يقدم نائب رئيس دولة الامارات العربية رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تجربته في القيادة والحكم والادارة ورأيه لاستنهاض المنطقة العربية قواها واستئناف مسيرتها الحضارية، خلال القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة التي ستعقد في دبي تحت شعار “استئناف الحضارة في العالم العربي”.
وأعلن حاكم دبي ان الجلسة التي سيتحدث فيها في اول ايام القمة “ستكون حوارية وتتناول استئناف الحضارة في العالم العربي والعودة الى طريق التنمية”.
وأعرب، في تغريداته، عن إيمانه بأهمية استئناف الحضارة في العالم العربي، وتساءل عبر حسابه على “تويتر”: “هل هناك فرصة حقيقية لاستئناف الحضارة في عالمنا العربي، ما هي الوصفة للعودة لطريق التنمية؟ هل نحن قادرون على إعادة صياغة مستقبل منطقتنا؟”، مؤكدا ً”أن الهدف من إطلاق شعار استئناف الحضارة هو البدء بحوار عربي حقيقي تنموي لمشاركة الأفكار والتجارب”.
وأشار إلى أن “لدبي والإمارات تجربة عالمية بأياد عربية”، معبرا عن إيمانه بأهمية استئناف الحضارة وإمكانية تكرار هذه التجربة في المنطقة، وقال: “الجميع لديه تساؤلات وملاحظات وأفكار حول نهضة منطقتنا، أرسلوا لنا أسئلتكم مصورة أو مكتوبة على وسم استئناف الحضارة لنناقشها”.
وأضاف: “لي تجربة شخصية في القيادة والحكم والإدارة، يطالبني العديد من المحبين بسردها ووضع خلاصتها أمام المسؤولين في العالم العربي لاستئناف الحضارة”، لافتا الى انه سيستعرض أفكاره حول العالم العربي، والتحديات التي تواجه مسيرة التنمية والتقدم فيه، كما سيتحدث عن تجربته القيادية ورؤيته حول “أهمية أن يغير العرب نظرتهم للمستقبل”.
ويركز حوار الشيخ محمد بن راشد في هذه الدورة على المنطقة العربية، في الوقت الذي تواجه فيه تحديات كبرى على كل الصعد، ليطرح بوضوح فلسفته، ونظرته حول كيفية استئناف الحضارة واستعادة الأمل لشعوب المنطقة بمستقبلها.
ويعتبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أبرز القيادات على المستوى العالمي، التي تتمتع بإجماع دولي على نجاح تجربته في الحكم والقيادة، إذ تمتاز بالجمع بين الحداثة والأصالة، بين الارتقاء المادي والحفاظ على القيم والموروث والهوية الوطنية، بين عملية مسيرة التنمية وإنسانيتها، وهو ما يبدو جليا في طبيعة العلاقات التي تجمع بين أكثر من 200 جنسية تعيش وتعمل بانسجام في دبي ودولة الإمارات، تحت مظلة قانونية وتشريعية عززت قيم المساواة والاحترام بين الثقافات المختلفة.
وكان حاكم دبي أكد في أكثر من مناسبة “أن العقول والمواهب الشابة التي تتسلح بالعلم والمعرفة، هي الثروة التي لا تنضب، وهي لبنات الحضارة والازدهار، ما جعل الشباب العربي ينظر الى الامارات كونها النموذج الذي يريد لبلده أن تكونه في مستقبلها، وأنها المكان المفضل لديهم للعمل والإقامة”. وسيتشارك، في هذه القمة، تجربته وفلسفته وأفكاره مع المسؤولين وصناع القرار، لتصبح مهمة استئناف الحضارة حراكا عربيا شاملا، تستفيد منه جميع الدول من تجاربها وخبراتها.
يذكر ان الحوار، الذي قدمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لشعب دولة الإمارات في القمة الحكومية الأولى في 2013، يعتبر فريدا من نوعه وتميز بشفافية كبيرة، واعتبر في حينه مدخلا لبناء منهاج وطني شامل، وبوصلة تنموية لكل فئات المجتمع ومؤسساته الاقتصادية والعلمية والحكومية، حيث أرسى من خلاله دعائم التميز، وربط بين الابتكار والتقدم، واعتبر أن علاقة الحكومة بالمواطنين تحدد شكل مستقبل الدولة، وأشار إلى ضرورة أن تكون السلطة للناس لا عليها، وأن مهمة الحكومات قيادة شعبها لمستقبل أكثر رفاهية واستقرارا وسعادة، وأن هذه المهمة تحتاج لتعاون فريد بين المجتمع والمؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص من ناحية والمؤسسات الحكومية بمختلف تخصصاتها من ناحية ثانية”.