استشهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بآية من القرآن، في حديثه عن الأزمة المشتعلة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، رافضاً في الوقت نفسه الحصار المفروض على الدوحة من الدول الخليجية الثلاث المجاورة لها.
ونشرت صحيفة “يني شفق” اليوم السبت مقطع فيديو لجزء من الكلمة التي ألقاها أردوغان، يوم أمس الجمعة، خلال مأدبة إفطار نظمها مكتب حزب العدالة والتنمية (الحاكم) في إسطنبول.
وقال أردوغان أمام حشد من الحضور: “يقولون قطر دولة صغيرة، لكن هذا ليس صحيحاً، ليس صحيحاً بالمرة”، وردد بعدها الرئيس التركي الآية رقم 249 من سورة البقرة: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”.
وكان أردوغان قال “إن البعض منزعج من وقوفنا إلى جانب إخوتنا في قطر، إلا أننا مستمرون في تقديم جميع أنواع الدعم إليها”، وأضاف: “أقول إنه يجب رفع الحصار تماماً، لابد ألاّ يحدث هذا بين الأشقاء”، ولفت إلى أن التوتر الذي تصاعد في الأيام الأخيرة بين الدول الشقيقة في الخليج ألقى بظلاله على فرحة المسلمين بشهر رمضان.
وتابع الرئيس التركي: “لدي رجاء خاص من السلطات السعودية، أنتم أكبر من في الخليج والأقوى (..) عليكم أن تكونوا تاج الأخوة، وأن تجمعوهم على صعيد واحد، هذا ما ننتظره من خادم الحرمين الشريفين وهذا ما يليق به”، وفقاً لوكالة الأناضول.
ووجه كلامه إلى قادة دول الخليج وشعوبها، أنه “لا يوجد غالب في حرب الأشقاء، والجهة المنتصرة في الحرب ستكون البؤر التي تتغذى على حالة عدم الاستقرار والتوتر”.
وشدد أنه “من الخطأ إضافة المزيد من المشاكل للعالم الإسلامي الذي يعاني بالفعل من العديد منها”.
وعلى صعيد آخر قال “نعلم جيداً الذين كانوا مسرورين في الخليج (لم يسم جهة معينة) من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا (منتصف حزيران 2016)، ونعرف جيداً ماذا فعل البعض ليلة محاولة الانقلاب”.
ومنذ الإثنين الماضي، أعلنت 8 دول قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر والمالديف، واتهمتها بـ”دعم الإرهاب”، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.
بينما نفت قطر الاتهامات بـ”دعم الإرهاب” التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.