استثمرت الشابة الفلسطينية، سعدية العقاد، القاطنة في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، موهبتها في الخط العربي، في نسخ المصحف الشريف كاملاً بيديها.
وباشرت العقاد، منذ أيار 2014، في كتابة المصحف الشريف، حتى انتهت منه قبل أسابيع، بعد عمل متواصل قارب على 3 سنوات.
وتقول لوكالة الأناضول، إن “إيمانها بطهارة دينها الإسلام، وشمولية المصحف لكافة مناحي الحياة، وبالآية القرآنية (اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ)، كانت أهم الدوافع التي منحتها العزيمة والإرادة للمباشرة في تدوين القرآن الكريم بالخط العربي يدويًا”.
كما تؤكد أنها تعتبر عملها تقربًا لله، وهبة لأرواح شهداء فلسطين، بما فيهم شقيقها نور الدين العقاد.
وترى أيضا أن في عملها “توعية للأجيال الحالية والقادمة بأهمية المصحف، وتحفيزهم على كتابته وتدوينه بأشكال مختلفة، وليس فقط حفظه وتلاوته”.
وتُشير إلى أنها لم تواجه صعوبات طيلة فترت الكتابة والتدوين، وقامت بتذليلها عبر الإرادة والإصرار والعزيمة.
وتشدد على أنها لم تتلقَ دورات تدريبية في كتابة الخط العربي، أو تدوين المصحف، بل كان جهدا شخصيا نابعا من الموهبة التي تمتلكها، والتي عملت على تنميتها وتطويرها طوال سنوات تعليمها الدراسي، حتى توجت بتدوين المصحف كاملاً.
وتوضح العقاد أنها استخدمت الرسم العثماني، في كتابة المصحف.
كما أنها استخدمت أقلاما متعارف عليها في عملية الكتابة اليدوية.
أما الأوراق التي دونته عليها، فهي “A4” المُستخدمة في عمليات الطباعة المتداولة.
ولم تغفل العقاد، في تزيين حدود المصحف بالأقلام الخشبية، لتجميل تلك الحدود.
كما زينت الغلاف بآلية التطريز التراثي الفلسطيني، وتزيين أول صفحتين منه بالرسم اليدوي بالأقلام الخشبية.
وتشعر العقاد بعد الانتهاء من عملية نسخ المصحف يدويًا، بالفخر والاعتزاز بعملها، الذي لم تشكو منه للحظة، ولم يُشكل لها إرهاقًا، رغم أنه يحتاج لجهد وتركيز عالي جدًا، حسب قولها.