الدراما العربية لرمضان 2017 : مخاض عوارض الحمل الكاذب 2\5 اللبنانية من المنافسة إلى عجائب تعيقها وتقلّل من قيمتها

• تبحث عن حضورها في زحمة المنافسات التي سبقتها عربياً
• غيبت هويتها ومشاكل مجتمعها وهربت إلى تجارة الممنوعات والدعارة
• لم تكتشف لغتها ولهجتها ولا تنتمي إلى عالمها وهجينة
• المخرج اللبناني لا يمتلك زمام الإدارة وسجين رزقه والمشاركات
• “الهيبة” أداء رائع ونمطية الحلقة الفارغة و”لآخر نفس” سيناريو متفوق عابه تبريرات الخيانة
• “أدهم بيك” أداء فردي يحتاج رؤية مختلفة و”بلحظة” متماسك ومنافس و”بلاد العز” خارج الموجة
• “كاراميل” مهضوه وخفيف و “ورد جوري” لا يصلح لرمضان و”شوشو على نار” فاقد الذاكرة والوعي
• “وين كني 2″ مغرق في التركي و”زوجتي أنا” مط وتطويل دون تبريرات درامية

قد نوجه سهام نقدنا إلى الدراما اللبنانية بكثافة ودون مجاملات، وقد نضعها على مشرحة الأعمال الفنية بعيداً عن الرحمة لكونها كانت تمتلك ريادة ذات مرحلة، بينما هي اليوم تبحث عن حضورها في زحمة المنافسات التي سبقتها عربياً، وقد لا تستطيع اللحاق بها، ومع ذلك لا بد من القول أن الدراما اللبنانية لهذا العام حاضرة وملفتة رغم ظروف البلد اقتصادياً وسياسياً، ورغم التشتت العربي الذي لم يعد يعير الإنتاج اللبناني أهمية، ورغم الاكتفاء عند الأسواق العربية بإنتاجياتها، وفي كثير من هذا الإنتاج نجده أفضل مما يقدمه لبنان، ورغم ابتعادها عن هويتها ومجتمعها ومشاكلها وهروبها إلى مواضيع خاصة جعلتها عامة، ورغم سوء اختيار المواضيع التي سجنتها في الدعارة والجنس وتجارة السلاح والمخدرات.

نعم الدراما اللبنانية لهذا العام حاضرة ولكن، والوضع الاقتصادي المتدني لم يقوقعها، بل دخلت المنافسة بكم كبير ولا بأس به، وذلك من خلال 11 عملاً معتمدة على التجربة اللبنانية، ومتفاوتة من حيث المستوى، وقد سحب من المنافسة ” أول لحظة” بطولة غسان صليبا، بعض هذه الأعمال مشاركة مع التجربة السورية، وهذا يضيف إليها التنوع المطلوب ولكن دون أن يهجر تصوير أناسه ومشاكل بلده ومجتمعه، ويحملها مسؤولية في إثبات وجودها وهويتها فنياً!

المرض

لا تزال الدراما اللبنانية مشوشة، وهجينة رغم جدية بعض الأعمال لهذا العام، وقد تكون غريبة ومغربة تعيش الغربة عن مجتمعها وواقعها، ولم تكتشف نطق لغتها ولهجتها، ومغربة لا هوية لها، ولا تنتمي إلى عالمها إلا من خلال تركيبات اللهجة العجيبة دون الاعتماد على اللهجة البيضاء، وهذا قد ينقذها من عقدتها ورمزية طائفة كل منطقة ولهجة، وتصوير المناظر اللبنانية الخلابة!

كما لو كانت الدراما اللبنانية تخجل من لهجات مناطقها فتهرب منها لتفادي الحساسيات الطائفية ، فتحصرها بلهجة المياعة، والمغناجة والمركبة بعيداً عن العفوية، عليها أن تعتمد اللهجة البيضاء أو الواقعية في لهجات المناطق اللبنانية، وهذا ليس خطأ بل يزيدها ثراء، ولمن لا يعرف نشير إلى أن الدراما هوية، واللهجة هي أصل الهوية، والواقع لا يصنع هوية بل مرحلة متغيرة، والفن ليس قطعة كيك وكيلو خيار!

