوى خارجية من العمل في المنطقة.
الجولان : قواعد جديدة … ومعادلات جديدة
وفي السياق، قال المحلل العسكري في الصحيفة: إن إسرائيل كانت منزعجة بداية من سيطرة المسلحين على منطقة الحدود بين عامي 2013 و2014، وعلى رأسهم التنظيمان الإرهابيان “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”، وما يسمى بـ”شهداء اليرموك” التابع لـ”داعش”، لكنها مع مرور الوقت، تعلمت أن هناك ميزة في الوضع الجديد، حيث تجنبت أكثر التنظيمات تطرفًا أية مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، حتى أن إبعاد الحكومة السورية أدّى أيضًا إلى إيقاف تواجد عناصر “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني، الذين اندفعوا في السابق غير مرة على مقربة من “الحدود”، معتبرا أن دخول الحكومة السورية إلى الجولان المحتل سيؤدي بشكل تدريجي إلى تثبيت قواعد لعبة جديدة، في الوقت الذي سيواصل فيه الجيش السوري مساعيه لطرد المسلحين من الشطر الجنوبي للجولان أيضًا.
الواقع الجديد بدأ يتبلور بشكل أساسي في الجزء الشمالي من هضبة الجولان، وتحديدًا في القنيطرة شمالاً، فيما لا تزال ما وصفتها بـ”الميليشيات المحلية المسلحة” مسيطرة على مقربة من الجزء الجنوبي للحدود، وأن خطوة (الرئيس السوري بشار) الأسد شمال الجولان، سترافقها على ما يبدو محاولة لإعادة تشكيل الوحدات والتشكيل القيادي للفيلق الأول في الجيش السوري، الذي كان مسؤولاً عن منطقة الحدود، والذي خسر معظم قدراته العسكرية خلال سنوات الحرب الست.
محمود زيات