H&M و Google : كيف تراك التكنولوجيا في فستان ؟

كبت إيفا الشوفي في صحيفة “الأخبار” تحت عنوان “H&M و Google: كيف تراك التكنولوجيا في فستان؟”: “يؤثر نمط حياة الشخص واهتماماته بنمط لباسه. انطلاقاً من هذه المعلومة، تعاونَت دار أزياء ivyrevel الإلكترونية التابعة لمجموعة H&M مع غوغل لإطلاق تطبيق ينتج ثياباً مصنوعة من بياناتك!

عند الساعة السابعة والنصف صباحاً مارستِ رياضة الركض.

عند الحادية عشرة صباحاً أنهيتِ اجتماع عمل في وسط البلد. توجهتِ للغداء في أحد المطاعم، ومن ثم عدتِ إلى المكتب حتى الخامسة مساءً.

بعد العمل ذهبتِ إلى السينما، ومن ثم إلى المنزل. استناداً إلى بياناتكِ المجمعة من هاتفك الذكي، ستصمّم التكنولوجيا ثياباً خاصة بك، للمناسبة التي تحددينها، سواء أكانت سهرة مع الأصدقاء، أم عشاء عمل، تناسب نمط حياتك وشخصيتك وأماكن تنقلك. ثياب مصنوعة فعلياً من بياناتك ضمن مشروع coded couture.

انطلقت الفكرة نتيجة تعاون بين دار الأزياء الإلكترونية ivyrevel، التابعة لمجموعة H&M، وشركة “غوغل” لإدخال الأزياء إلى العالم الرقمي عبر فساتين البيانات (Data Dress)، وهي فساتين شخصية خاصة مصممة عبر تطبيق هاتفي طورته الشركتان.

تقول ألكسندرا سيبوسيك، مؤسسة ivyrevel ، إن الخيارات المتاحة اليوم في عالم الأزياء محصورة بأمرين: إما شراء ثياب مصنعة مسبقاً custom-made design، أو التوجه نحو مصممين لتصميم ثياب خاصة، وهو أمر مكلف جداً عادةً.

أمّا فستان البيانات، فسيمكّن النساء في أنحاء العالم من طلب فساتين مصنوعة لهنّ”.

منذ تأسيسها تطمح ivyrevel إلى دمج الأزياء بالتكنولوجيا، لذلك انطلقت من مبدأ أن التكنولوجيا يمكنها أن تخلق تصاميم للجميع، ولديها قدرة التعلم من النشاطات التي تمارسها، تفهم ما تحب أن تقوم به، وأين تحب أن تذهب، فتترجم هذه الأمور إلى ثياب تعبّر عن شخصيتك، وهنا يأتي دور “غوغل”.

ما علاقة غوغل بالتطبيق؟

استعانت دار الأزياء بشركة غوغل لاستخدام برنامجها Google Awareness API الذي يمكّن التطبيق من التفاعل بطريقة ذكية مع وضع المستخدم الحالي. فالبرنامج يعرض 7 أطر مختلفة، هي: الموقع، المناخ، نشاط المستخدم، الإشارات القريبة، نوعية المكان، الوقت وإذا ما كانت سماعات الرأس مشغّلة أو لا.

تسمح هذه الأطر بتحسين تجربة المستخدم عبر جمعها، والوصول إلى استنتاجات خاصة بوضع المستخدم، تمكّنه من… صنع فستان! قد لا يكون هذا الاستخدام الأمثل لهذا البرنامج الثوري الذي أطلقته الشركة في مؤتمرها السنوي العام الماضي، والذي استخدمته سابقاً في تطبيقات “أهم”، إلا أن دخول سوق الثياب الذكية عبره قد يشكل بداية جيدة لغوغل التي يبدو أنها تسعى إلى المنافسة في هذا المجال.

كيف يعمل التطبيق؟

ينحصر عمل المستخدمة في إخبار التطبيق نوع المناسبة التي تحتاج فيها لارتداء الفستان ليقوم بعدها على مدى أسبوع كامل بمراقبة جميع النشاطات التي تقوم بها ونمط حياتها ليحصل على تفاصيل محددة: مستوى نشاطاتها ومكانها، مع الأخذ بالاعتبار عوامل عدة مثل المناخ، الطرقات التي تسلكها يومياً… ومن ثم يحوّل هذه البيانات إلى فساتين رقمية يمكن شراؤها عبر التطبيق بخطوة قد تغيّر مستقبل صناعة الأزياء، إذ يضع التطبيق بين يدي أي شخص إمكانية تصميم ملابسه الفريدة، التي لن يجدها لدى أشخاص آخرين، بسهولة وبأسعار أرخص من التصاميم الخاصة الاعتيادية.

البيانات المستقاة من تحركات المستخدم تجري ملاءمتها مع تقنيات تصميم الأزياء، فيُحدَّد القماش المستخدم، اللون، شكل الفستان، الزخرفة والأكسسوارات وغيرها من الأمور. فمثلاً، إذا كنتِ من النساء اللواتي يتنقلن كثيراً، يقترح التطبيق فساتين مرنة وسهلة الحركة.

لا يزال التطبيق ضمن المرحلة التجريبية، على أن يُطلَق في خلال السنة الحالية، وهو يضم حالياً أبرز مدوِّنات الموضة العالميات اللواتي سينشرنَ في الأشهر المقبلة فساتين بياناتهنّ الخاصة، وكيف تخيلت التكنولوجيا فساتينهنّ بناءً على نمط حياتهن.

وتتناقل المواقع الأجنبية أن الشركتين ستبيعان الفساتين بنحو 99 دولاراً للفستان.

إعلان الشركتين يفتح الأبواب نحو المزيد من انغماس التكنولوجيا في الأزياء، خصوصاً بعدما باتت عملية صناعة الأزياء مؤتمتة بنحو شبه كامل، فهل نتجه نحو أتمتة تصميم الأزياء؟

إيفا الشوفي

اخترنا لك