الحارات الشعبية

لا علاقة للدراما اللبنانية بالحارات الشعبية، وبقضايا الناس البسطاء، هي حتى البرهة مغرقة بالمجتمع المخملي، وبتقمص المسلسل التركي، نعم عقدة الدراما اللبنانية تكمن في تقليد الدراما التركية!!

كما أن مسألة الاستخفاف في عقلية المشاهد والفن حالة لا تزال متبعة لبنانياً، ولا عجب إن تم تكليف مصور أو كاتبة بإخراج المسلسل، ولا غرابة بالإتيان بموهبة لا علاقة لها بالتمثيل فقط لديها جمال الوجه وعلاقات خاصة فتتربع على البطولة على حساب المواهب الفعلية، لذلك وجدنا غالبية المسلسلات تحتاج إلى إعادة تصوير وتنفيذ لكثير من مشاهدها، خاصة المشاهد التي تتضمن وجوه شابة، ومن الجهل اعتبار التمثيل قراءة للحوار كما نسمع درس القراءة، أو قراءة صحيفة، أو تسميع الاستظهار العربي، بل التمثيل أن تعيش حوارك، وتتصرف معه بعفوية الممثل الجيد، وليس المؤدي الحافظ والسلام، لذلك من حقنا نسأل لماذا غالبية الحوارات في الدراما اللبنانية كما لو كنا في مدرسة لتعليم الخطابات؟!

من هنا نستطيع القول أن المخرج اللبناني لا يمتلك زمام إدارة عمله وممثليه، وهو سجين رزقه من المنتج، وسجين مشاركته في إرضاء المؤلف والمؤلفة، ولا يجب الغضب إذا قلنا أن الممثل اللبناني يبدع في الأعمال العربية وتحديدا تحت إدارة المخرج السوري، ونجده أقل من عادي تحت إدارة المخرج والمنتج والمؤلف المؤلفة في لبنان!!

ذهنية الإنتاج الارتجالي الفاهم بكل ما يخص الفن، والربح السريع هي التي تحكم الدراما اللبنانية، وغياب إدارة الممثلين عاهة واضحة في غالبية ما قدم منذ أعوام، وما قدم في هذا العام، أما مسألة الخيانة غير المبررة، ومن غير المنطق ودون أسباب موجبة نجدها حاضرة وبقوة كأن من يكتب لا يفقه دراسة الشخصيات بفلسفتها وبعدها الدرامي، وكأن المشاهد أكثر من عبيط!

ومن عجائب الدراما اللبنانية أنها لا تحترم التجارب الفنية الكبيرة، وصاحبة الفضل في أن يكون لدينا فنوننا، لذلك تم تغييب وجوه فنية كبيرة تفهم بدورها جليا، أو ” تطفيش ” الأسماء الكبيرة، وصاحبة التجربة الرائدة بحجة إعطاء 300$ عن تصوير 30 مشهداً… يا عيب الشوم !!

قدمت الدراما اللبنانية لهذا العام 11 عملاً، منها ما هو مشترك عربياً وبالتحديد بمشاركة نجوم سوريا تمثيليا وإخراجاً، وهذا ليس عيباً أو خطأ بقدر ما هو ذكاء للالتفاف على الواقع الاقتصادي والسياسي، ولاكتساب سوق النجومية وشهرة البعض:

• ” الهيبة ” تأليف هوزان عكو، إخراج سامر البرقاوي، بطولة تيم حسن، نادين نجيم، ومنى واصف، وجيه صقر، أويس مخللاتي، عبدو شاهين، ختام اللحام، وكارلا بطرس، والطفل ريان سكر.

تجارة السلاح والمخدرات، عالم المافيا على الطريقة البعلبكية، قانون العشائر اللبنانية، حكم القوي، نمطية الحكم الذاتي في مناطق منسية في الدولة اللبنانية البعيدة عن العاصمة…واقع موجود في الوطن، وجرأة أن نضوي عليه، ربما يعيب البعض أن المسلسل قدم بطريقة تبرر الحالة على الطريقة الأميركية، ولكن للحق وإذا كان المقصود به شخصية معينة لا نريد ذكر اسمها رغم معرفتنا بها، العمل كان منصفاً وواقعياً، واستطاع نقل الحدث والحكاية بشغف ومتابعة!

