الإصلاح شعار لكنَّه ليس احتكاراً، والشفافية نهج لكنها ليست وقفاً على جهة واحدة، والمصداقية سلوك لكن لا أحد يدَّعي أنَّه وحده الذي يملكه.
مساء أول من أمس الخميس، وفي البرنامج الحواري الأول “كلام الناس” مع الإعلامي مرسال غانم، تعرَّف اللبنانيون على وزيرٍ إصلاحي من الدرجة الأولى:
شفاف، جريء، صريح، لا يناور ولا يستعمل لغتين، متمكِّن من ملفاته سواء تلك المتعلقة بوزارته مباشرةً أو تلك المتعلقة بالملفات السياسية التي يتابعها.
إنَّه وزير الأشغال العامة المحامي يوسف فنيانوس، القيادي في تيار المردة والصديق اللصيق لرئيس التيار سليمان فرنجيه.
تعرَّف اللبنانيون على نمطٍ في الوزارات الخدماتية لم يشهدوه من قبل، وتعرفوا على وزير سياسي بامتياز يظهر من كلامه أنَّه ليس مجرد “وزير تكنوقراط”، بل هو وزيرٌ أساسي في وزارة أساسية رسم فيها خطَّين:
خط الوفاء لمَن سمَّاه في هذه الوزارة، الزعيم سليمان فرنجيه، وخط الوفاء للناس لكي تأتي الخدمات متوازنة بينهم.
في مواقفه التي أطلقها مع الإعلامي مرسال غانم، يمكن تسجيل أكثر من عنوان لأكثر من ملف، وفي سابقة تحدث للمرة الأولى في تاريخ المزايدات والمناقصات، تعبيراً عن الشفافية، كشف الوزير فنيانوس، مباشرةً على الهواء، ملف مزايدة السوق الحرة الـ DUTY FREE وملف مزايدة التجهيزات الأمنية في مطار بيروت وأيضاً ملفات أخرى، وبعدما فاجأ المشاهدين بهذه الخطوة الجريئة، توجَّه إلى الرأي العام قائلاً:
“لن أسمح لنفسي بأن يطعن أحدٌ بملفٍ بعد إطلاق المناقصات والمزايدات، وأقول للناس المهتمين إنَّ ليس هناك من حق أفضلية لشركة PAC (وهي الشركة التي تدير حالياً، ومنذ زمن طويل، السوق الحرة، DUTY FREE والتي يملكها محمد زيدان). وعدم الأفضلية سببه الحفاظ على المساواة بين الشركات التي ستدخل في المزايدة”.
وكتأكيدٍ على الشفافية يقول:
“ست شركات أساسية كبيرة راجعتنا في موضوع المزايدة للسوق الحرة، وستنطلق مزايدة السوق الحرة في مطار بيروت من مبلغ 45 مليار ليرة لبنانية سنوياً، ولا يشمل هذا المبلغ الضريبة على القيمة المضافة”.
وفي لفتة إلى شركة طيران الشرق الأوسط ومدى حرصها على المال العام، بقيادة رئيس مجلس إدارتها محمد الحوت، وعلى التقدُّم الذي حققته، كشف أنَّ الدولة تطلب منها تصليح تجهيزات التبريد على نفقتها وليس على نفقة الدولة، ليُطرح السؤال الكبير:
نربح 200 مليون دولار من مطار بيروت، لماذا لا نستثمر 20 مليوناً منها لتحسين وتطوير المطار؟
وينتهي الوزير فنيانوس إلى تفجير قنبلة سياسية تتعلق بالأداء داخل مجلس الوزراء، فيقول:
“إذا استمرت الأمور على ما هي عليه في مجلس الوزراء فلن ننتهي من الفساد”!
وكما القنابل التي فجَّرها في المزايدات والمناقصات، فجَّر الوزير فنيانوس أيضاً أكثر من قنبلة سياسية، ومما قاله:
لن يمرَّ إلا قانون واحد مكتوب للإنتخابات النيابية، والوزير فرنجيه لن يزور القصر الجمهوري إلا بعد الإنتخابات النيابية.
أما القنبلة الأكبر فكانت حين سأله مرسال غانم:
هل يعود الحريري رئيساً للحكومة بعد الإنتخابات النيابية؟
فيجيب الوزير فنيانوس:
ليس هناك أيُّ إتفاقٍ لعودته رئيساً بعد الحكومة”.
هذا ما قاله الوزير فنيانوس. ولكن، ما هو معروف للجميع أنَّ الرئيس سعد الحريري لم يضع شروطاً لأيِّ شيءٍ يخصُّه شخصياً، لا قبل انتخاب الرئيس ميشال عون ولا بعد انتخابه.
الهام سعيد فريحه