نفّذ الجيش الاميركي بأمر من الرئيس الاميركي دونالد ترامب امس ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري رداً على “الهجوم الكيماوي” الذي تتهم النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد.
واعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد وقت قصير على الضربة ان “أميركا انتصرت للعدالة”، مشيراً الى أنّ الاسد “انتزع ارواح رجال ونساء واطفال عزّل”.
بدوره، اوضح مسؤول في البيت الابيض انّ 59 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري “المرتبط ببرنامج” الاسلحة الكيماوية السوري و”المتصل مباشرة” بالاحداث “الرهيبة” التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون في محافظة إدلب.
وأتت الضربة العسكرية الاميركية بعيد فشل مجلس الامن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي اودى بحياة 86 شخصاً على الاقل بينهم 30 طفلاً.
من جهته، قال مسؤول دفاعي أميركي إن الضربة الأميركية “منفردة” مما يعني أن من المتوقع أن تكون ضربة واحدة وألا تكون هناك خطط حالية للتصعيد.
تزامناً، اعلن البنتاغون ان الولايات المتحدة ابلغت روسيا مسبقاً بالضربة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الكابتن البحري جيف ديفيس انه “تم ابلاغ القوات الروسية مسبقاً بالضربة عن طريق خط خاص لتفادي حصول اي صدام بين قواتهما اثناء تحركها في سوريا “.
واضاف ان: “المخططين العسكريين الاميركيين اتخذوا احتياطات للحد من خطر وجود طواقم روسية او سورية في القاعدة الجوية”.
إلى ذلك، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل اربعة عسكريين وتدمير شبه كامل لقاعدة الشعيرات العسكرية بعد الضربة الاميركية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “المطار دمر بشكل شبه كامل بما فيه من طائرات وقواعد دفاع جوي”، مشيراً الى انّ “مدرج المطار وحظائر الطائرات ومخزن الوقود ومبنى الدفاع الجوي جميعها دمرت بشكل كامل”. وطالت اضرار بحسب عبد الرحمن، مساكن الضباط في المطار.
كما اسفرت الضربة الاميركية وفق المرصد عن “مقتل اربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد” بالاضافة عن سقوط عشرات الجرحى.
واشار عبد الرحمن الى ان مطار الشعيرات الذي يعد ثاني اكبر مطار عسكري في سوريا، يضم “طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23″، لافتا الى انه “المطار الذي اقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون”.
محافظ حمص
من جهته، اكّد محافظ حمص طلال البرازي أنّ الضربة الاميركية على مطار الشعيرات العسكري في وسط سوريا اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى فضلاً عن اضرار مادية.
وقال “هناك اضرار مادية واضحة، وتم إخلاء بعض الجرحى المصابين بحروق، وهناك ايضاً بعض الشهداء، ولكن الحقيقة حتى الآن ليس هناك احصاء لعدد الشهداء والجرحى”، مشيراً الى انّ عمليات الاطفاء والاسعاف مستمرة.
وكان التلفزيون الرسمي نقل عن مصدر عسكري سوري قوله “تعرضت احدى قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى فجر اليوم لضربة صاروخية من قبل الولايات المتحدة الاميركية ما ادى الى وقوع خسائر”، من دون ان يوضح ما اذا كانت الخسائر بشرية او مادية.
موسكو تحذر واشنطن
بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قنسطنطين كوساتشيف اليوم إن التحالف الروسي مع الولايات المتحدة بشأن سوريا بات محل شك بعدما شنت واشنطن ضربات جوية على قاعدة جوية سورية.
ونقلت وكالة إنترفاكس عنه قوله إن الضربات هدفها “ختم حكم سابق بمسؤولية الرئيس السوري بشار الأسد عن هجوم كيماوي في إدلب بختم البارود.”
وكان السفير الروسي لدى الامم المتحدة فلاديمير سافرونكوف قد وجه أمس تحذيراً الى الولايات المتحدة من مغبة توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري، مشددا على ان مثل هذه الخطوة قد تؤدي الى “نتائج سلبية”.