منذ الحلقة الأولى لفت انتباه المشاهدين، أولا تيم حسن خارج الشخصيات الغرامية، بل شخصية مركبة لا علاقة لها بما كان يتوقعه الناس، هو يلعب بحرفية عالية، ويدرس تفاصيله دائماً حتى تخال الشخصية من تلفزيون الواقع، وهذا سره، ينطق، يتنفس، يحرك قدمه أصبع يده رقبته…كلها تفاصيل أثرت العمل، ومنى واصف تعطينا في كل مشهد درساً في الأداء التعبيري، وفي حركة جسدها وهي جالسة، وفي النطق النفس التعبير الصح، ونادين حالة خاصة، تفوقت على الجميع، وغردت بنجاح، والمفاجأة عبدو شاهين الذي أثبت أنه ممثل قادر، وهو منذ زمن يلعب تحت إدارة مخرجين لبنانيين دون أن يثبت خطواته، لكنه يستحق أن نقول له أنت في أفضل أحوالك، والأدوار الصعبة تجيدها بسهولة إذا وجدت النص الجيد والمخرج الفاهم!

أما الممثل السوري أويس مخللاتي واضح أنه يحب لعب هذه النمطية من الأدوار، والخوف من سجنه بأدوار الشر رغم إمكانياته الأدائية العالية!

كارلا بطرس “طبيبة الأسنان- وعشيقة جبل” فنانة مشبعة بالأداء الجميل، وهذه الممثلة الشابة لو تنبه إليها الكاتب والمخرج والمنتج ستكون بطلة جديرة بإنجاح أي عمل، والطفل ريان سكر موهبة جميلة وواعدة، وجريئة وحاضرة، ووجيه صقر في أجمل أدوار.

العمل يتطلب قراءة خاصة، عابه اللهجات المفككة، وكل أبناء الأسرة الواحدة لا يتحدثون اللهجة الواحدة، خليط سوري بيروتي بعلبكي وجنوبي…هذا خطأ لا يجوز في هكذا عمل، صحيح تماسك النص والحوارات، وتسابق الأحداث أخذانا إلى الإعجاب بالعمل، ولكن الاستخفاف باللهجة ليس منطقياً، ويطرح الكثير من علامات الاستغراب والدهشة!

المخرج هنا وفق، لا بل تميز، ورغم ملاحظاتي الكثيرة على أعماله السابقة، وكيفية تشخيص مشهده، إلا أنني احترم جهوده الواضحة في هذا العمل، والتقاطه لأدق التفاصيل والتعبيرات و الإيحائيات إضافة لجمالية الصورة…أمور أغنت البصر، وأمتعت المشاهد في أداء رائع للممثلين، ومشكلتنا معه أن جميع أعماله تبدأ قوية وتأخذ بالخفوت كما حال “الهيبة” الذي أخذ يدور حول أحداث لا تخدم البعد الدرامي، وركبت تركيبا لو حذفت لا تؤثر بالعمل، ومنذ الحلقة 11 ونحن نكرر، ونمط، وندور حول دائرة فارغة، وهذا حدث أيضا في مسلسل “نصف يوم” العام الفائت!.

• “لاّخر نفس ” تأليف وحوار وبطولة كارين رزق الله، وإخراج أسد فولاد كار، وشارك في البطولة بديع أبو شقرا، رندة كعدي، رودني حداد، ريتا عاد.

رغم أن الحدوتة ليست جديدة في لعبة الدراما، وقدمت في قوالب سينمائية وتلفزيونية وقصصية عديدة إلا أن طريقة كتابتها عبر نص متماسك، وسيناريو جاذب يجعلنا نعترف بأن هذا العمل هو الأفضل لبنانياً على صعيد السيناريو وليس على صعيد تقديم تبريرات للخيانة بهذه الصورة النافرة، وزاد من جماليته إقحام أحداث واقعية عنصرية يعاني منها المجتمع اللبناني بالحدوتة التي كانت تعتمد على فذلكة الحرية الهوجاء لخيانة مهما لمعت هي مرفوضة وتبقى خيانة!!

