بعد رفض مجموعات الحراك حتى الساعة الدعوة الموجّهة من رئيس مجلس الوزراء سعد الدين الحريري للنقاش مع منظمي تظاهرة الأحد الفائت، صدر موقف متميّز عن مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام التي أعلنت بأنها على إستعداد لعقد اللقاء مع دولة رئيس مجلس الوزراء وأنّها أبلغت المعنيين بقرارها هذا، أضافت المجموعة بأن الضرائب المُستحدثة والتلكؤ في إقرار سلسلة الرتب والرواتب مسائل تستدعي المواجهة الجريئة في الساحات وداخل المؤسسات وعلى طاولات الحوار، ومن الواجب إيصال صوت الناس الرافض لفرض ضرائب جديدة على كاهلهم الى مركز القرار وتحديد مكامن السرقة والفساد بشكل واضح وصريح لوقفها وتطبيق الإصلاحات الكفيلة بتأمين الموارد اللازمة لتمويل قانون سلسلة الرتب والرواتب.
وفي إتصال مع المحامي جاد طعمه، أحد الناشطين في المجموعة، أوضح أن رفض الدعوة الموجهة من رئيس الحكومة من شأنها إضعاف ثقة الناس بالحراك الشعبي، لأن السلطة تسعى حاليا لتصوير المعتصمين بأنهم عبارة عن غوغاء وهواة فوضى، ولا يملكون أي مقترحات لحلول عملية خلافا للواقع.
أضاف طعمه، أن الحراك الشعبي مؤلف من مجموعات مستقلة، وبالتالي يصعب التوصل إلى موقف مشترك فيما بينها، لا سيما وأن دعوة رئيس الحكومة جاءت إلى منظمي الحراك وهذا أمر صعب عمليا، كما أن الدعوة وجهت للنقاش، ويرى البعض بأنه لزوم ما لا يلزم، فالنواب والوزراء يعلمون يقيناً وسلفاً مواطن الخلل في الضرائب المُقترحة لتمويل السلسلة.
وختم طعمه أن الوطن يحتاج لمد الجسور بين أبنائه في الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وقبول مبدأ التحاور الجدي المنتج، وهذا الأمر لا يمكن حصوله إذا ما تم تجاهل الدعوة الجدّية بظاهرها والموجهة من رئيس الحكومة والتي يجب أن تقابل بلقاء جدي معه يطرح كافة الهواجس والشجون التي دفعت الناس للنزول إلى الساحات، دون ان يعني هذا الامر الخروج من هذه الساحات التي تبقى المكان الحقيقي للنضال حتى تحقيق كافة المطالب.