زار العلامة السيد علي فضل الله على رأس وفد من ملتقى الأديان والثقافات للحوار والتنمية قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني حيث جرى التداول في كيفية السبل لتعزيز لغة الحوار والتواصل بين الأديان والمذاهب في مواجهة لغة التطرف والتعصب التي تصيب العالم.
واعتبر سماحته ان الجهل بالآخر سواء على المستوى الديني أو الثقافي وحتى السياسي يؤدي إلى انتاج توترات وفتن لذلك المطلوب العمل على تعزيز اللقاء بين أتباع الأديان والثقافات والمواقع السياسية لنتعاون معاً في مواجهة كل الظواهر التي تهدد واقعنا وعيشنا المشترك.
ورأى سماحته أن هناك من يعمل على استنزاف مواقع القوة لدينا من خلال إثارة الفتن وتغذيتها بإعطائها البعد الديني والمذهبي فيما طابعها سياسي أو مصلحي، ومن هنا جاء طرحنا لمبادرة إنشاء شبكة الامان للسلم الأهلي التي هي نتاج تعاون المجتمع الأهلي والمدني.
ولفت سماحته إلى أن هناك دوراً مطلوبا من المواقع الدينية والروحية يتمثل في تعزيز البعد الروحي والإيماني والقيمي لمواجهة ظواهر الانحراف والفساد ولاسيما الأخلاقية التي أخذت تجتاح المجتمع.
ولفت سماحته إلى ضرورة الحفاظ على التنوع في العالم العربي والإسلامي ومواجهة المشاريع الساعية لتفريغه من المسحيين وغير المسحيين وفي ذلك خدمة للكيان الصهيوني ولمشاريع الكانتونات الطائفية والمذهبية والتي هي مشاريع حروب في المستقبل.
وطالب سماحته بضرورة إخراج الحوار من المجاملات والديكور إلى حوار المصارحة والمكاشفة الذي يجعله منتجاً ويؤدي دوره.
وختم سماحته بالدعوة إلى تحويل المفاهيم والافكار الحوارية إلى برامج عملية مشتركة حتى نستطيع من خلالها ان نواجه التحديات التي تعصف بأوطاننا.
من جهة ثانية توجّه سماحته، بالتهنئة للطائفة المارونية بمناسبة عيد مار مارون، متمنياً أن تكون هذه المناسبة محطة من محطات السلام والمحبة التي يعيشها اللبنانيون، وأن يسود الاستقرار في ربوع لبنان والمنطقة.
من جهته أكد البطريرك أفرام الثاني على أهمية دور الشباب وانخراطهم في أنشطة مشتركة وورش العمل التي تساعد على تعزيز وتمتين العلاقة بينهم.
كما تحدث عن دور مناهج التعليم الديني في تنشئة الأجيال التي تحترم الجميع، بغض النظر عن دينهم. والحاجة إلى العمل بقيم التسامح والانفتاح على الآخر في هذا العالم الذي يمزقه العنف والتعصب لافتا ان لا مستقبل لنا في وطننا إلا العيش معا كمواطنين في بلد واحد