نعم الإضاءة على بعض الأمور التي نعاني منها يتطلب جرأة في الطرح، وقد تمكنت كارين من أن تغامر بصفع مجتمعنا المدعي حضارة، وتناقشها ببساطة بعيداً عن التكلف والتصنع، وجاء التبرير الدرامي غاية بنجاح العمل وإثرائه، ولكن الإصرار على اعتبار الخيانة من أنواع الحضارة والحرية فهذا مضحك ونقطة ضعف العمل ككل!.

ذكاء المخرج في تحريك ممثليه أو بعض ممثليه واضح وجيد، وتعمده تجميل المنظر العام لطبيعة المشهد أضاف مع السيناريو حالة جمالية، وتقطيعه للحوارات مع خدعة بصرية بسيطة جاءت في مكانها.

كان الأفضل لهذا العمل أن يقدم خارج الشهر الفضيل، لأن قضايا الخيانة أصبحت مزعجة في الدراما اللبنانية والسورية، خاصة الخيانة غير المدروسة درامياً، وفي “لآخر نفس” غير مقنعة رغم التبريرات الهجينة، ومع ذلك لا بد من التنويه بأداء كارين رزق الله، وأنا الذي كنت أنتقدها كثيراً، ولم أتوقع أن تصفعني بأداء يجب أن نحترمه، هنا تفوقت على كل تجاربها السابقة، عفوية الأداء، بسيطة النطق، تعبيرية الوجه بما يخدم الحالة، تدرس لحظتها بثراء، لم تتعمد التمثيل من خلال ملابسها، بل حاولت أن تعطي من روحية الدور وما يناسبه، كارين في أفضل حالاتها الدرامية، وقدمت دورها بكل الأبعاد التي تعمق الشخصية والمراحل التي مرت بها، وقد تنتقد على جرأة الطرح واشكالياته ولكن لا يصح أن نتجاهل ما قدمته من أداء تمثيلي لافت ومهم.

بديع أبو شقرا أصبح ضمانة لكل عمل يشارك فيه، بسيط في تجسيد الدور الصعب والمعقد، كل ما فيه يمثل، ينطق بجوارحه، مزاج الشخصية تطغي على الدور وليس نجوميته أو شخصيته هو كما حال غيره، بديع لعب دوره بإتقان وحرفنه، وهذا ما يضيفه المسرح عند الفنان الموهوب، وكان عليه التنبه إلى الحوار الذي سينطقه فليس مبرراً إذا عاش في أميركا أن يتفذلك بنطق الدعارة على إنها حرية…هو كممثل عليه مناقشة المخرج وكاتبة النص، هو ممثل والجمهور يتابعه.

رندة كعدي متفوقة، تؤدي ببساطة العارفة بأصول الدور، لا تبالغ، تخالها الأم الحقيقية، ولا تزعج، وهذا العام يحسب لموهبتها، فقد أبدعت بكل ما أسند لها، ولو يكتب لها بطولة لكانت النتيجة لصالح الدراما.

عاب العمل عدم التركيز على وجوه شابه خلال تجسيدها لمشاهدها، وهذا مرض انتشر في الدراما اللبنانية منذ 4 سنوات، لكنه تفوق على ذاته هذا العام، ليصبح فضيحة في العديد من الأعمال اللبنانية، ولكنه هنا أقل من غيره!!

• ” بلاد العز ” تأليف محمد النابلسي، إخراج عاطف كيوان، بطولة أحمد الزين، عمار شلق، بيار داغر، سعد حمدان، ختام اللحام، جان قسيس، سمير شمص، عدي رعد، علي منيمنة، ومجموعة من الوجوه الشابة منها سعيد سرحان، ومالك الرحباني..

خارج الموجة الدرامية اللبنانية من حيث المواضيع التي تبرر الخيانة، عمل يغوص في فتح ملفات المناطق اللبنانية المنسية في التاريخ اللبناني المفبرك، وتحديداً في مرحلة الاحتلال الفرنسي لمنطقة البقاع سنة 1928 عبر توليفة جمعت الجنوب مع بعلبك بفكرة جميلة لكنها مكررة بأبعادها الدرامية.

النص ضعيف يتطلب قراءة إخراجية مغايرة، وأحيانا أشعر كما لو أن المخرج ينفذ مشاهده على عجل دون الولوج بطبيعة الحدث الحوار، لقطات سريعة مغرقة باستخدام “كلوز أب” الخطأ كما لو أن الوجه سيخرج من الشاشة، ولا علاقة له باللحظة التعبيرية وتأتي على حساب الحوار والشكل العام للأداء!

