في حين أنه يمكن التخلّص من بعض أنواع أوجاع الرأس عن طريق المسكّنات وكوب من المياه، إلّا أنّ الأشكال الأخرى تكون متواصلة وأكثر حدّة، لا بل يُحتمل أن تهدّد الحياة. فما هي؟ من الضروري أن يُجيد كلّ شخص التمييز بين أبرز أنواع أوجاع الرأس كي يستطيع التعامل معها بشكل صحيح عند تعرّضه لها. في ما يلي أهمّ الأشكال التي سلّط الضوء عليها الطبيب الأميركي العالمي الدكتور أوز :
الصداع الرعدي
يسبّب هذا النوع وجعاً شديداً، ويصفه غالباً الأشخاص الذين يعانونه بأسوأ صداع على الإطلاق. كثيرون يتجاهلون آلام الرأس، لكنّ هذا الصداع قد يُشير إلى تمدّد الأوعية الدموية في الدماغ. عند التعرّض لهذا الحجم من الوجع، يجب استشارة الطبيب سريعاً خصوصاً إذا ترافق مع الغثيان، أو التقيؤ، أو فقدان الوعي. من أبرز ميزاته أنه يحدث فجأة وبشدّة، ويستمرّ بين ساعة إلى 10 أيام، وقد يُصيب أي منطقة في الرأس، ويُطاول العنق أو أسفل الظهر.
صداع التوتر
يُعتبر من الأشكال الأكثر شيوعاً، ويتم الشعور به عادةً حول الجانب الخلفي لكلّ من الرأس والعنق، إلى جانب الصدغين. كما هو واضح من الإسم، يحصل هذا الصداع نتيجة التوتر، ما يؤدي إلى تصلّب عضلات العنق وفروة الرأس وانقباضها. لتهدئة هذا النوع من الآلام، يُنصح باللجوء إلى أيّ وسيلة تساهم في الاسترخاء، جنباً إلى المسكّنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
الصداع العنقودي
يُصيب الرجال أكثر من النساء، ويظهر فجأة مُسبِّباً وجعاً شديداً مُشابهاً لنظيره الذي يُحدثه الصداع الرعدي، باستثناء أنه يكون عادةً مركّزاً على جانب واحد من الرأس، ويظهر على شكل نوبات صداع مُجتمعة تحدث في الوقت ذاته.
كذلك قد يتعرّض الشخص لتدمّع العينين، وانتفاخ منطقة العين، ويكون الألم مغطّياً حتى جانب الرأس. في حين أنّ مسكّنات الوجع التي لا تحتاج إلى وصفة طبية تستطيع خفض مدّة استمرار الصداع وكيف يعود غالباً إلى الظهور، إلّا أنّ معظم الأشخاص عليهم انتظار انتهائه. سبب حدوث هذا النوع من أوجاع الرأس غير واضح بعد، لكنّ بعض العلماء يرجّحون أن تكون العوامل الجينية هي المسؤولة.
الصداع النصفي
يملك هذا الصداع عاملاً جينياً في معظم الأحيان، وقد يستمرّ من بضع ساعات إلى أيام عديدة. يمكن رصد الصداع النصفي من خلال معاناة اثنين من الأعراض التالية على أقلّ تقدير: الإنزعاج من الأصوات والأضواء الساطعة، والشعور بألم في جهة واحدة من الرأس أو الاثنتين، وتداخل الوجع مع الروتين اليومي، وتفاقمه مع الأنشطة اليومية، والغثيان والتقيؤ، وتشوّش الرؤية. يُذكر أنّ الصداع النصفي يحدث أحياناً مع تخدّر في أطراف الجسم والهلوسات البصرية، غير أنّ ذلك يُطاول نسبة ضئيلة من الناس.
صداع الجيوب الأنفية
إذا كنتم حالياً في منتصف نزلات البرد أو تعافيتم أخيراً من واحدة، قد تشكون من التهاب الجيوب الأنفية الذي طال أمده والمسؤول عن هذا النوع من الصداع. من أبرز أعراضه وجع أو تورّم أو احمرار حول العينين، وانتفاخ الجبين، وارتفاع الحرارة، وألم رأس شديد لا يهدأ، وتشوّش، ورؤية مزدوجة أو أي تعديلات أخرى بصرية، وتصلّب العنق. ويمكن معالجة صداع الجيوب الأنفية من خلال تناول المضادات الحيوية، ومسكّنات الوجع، ومضادات الهيستامين، ومُزيلات الإحتقان.
(سينتيا عواد – الجمهورية)