عاد الحديث في العاصمة الأميركية اليوم الى عهد الرئيس الأميركي المعزول ريتشارد نيكسون والذي أطاحت به فضيحة ووترغيت وطرد المدعي العام يومها كما طرد الرئيس دونالد ترامب أمس مدير مكتب التحقيق الفدرالي (أف.بي.أي) امس جايمس كومي.
عناوين الصحف الاميركية جميعها تحدث عن وقع الصدمة كهزة سياسية واستخباراتية قد يترتب عليها عواقب وخيمة على ترامب وللأسباب التالية :
1-كومي يحقّق شخصيا بارتباطات ترامب بروسيا وتورط موسكو ومستشارين لترامب بالتواطؤ في الانتخابات الرئاسية.
وبحسب “وول ستريت جورنال” رفض كومي تبرئة البيت الأبيض من التحقيق رغم ضغوط متكرّرة من مستشاري ترامب، وهو كان مستمرّاً في تحقيق طويل يكشف جولات وتعاملات لمستشاري ترامب مع روسيا.
2- عاصفة إعلامية وسياسية ضد ترامب وسوء تحضير من البيت الأبيض للخطوة.
فكومي كان في رحلة عمل في كاليفورينا حين تم ابلاغه بالإقالة وفوضى في البيت الأبيض في التعاطي مع تبعاتها.
رافق ذلك دعوات من نواب جمهوريين بينهم السناتورات جون ماكين وبان ساس وريتشارد بير لإنشاء لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق بارتباطات ترامب بروسيا.
هذا العدد يكفي اليوم للتحالف مع الديمقراطيين وإنشاء لجنة.
3-ماذا يعرف كومي؟
هو السؤال الذي يشغل الوسط الاميركي.
فمدير أف.بي.اي طوال 4 سنوات، لاحق كل قضية أمنية واستخباراتية في أميركا.
وهو أغاظ الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية بتحقيقه ببريد هيلاري كلينتون الالكتروني ورسالته الى الكونغرس في 28 تشرين الاول اي قبل 12 يوماً على الانتخابات يقول الديمقراطيون أنها رجحت كف السباق لترامب.
وكان كومي أدهش نواب لجنة الاستخبارات في الكونغرس في اجتماعات مغلقة في المعلومات السرية التي قدمها حول روسيا وترامب.
وهناك ترقب حول كسر كومي صمته بعد الإقالة والتحدث امام الكونغرس او الاعلام الاميركي.
4- غضب ترامب وصراخه في البيت الأبيض جعل الكثير يتخوف اليوم من صوابية قراره بطرد كومي.
فالرئيس كان غاضبا لعدم تبرئة كومي له من اي ارتباط بروسيا، ولظهور كومي الإعلامي.
وفِي اتصاله بقيادات الكونغرس لإبلاغهم بقرار الطرد قال زعيم الديمقراطيين تشاك شومر لترامب “انك ترتكب خطأ كبيرا”، وهو ما لم يرق للرئيس الاميركي وغرّد ليلاً ساخراً من شومر.
طرد كومي قد يترتب عليه تحقيق مستقل بارتباطات حملة ترامب بروسيا، وخضة وفضائح داخلية مستمرة ضد الرئيس تزيد عليه الطوق في العام الاول.