لعبة “الكلوز أب ” مطلوبة إذا كانت في مكانها الصح، وليس أن نأخذها في لحظة الحوار الجماعي حيث تعبيرات الجسد هي الأهم، ولا يحق للمخرج أن يتناولها من الذقن إلى الرأس أيضاً في لحظة تفرض بعداً درامياً على المشهد الصورة العامة!

وغاب عن المخرج رغم التقاط صورة جميلة للطبيعة اللبنانية، غاب عنه تفاصيل كثيرة في قراءة الشخصية البقاعية وبيئتها، لذلك سياسة صور ونفذ بسرعة لا تنتج العمل المتكامل في هكذا حكاية ومرحلة، والعجيب الديكور المنزلي المعاصر نوعاً ما بإكسسوارات لا علاقة لها بالمرحلة التاريخية.

اللهجة مشتتة لا علاقة لها باللهجة البعلبكية بالمطلق، ومن كل واد عصا، والاتكال على الأسماء الكبيرة في تأدية مشاهدها دون المشاهد الثانية نقطة ضعف إخراجية وليست شطارة، لا بل بعض الممثلين فرضوا شخصية الدور لخبرتهم، أو لفقدان السيناريو لطبيعة الشخصية وتداعياتها!

الخط الدرامي غير موجود لأدوار مكررة وضائعة، وهذا قدم تبايناً وعبثية في أداء الممثلين، وفي تقديم المشاهد، فمثلا حينما جاء جنود الاحتلال لأخذ سلاح الثوار كان عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وفي المقابل عدد الثوار بالعشرات وأكثر، ومع ذلك تم أخذ السلاح بهدوء، وحينما سلم محسن نفسه دون ردات فعل، وترك الشهداء في ساحة المعركة دون تبرير، وطريقة خطف العروس وأسرتها مضحكة، وتأدية الأم لدورها بهذه الطريقة غير المقنعة وولدها خطف كان يجب أن لا تمر هكذا…..!!

لا اختلاف على أن القدير أحمد الزين لعب شخصيته بحنكة، ودراية، وهذا العام مثل من خلال نظراته، وتعبيرات وجهه وحركة يداه، هو قيمة للأدوار المركبة، ويصنع من المشهد العادي لحظات معبرة، هو مدرسة ونقطة على السطر.

عمار شلق في كل إطلالاته يعطي أجمل ما عنده، ويزيد قيمة لدوره وللمشهد، ونعمة بدوي دائما يعطي أكثر مما يطلب منه، متفوق، يثري الدور، وبيار داغر يستحق لقب “الغول” أداء فيه خميرة الفاهم والمجرب، وحضور سارق فيه عفوية تشعرنا أنه هو هكذا، وسعد حمدان مفاجأة وجب أن يكون دوره أكبر والبعد الدرامي أعمق، واستطاع أن يفرض الشخصية بحنكة الفاهم والمجرب لمشوار طويل، وتفوق على ما كان يرسمه في الكوميديا، هو هنا إضافة جديدة في تراجيديا الدراما اللبنانية، سعد حمدان في هذه الشخصية هو لولب الدراما اللبنانية، يعرف طبيعة دوره، ويدرس الشخصية ويزيدها بحنكته وخميرته الفنية المخلصة للشخصية ومشاهدها…و ختام اللحام حينما يعطى لها مساحة شخصية أساسية تعطي بصدق وعفوية، تتقن دورها حتى تخالها لا تمثل بل كانت هناك، وعلي منيمنة جسد دور الكابتن أديب في بساطة غنية بالمواقف والأداء الذكي!

من حسنات المسلسل تقديم مجموعة وجوه شابة تبشر بالخير، وشكلت إضافة إلى العمل، منها سعيد سرحان “مرزوق”، لعب دوره برشاقة وهضامة وبتقنية عالية، وبعناية فرضته وميزته، وكأنه يجسد الشخصية بذكاء المسرحي الواعي لخطورة الدور، لذلك انتظرنا مشاهده.

