ريتا شقير : صرخة أم مجروحة بـ 3 ساعات فقط لرؤية إبنها

في حلقة جديدة من مسلسل الاحكام الظالمة بحق حضانة الأم المطلقة لدى الطائفة الشيعية، برزت الى الواجهة قضية السيدة ريتا شقير وحرمانها من طفلها بعد الطلاق بين الزوجين وحصول الأب على حضانة الطفل.

الا ان ريتا لم تتمكن من رؤية ابنها منذ حوالي الشهرين والنصف، وحين طالبت بأبسط حقوقها برؤية فلذة كبدها لمدة 24 ساعة بالأسبوع منعت من ذلك وتعرضت للضرب داخل منزل عائلة زوجها ولديها تقرير طبي يثبت الواقعة.

ما حصل مع ريتا حيث اشارات الى انه بعد حصول الطلاق كان الاتفاق بأن تشاهد الأم ابنها ساعة ما تشاء، ولكن حين لم تتنازل عن المؤخر قام بحرمانها من ابنها وحين لجأت الى عائلة زوجها تعرضت للضرب، ما دفعها لتقديم دعوى قضائية لدى المحكمة المدنية للمطالبة بابنها ليصدر الحكم قبل قليل من قبل قاضي الامور المستعجلة في النبطية بحق الأم برؤية ابنها 3 ساعات فقط في الأسبوع.

https://youtu.be/vdbO7UbkkSg

وقد جاء في نص القرار انه بعد الاستدعاء المقدم من ريتا شقير بتاريخ 15-2-2017 بوكالة المحامية مريم الشامي والمحامي حسن الشامي وبعد الاطلاع على معطيات الملف ووفقاً لأحكام المادة 589 يقرر ما يلي :

إلزام المستدعي ضده بعدم التعرض للمستدعية وطفلها ادم بأي عنف جسدي او معنوي تحت طائلة دفع غرامة مليون ليرة لبنانية. 

إلزام المستدعي ضده بأن يسلم الطفل ادم الى المستدعية لرؤيتة مرة في الأسبوع نهار السبت من الساعة 3 ظهراً لغاية السادسة مساءً، وذلك تحت طائلة غرامة اكراهية قدرها 3 ملايين ليرة لبنانية عن كل تأخير في تنفيذ القرار.

زينة ابراهيم اكدت انه بمجرد حدوث الطلاق، يتم نقل حضانة الطفل لوالده حكماً عن عمر السنتين مع حق رؤية للأم لمدة لا تتعدى الـ24 ساعة، وحين يقرر الأب منع الأم من ابنها تلجأ الأم للقضاء وبحجة انه يوجد قضايا متبادلة بين ريتا وطليقها يصدر الحكم بـ3 ساعات فقط.

كيف لأم ان تسأل عن حاجات ابنها وتهتم به خلال 3 ساعات فقط ما هذا الظلم الحاصل بحق الأم.

اما الناشطة في “نادين جوني” والتي لديها ايضاً مشاكل بالحضانة مع طليقها اعتبرت ان ذلك القاضي الذي يحكم لأم برؤية طفلها لساعات، أكان لثلاث ساعات أو لـ24 ساعة، هل فكّر يوماً ما الذي ستفعله الأم بهذه الساعات القليلة؟

ساعات لن تعوّض طفولة يحرم من الإستمتاع منها أطفالنا، طفولة الساعات والسباق مع الوقت، التمنّي بتوقّف الزمان خلال هذه الساعات، أن يقف الزمن ويبقى طفلي في حضني، الوقت يأكلنا ونحن نحاول حرقه، في هذه الساعات القليلة نحاول البقاء مع أطفالنا قدر الإمكان كل ثانية، كل نفس هو متسع للغمرة للحضن، للإطمئنان، لنخبرهم أننا هنا موجودون، لنشعرهم بوجودنا الذي غيبوه.

عقارب الساعة تقتلنا، أضمّه، أشمه، أقبله، أطعمه وأسأله ماذا يفعل في المدرسة، وكيف تجري أموره، أحاول الإطمئنان على صحته، أقيس حرارته في كل أسبوع كي أتأكد أنه ليس مريض، أحممه كي أستمتع معه باللعب في المياه وكي أشعر أنني أعتني بكل ما يخصه، أحاول أن أقوم بكل شيء في هذا الوقت، عندما يغفو، أحاول ألّا أنام، أحاول أن أكسب كل دقيقة أراه فيها وأشمه وأقبله، أراقب حركاته وهو نائم، أحضنه عندما يستيقظ مرات عديدة خلال الليل و يناديني ماما لأقوم وأحضنه ويعاود النوم، هل يفكّر من يصدر القرار بقلة هذه الساعات التي يعطونا إياها والضغط الذي يمارس علينا وعلى أطفالنا بسباق الوقت؟ بفرض الوجود؟ وجود أم تغيّب قسراً عن مهامها بتربية أطفالها؟

هل يفكرون ماذا تعني لنا الرؤية بساعات أو يوم يمنع علينا دقيقة أكثر منها؟ لريتا أقول الساعات والشوق سيقتلانك حتماً كما يحصل معي، والوقت الباقي لنا من الأسبوع هو كي نشتاق ونناضل ونرفع صوتنا و نواجههم بقوّة، بقوة حق الأم والأمومة ! لا حق فوق حقي ! ولا الوقت فوق حقنا.

قرار القاضي اثار موجة من الغضب لدى الرأي العام حيث اعتبر البعض ان اي جنة تحت اقدام الأمهات وهي تشاهد ابنها فقط 3 ساعات، فثلاث ساعات هو الوقت قد تستغرقه في اعداد فطورك وتجهيز نفسك لمغادرة المنزل، اما الطفل بحاجة لأمه كما هو بحاجة لأبيه وفي حال حدوث الطلاق من الظلم حرمان الأم من طفلها وتقرر المحكمة بثلاث ساعات فقط.

ريتا شقير

اخترنا لك