حفل توزيع جائزة ريشة بيار صادق برعاية وزيري الإعلام والثقافة

نظمت مؤسسة “بيار صادق” حفل توزيع جائزة “ريشة بيار” برعاية وحضور وزيري الإعلام ملحم الرياشي والثقافة غطاس خوري، في متحف سرسق، بحضور الرئيس حسين الحسيني، الوزير السابق الدكتور طارق متري، وحشد من الفاعليات السياسية والثقافية والإعلامية.

الرياشي

وألقى الوزير الرياشي كلمة قال فيها: “نحن اليوم في إحتفال الريشة المسنونة كالسيف، تقطع لكن من دون أن تقطع رؤوسا، تقطع الحد الفاصل بين الصواب والخطأ. ريشة بيار صادق كانت الحد الفاصل بين الصواب والخطأ، كان يحب توما، ولكن لم يكن يصدقه، ولا أعرف إذا كان يصدق قليلا ما يقوله يسوع المسيح، لكنه كان يصدق كل ما هو سماوي لا أرضي”.

أضاف: “اعتنق بيار صادق الشرف والكرامة والحرية، وعاش الظلم، ولم يظلم احدا، والفترة التي ظلم فيها عندما ظلم كل لبنان. التقيته مرة، فقال لي أنشد لي شعرا، فقلت: “سأنشد لك ما قال لي سعيد عقل:

ما لي أغنيك؟ أهلي النور منبتهم عالون كالأرز جار الله، ما رغموا
ما نكسوا هامة إلا لخالقهم إلا للبنان ما احتكموا، وما ارتهنوا
في إثرهم أنا دنياي الجمال وإن باعدت، فالسفح من لبنان والقمم
إلا إليك إلهي ما مددت يدي أجوع؟ من شرفي خبز ومغتنم.

هذا هو بيار صادق، الذي لا يعرفه كثيرون، بيار الريشة، بيار الصحافي، بيار القلم، بيار الروح التي كانت حاضرة معنا وبيننا كل يوم، وفي كل لحظة. 30 ألف رسمة، يعني 30 ألف يوم، يعني 30 ألف عمر، يعني 30 ألف خلود. سألوا تشرشل مرة، لو خيروك بين كل أراضي بريطانيا وشكسبير ما الذي تختاره، رد باختيار شكسبير. واليوم، لو خيروني بين أن أكون وزير إعلام وعودة بيار صادق ليرسم ولو مرة واحدة، فأختار بيار صادق ليرسم مرة واحدة. أحييكم جميعا، وأحيي بيار صادق في عليائه، ونرفع ايدينا لنقول له: سلام عليك يا بيار صادق”.

خوري

والقى الوزير خوري كلمة رأى فيها ان “رعاية احتفالات الابداع مسؤولية، مسؤولية رسيمة وثقافية ووطنية”، وقال: “ان المبدع لا يحتاج الى قرار او مرسوم ليكون مبدعا، او لينتج، فالمبدع يخرج من الناس من هموم الناس مضيفا الى ذلك: فنه وهو الاحساس ثم التقنية التي تميزه. بداية، احيي ذكرى الفنان الكبير بيار صادق، وانا هنا بين عائلته ومؤسسته واخوانه. في لبنان نشأ الرسم الكاريكاتوري مع حاجة الى التعبير بحرية اكبر، بغير الكلمة، وذلك منذ 1921، والصحف والمجلات اللبنانية هذه التي استعادت بالرسم الكاريكاتوري، او تخصصت به فقط، مدينة لامثال لمبدعين الكبار: طبارة، ليان، خورشيد، عجميان، فروخ، الشهال، وكان هدفها كلها الانتقاد السياسي والاجتماعي في مرحلة بناء الوطن”.

أضاف: “من الخمسينات في القرن العشرين برز الكبير بيار صادق، المبدع المجدد، الذي مرت رسوماته بمراحل كثيرة، مواكبة لتقدم الرسم والتلوين والطباعة والنشر، وتقنيات ارفاق الكلام واشكاله بالرسمة، حتى صار بيار صادق مدرسة مستقلة، رائدا يقلد في لبنان وخارجه، وصارت كل رسمة من رسوماته “مقالا سياسيا واجتماعيا في حد ذاته”، نقرأ الرسمة كما نقرأ المقال، بل تثير الرسمة فينا الى جانب مضمونها النقدي، الاحساس بفنية التعبير الراقي”.

وتابع: “اذكر انني وكثيرون غيري ايضا, نقرأ ما نشرت جريدة النهار في الصفحة الاولى, ثم نقلبها لنقرأ رسمة بيار صادق على الصفحة الاخيرة التي تمثل في ما تمثل، موقفا سياسيا او اجتماعيا او غيرهما. وعلى شاشة التلفزيون، منا نراقب ريشة هذا الفنان العبقري تتحرك وهي ترسم خطوة خطوة، فإذا بالخط واللون او النقطة تسبق التعبير، لتوح الموقف، ساخرة او مادحة او هاجية، لا فرق، فهي حين تنتهي “مقال في حد ذاته. نعم، لوحات بيار صادق كما كتبتم، هي ارشيف لحقية طويلة ناهزت النصف قرن من حياة الوطن”.

وختم الخوري: “واليوم مع هذا الابداع، والاحتفال به هنا، هذا تشريف للثقافة، واذا ما التف حول “جائزة بيار” هذه الريشات الواعدة من طلاب وطالبات الفنون في جامعتنا، فهذا دليل على ان الثقافة بخير وان التربية بخير ايضا، وان العاملين بإخلاص في هذا الميدان هم فعلا رواد صناعة المستقبل لهذا الوطن. وفي هذا السياق، سنطلق من وزارتنا الاستراتيجية الثقافية الوطنية، وهي وعد بتحقيق طموحات كل لبناني، بل كل لبناني مثقف، فالثقافة هي ميزة هذا البلد، هذا البلد الصغير، بل هذا الوطن الفاعل والكبير بمبدعيه الكثيرين في كل الميادين. هنيئا لرعاة هذه الجائزة، من هذا الصرح الثقافي الفني المميز “قصر سرسق” وهنيئا للفائزين بتنويه اللجنة المحكمة بإنتاجهم. نعم، هكذا نستعيد الثقة، ثقة الناس. وفقكم الله، ووفقنا معكم في متابعة مسيرة اعمار هذا الوطن”.

اخترنا لك