تذكَّروا دائماً حكمة الرئيس الشهيد : ما حدا أكبر من بلدو

ربما لم يتنبَّه الكثير من اللبنانيين، وحتى من المتابعين والمدققين أنَّ مقطعاً من خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هو نفسه وارد في البيان الوزاري لرئيس الحكومة سعد الحريري.

في خطاب القَسَم ورد المقطع التالي:

“في الصِّراع مع اسرائيل، فإننا لن نألو جهداً ولن نوفر مقاومةً، في سيبل تحرير ما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلّة، وحماية وطننا من عدوٍّ لمّا يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية”.

وفي البيانِ الوزاري ورد المقطع التالي:

“في الصراع مع العدو الإسرائيلي فإننا لن نألو جهداً ولن نوفر مقاومةً في سبيل تحرير ما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لمّا يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية”.

نادرةٌ هي محطات التلاقي بين خطاب القَسَم والبيان الوزاري في العهود والحكومات السابقة، وحين تمَّ تشكيلُ هذه الحكومة، وكان الرئيس سعد الحريري عازماً على الإنطلاق سريعاً في تطبيق خططه الإعمارية والإنمائية، علت أصواتٌ تطالب باعتماد خطاب القَسَم كأنه البيان الوزاري، ولأنَّ شعار الرئيس الحريري هو التوافق، ثم التوافق، ثم التوافق، فإنه اعتمد نهجَ “تدوير الزوايا” للإنطلاق بالعمل لحكومته والتي سمَّاها “حكومة استعادة”.

في كل مرة تُشكَّل فيه حكومة، كانت الأسئلة تتوجَّه مباشرةً في اتجاه الهاجس التالي:
“ماذا سيُقال عن حزب الله في البيان الوزاري”؟

الرئيس سعد الحريري حَسَم هذا الخيار بشكلٍ لا لُبْس فيه، فاختار كلمات البيان الوزاري بميزان الذهب، وهو يعلم علم اليقين أنَّه ليس وحده في الحكومة التي تضم كل الأطراف اللبنانيين بكل تنوعهم وخلافاتهم. ولذا فإنَّ البيان الوزاري تطرَّق إلى تقوية الجيش من دون حرمان اللبنانيين من حقهم في المقاومة:

“الحكومة، إذ تنبِّه إلى أنَّ لبنان لا يزال في عين عاصفة الإرهاب التي تضرب العالم، تتعهد بأن يكون من أولى مهامها تكثيف الجهود والإتصالات لتأمين مستلزمات الأجهزة العسكرية والأمنية عدّة وعديداً لكي تقوم بواجباتها على أكمل وجهٍ، حماية للدولة والشعب والأرض من الحرائق المنتشرة حولنا، بعد أنْ ثبت أنَّ الإستثمار الأمني هو الأنجح في مردوده على اللبنانيين. مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للإحتلال الإسرائيلي وردِّ اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة.

في مطلق الأحوال، فإنَّ لبنان مازال يعيش على الجمر ويسير بين حقول الألغام. فاللغم الأكبر الذي أدّى إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري مازالت ارتداداته موجودة حتى اليوم، والرئيس سعد الحريري، وفي الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد والده، لا يتوانى عن حمل المشعل مع رفاق الشهيد للمحافظة على لبنان، منطلقاً من شعار الرئيس الشهيد:

“ما حدا أكبر من بلدو”.

هذا الشعار الذي أصبح درساً لكل من حاول ويحاول وسيحاول أنْ يكون:
“أكبر من بلده”.

ما أكثر الإمتحانات، وما أكثر الدروس والعِبَر في هذا البلد، المهم أنْ يعرف اللبنانيون، ولا سيما أصحاب المسؤولية، كيف يجتازون الإمتحان بنجاح، وكيف يستخلصون العِبَر.

الهام سعيد فريحه

اخترنا لك