في الوقت الذي تجري فيه كوريا الشمالية تجارب صاروخية باليستية عديدة، وتهدد بإطلاق صواريخ نووية ويتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، إلا أنها في واقع الأمر تجهز “سلاحاً سرياً” غير متوقعًا.
ونشرت صحيفة “إكسبريس” البريطانية تقريرًا ينقل معلومات وصفتها بالسرية عن “السلاح السري” الذي تنوي كوريا الشمالية أن تفاجئ به العالم، من دون أن ينتبه أي شخص أو دولة أو جهاز استخباراتي إليه.
وأشار التقرير إلى أن التجارب الصاروخية، التي تجريها بيونغ يانغ ما هي إلا وسيلة للتعتيم على سلاحها السري، الذي تطوره كوريا الشمالية.
وأوضحت أن بيونغ يانغ لا تهتم بتطوير صواريخها القادرة على حمل رؤوس نووية فقط، بل تهتم أكثر بتطوير قدراتها العسكرية تحت الماء أيضا.
وقالت الصحيفة البريطانية نقلا عن تقرير سري معلومات استخباراتية، إن بيونغ يانغ تطور بصورة سرية مجموعة من الغواصات، التي باع طويل في تصنيعها، وتكيفها الآن من أجل حمل أسلحة نووية.
قدرات تخفي
وتابعت الصحيفة قائلة: “أكثر أمر إثارة لقلق كافة الأجهزة الاستخباراتية هو قدرة تلك الغواصات الكورية الشمالية على التخفي عن طريق تقنيات لم تتوصل لها تلك الأجهزة بعد”.
وأشارت إلى أن كوريا الشمالية تتجنب الإشارة أو الحديث عن أي تطوير يتعلق بالغواصات الخاصة بها، وتكتفي دوما بالإعلان عن تجاربها الصاروخية الجديدة.
كما أشارت “إكسبريس” إلى أن ما أثار ذعر الأجهزة الاستخباراتية فقدان حوالي 50 شخصا في عام 2015، وهو الأمر الذي دفع أجراس الإنذار تدق في سيول (كوريا الجنوبية) وطوكيو (اليابان)، والأمر الذي أرجعته تلك الأجهزة إلى نشاط مرتبط بتطوير الغواصات الكورية الشمالية.
ونقلت بدورها شبكة “سي إن بي سي” الأميركية عن الخبير الأمني، بروس كلينغنر، قولها: “تطوير الغواصات الكورية الشمالية، لا يزال يشكل لغزًا غامضًا عصيًا على كثير من الأجهزة الاستخباراتية، ولكن تقارير عديدة ترجح أن تجارب الصواريخ الباليستية ليست إلا للتغطية على التجارب التي تجريها كوريا الشمالية تحت الماء”.
وتابع قائلا: “ما يقلق نوم كل الدول أن تنجح بيونغ يانغ في دعم غواصاتها بالأسلحة النووية، لأنها بتلك الطريقة تفتح جبهة جديدة ونوع جديد من المخاطر عندما تفكر أي دولة في تهديدها”.
ومضى بقوله “الهجوم من المحيط سيأخذ كوريا الجنوبية على حين غرة، خاصة وأن دفاعات سيول كلها موجهة لهجوم من حدودها مع كوريا الشمالية”.
يذكر أن بيونغ يانغ اختبرت فعليا سلاح غواصاتها خلال عام 2009، عندما أغرقت غواصة من كوريا الشمالية سفينة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية، ما أسفر عن مقتل 46 شخصا.
كارثة آسيوية
وأشار الخبير الأمني إلى أنه في حال تمكنت كوريا الشمالية من تزويد غواصاتها بأسلحة نووية، فإن منطقة شرق آسيا بأسرها معرضة لكارثة جديدة، ستفوق كارثة إلقاء الولايات المتحدة قنابل نووية على هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين.
وحذّر خبراء عسكريون آخرون لصحيفة “إكسبريس” البريطانية من أن كوريا الشمالية طورت قدرات مدمرة فيما يخص استخدام الغواصات النووية.
كما أشار الخبراء إلى أن تلك القدرات أيضًا تجاوزت إلى حدّ كيفية التعامل مع الغواصات النووية الأخرى، وتدميرها وتحجيمها والسيطرة عليها.
وقال، نيكولاس إبرستادت، الخبير الأميركي: “قد تكون قواتهم تقليدية وغير قادرة في الوقت الراهن على التهديد بصورة كبيرة، ولكن لديهم الكثير من أسلحة الدمار الشامل”.
وتابع قائلا: “ربما ستخسر بيونغ يانغ الحرب في نهاية المطار، ولكنهم في المقابل سيقتلون الكثير من الناس وستكون حربا مدمرة إلى أبعد مدى”.