والشاب الواعد مالك الرحباني “صبحي” موهبة جميلة، ثقة في الذات رغم التجربة الجديدة، تعابير وجهه تختزل الكلام والحوار، عيبه عدم تمكنه من نطق اللهجة الصحيحة، ونظرا لإصابة الجميع بهذه المعضلة التي لا يتحملها لوحدة، هو موهبة تبشر بالكثير، ورغم أن مشاركته في مسلسل “كاراميل” جاءت عادية وغير ملفتة، إلا أنه هنا يستحق التنويه.

وعدي رعد “معين قائد الثوار” – يؤدي دور البطل يوسف حمية – شخصية قوية، مرنة ومطواعة ومعبرة يجب أن تسند له بطولة أو مساحة أكبر في الأعمال المقبلة.

هذا الكلام لا يعني أن المسلسل مهماً، فأخطاء الأداء عند بعض الممثلين مخجلة، وضعف وتشتت النص أحيانا لا يحسدون عليه، وأداء غالبية الوجوه النسائية يدمع العين أسفا لفقر التعبير ونطق اللهجة، أما الأزياء النسائية فهي معاصرة نوعا ما في زمن عابر لتاريخ 1928، ربما سبق عصره!
هذا العمل يتطلب المخرج الفاهم للبيئة التي تجسد، وأخر يقرأ النص جيدا ولا يختزل حكايته وفكرته بقدر ما يختزل الحشو الموجود فيه، وأن يدير الممثلين بصبر لا بسرعة التنفيذ…أنا أعرف هذا المخرج من خلال مسلسلا كثير كان مختلفا ومتميزا عن ما شاهدته هنا!

• ” أدهم بيك ” من رواية “دعاء الكروان” للأديب طه حسين، حوار وكتابة تلفزيونية طارق سويد، إخراج زهير أحمد قنوع، بطولة يوسف الخال، سعد رمضان، أسعد رشدان، بير سمعان، ميشال حوراني، رانيا عيسى، رندة كعدي.

كنا نتوقع لهذا العمل وقعه الجميل على أكثر من صعيد، قصة كانت محبوكة بعناية أدبياً، ولكن النتيجة متواضعة، وإخراج لم يستوعب العمل بأبعاده الدرامية، ولم يحرك ممثليه كما يخدم المشهد، وغالبية المشاركين نفذوا أدوارهم كما لو سمعوا استظهاراً أو موضوع الإنشاء، وقراءة صحيفة، وديكورات جاذبة ومبهرة بينما الأداء فيها باهت جراء حوارات مركبة وغير ناضجة، وعابه أزياء وإكسسوارات معاصرة لا علاقة لها بتلك الحقبة، وماكياج نافر ومخيف أحيانا!

عمل يستحق أن نقف عنده لكونه يسجل مرحلة تاريخية مهمة، ورغم أننا أعطيناه الوقت للمشاهدة إلا أنه لم يقنعنا، ونحن وفي شهر الدراما نذهب فوراً إلى أعمال ثانية، يحتاج إلى رؤية في الإخراج والسيناريو مختلفة.

بعيدا عن المجاملة كنت أتوقع أن يكون هذا العمل حديث الناس، ولكن ما وصلنا ليس مقنعا وبالتحديد في إدارة الممثلين، وفي نطق الحوار وجمله غير المقنعة أبداً مع أن العمل استقطب نجوم في اللعبة الدرامية قدمت أداء فرديا ليس أكثر!

يوسف الخال في أجمل أدواره، هذا الشاب تمكن من تجسيد الشخصية بذكاء، وعبر عن مراحلها بتداعيات تحسب له، وبقناعة تعتبر مرحلة مهمة في مسيرته، ولكن التناغم الذي وجب أن يكون مع غالبية الوجوه الفنية جميلاً لم نشعر به، وجاء متفاوتاً حسب مقدرة الممثل الذي وقف أمامه، إلا أن أسعد رشدان يخطف المشاهد لصالحة، ويذكرنا بقدرته على الأداء، وبأن الأدوار المركبة خلقت له، ورندة كعدي فنانة واثقة، وقادرة على التلوين برشاقة، وهي هناك وبمسلسلات شاركت فيها لهذا العام كانت الأفضل، والألمع.

