يودّعن فلذات اكبادهنّ في يوم لم يحسب له حساب. احباء بلحظة يغيبون عن حياتهم وعن أحبائهم وعن أطفالهم وعن مستقبلهم وعن أمهاتهم وعن آبائهم، أطفال سقطوا برصاصة أثلجت قلب مطلقها من الفرح الأسود!
الأزواج وآباء استهدفهم قطّاعوا الطرقات المسلّحين بالخناجر والمسدسات يعبثون بها كمصدر وحيد لرجوليتهم، هم لبنانيون لا ذنب لهم بما يجري من حولهم، يتعرّض لهم شبّان، بقيت تربيتهم ناقصة فأصبحوا رجالا يتغنّون بالعنف صفة لهم، الشباب الحماس المفعم بالحياة والثقافة والحب والحيوية لا يهابهم الشّر بل يديرون له ضهرهم فيلاحقهم ويغدر بهم من الخلف بجبن لا يعرف للإنسانية طعم، فيطفئون شمعة الحياة الى الأبد، الجدّ الذي اعتقد انه قد انعم عليه بمرافقة احفاده في رحلة مشوّقة في الحياة، أرسلته يد شياطين الأرض الى السماء ينتظر!
جميعهم ابناء الوطن يدفعون ثمن إهمال وتقاعس السلطة التنفيذية في تأمين الحماية الحق لكل مواطن.
سلطة تنجح حين تشاء وتخفق حين تريد ولا تحاسب الا باستنساب.
سلطة تعفي المحسوبين والمطيعين.
سلطة ابتعدت عن كونها لبنانية ولم تعد تتعرف على نفسها، فكل جزء منها له لغته العربية ولهجته الخاصة به، بعد ان تخلّى الغرب عن وصايته فتركوا خارج لعبة الأمم بالرغم من تسوّلهم على ابواب سفاراتها!
اليوم يجتمع الأهالي المصابين كل منهم في صميم قلوبهم بسهام الدولة المخفقة بتطبيق قوانينها الاّ على
الضعيف! اما من استقوى بالفساد وسوء استخدام الصلاحيات والسلطة، فله من يحميه ويد القضاء لا تطاله.
لكن القضاء المحكوم بمجمله بلقمة عيشه ومسيرته المهنية او تمسكه بكرسي الحكم، ولو له في الإستنسابية دور كبير فهو يعيق تارة وينتشل العدالة طوراً.
الى متى سيبتسم “روي” من السماء بدلا من أن يعانق الحياة؟
الى متى مواطنون يطلبون رخصة سلاح صغير وغيرهم يقتنون الصاروخ دون حسيب او رقيب؟؟
متى يلعب وزيريّ الدفاع والداخلية دوريهما، فيعاقبان دون استسلام كل من يحمل قطعة سلاح غير مرخص، ويأخذان على عاتقهما تطبيق القانون؟؟
متى تثبت السلطة انها لا تستغل شؤون وشجون الناس ودموعها لغايات سياسية انتخابية بحتة؟؟
الا يطيب لأي منهم فعل الخير والنجاح بموضوعية تقرّبهم من الله والناس؟
ننتظر جميعنا اجراءات رادعة اوّلها في تصنيف الجرائم وتسريع قضاء جرائم القتل من الدرجة الاولى من الرصاص الطائش وحيث الأمن الداخلي يستهدف ويثبت الحق العام منذ اللحظة الاولى. وتنفيذ الأحكام خلال مدة لا تتجاوز السنتين، لما يشكل رادعا عن الجريمة، ومتابعة العقاب وسط إعلام مكثّف. وتفعيل اجراء الإعدام كعقاب رادع واضح ومعروف، يحكم به المجرم على نفسه، ويختاره بنفسه كل من يجرؤ على القتل.
تعدم يوما بعد يوم، رميا بالرصاص او طعنا بالخناجر ضحية بريئة او اكثر دون ان تجد الدولة اي رادع. في ظل سلطة أزلامها يحملون السلاح غير الشرعي، من المضحك المبكي الاّ يأتي قصاص الإعدام حكماً ليدافع فيه البريء عن نفسه ويقتصّ من رجال العصابات.
امّا الصرخات التي تعلو ضد حكم الإعدام ولا تقدم بديلا، فنسمعها تنادي كل مجرم ليكون بعد ٢٠ سنة من رواد دور السينما والمطاعم والنزهات والمولات التي قد يتردد عليها أولادنا، فنقول لهم بإحترام: “لن نترك حياة أجيالنا رهينة لمزاج الأشرار والسياسة” والى حين إيجاد وسيلة أفضل للدفاع عن النفس في ظل سلطة لا تحارب السلاح غير الشرعي، بل تحميه وتأويه، نصرّ على الإعدام ليطال رجال العصابات!
النقيب جينا الشماس