• “بلحظة ” كتابة ندين جابر، إخراج أسامة أحمد، قيل عن قصة أجنبية، وفي الحقيقة مأخوذ حرفياً عن مسلسل تركي ” عشق وجزاء” بطولة كارمن لبس، زياد برجي، مجدي مشموشي، هيام أبو شديد، فؤاد شرف الدين، نيكولا مزهر، يوسف حداد، إلسا زغيب، روان طحطوح، سينيتيا خليفة، نتاشا شوفاني، مي سحاب، رندة كعدي، سعد ونبيل عساف، فيفيان أنطونيوس.

اختلف العمل عن طبيعته منذ الحلقة الخامسة، عمل جميل في التقاط الصورة، وطبيعة القصور والمنازل اللبنانية الفخمة، قلد التركي في ذلك، وقلد الخليجي في تصوير أثاث المنزل.

هذا المسلسل نسخة واضحة وفوتو كوبي شكلاً ومضموناً عن الأعمال التركية، وبما أنه قدم لبنانياً وجب علينا أن نتحدث عنه على أساس ما هو متاح لنا، وهذه الملاحظة لا تمنعنا من الإشارة إلى أن العمل أخذ مساحة من المنافسة خاصة بعد الحلقة الخامسة حتى الآن، بدأت ملامحه الدرامية تتماسك، وشخوصه تتبلور، وتداخل الأحداث أيضاً، وهذا جعله يحصد نسبة مشاهدة عالية.

اهتم المخرج بتصوير أثاث القصور والمنازل أكثر من التقاط حالات الممثلين في غالبية مشاهده، و لا خلاف أنه ترك للممثلين المحترفين الذين شاركوا في العمل حرية تجسيد أدوارهم، هذا ما وصلنا من جراء المتابعة، ومن جراء مشاهد نجوم الصف الأول والمواهب الشابة، لذلك كانت أدوار الجميع متفاوتة، وتعدد الأحداث في الحلقة الواحدة زاد من رصيده، إضافة إلى ذكاء السيناريست في تقديم حواراته المتمكنة والمنسجمة مع الحدوتة، وبصراحة نحن أمام كاتبة تبشر بالكثير، على أمل أن تبحث عن أفكارها وتعالجها بحساسية كما عالجتها في هذا العمل!

زياد برجي وفق كثيراً كعهدنا به في السينما، مقنع يجسد الشخصية بحذافيرها، يشبع النص قراءة فيؤدي مشهده بثقة، هذا المغني النجم ترك كل نجومية الغناء جانباً واقتحم التمثيل في لعبة التراجيديا بهدوء لا نستطيع أن ننكر ذلكن، وفي “بلحظة” هو بطل العمل بجدارة.

كارمن لبس متفوقة، مقنعة، تلعب بالمشهد من خلال خبرتها، الكاميرا تتابع حركتها، تجسد دورها بغاية من الجمال، وهي هنا كانت واعية لكل ما يدور من حولها فكان أن تحملت حمل رسم الخطوط العريضة لدورها ولكل مشاهدها مع مجاميع العمل، وهذا فرض جواً وثقة وثقلاً للعمل.

مجدي مشموشي كعهدنا به يؤدي بخبرة، ويعرف كيفية خطف الكاميرا جراء بساطته في التعبير والأداء، مجدي من النجوم الكبار في الدراما اللبنانية، وهو يصلح لأدوار الشر والفهلوة والمركبة، يقدم ما لديه بصدق، ويجسد دوره بمسؤولية، لذلك هو متجدد.

السا زغيب خامة مهمة، تعطي بثقة، وتعرف كيفية اعطاء المشهد حقه، وجب تكبير مساحة حضورها في الأعمال المقبلة، ونيكولا مزهر موهبة مثقلة بالأداء الجميل، وسنتيا خليفة تؤدي باتزان، وتعطي بإحساس، وكذلك يوسف حداد، هذا الممثل المجتهد، يعطي بجوارحه، وكل أدواره هذا العام متميز في تجسيدها.

• ” كاراميل ” تأليف مازن طه، إخراج إيلي حبيب، بطولة ماغي بوغصن، بيار داغر، كارمن لبس، ظافر العابدين، طلال الجردي، بيار جمجيان، بيار شمعون، مي صايغ، جيسي عبدو، بونيتا سعادة، كارين سلامة.

بعيداً عن اقتباس أخذ أو سرقة الفكرة من فيلم هوليودي دون التفاصيل، وبعيداًعن التكرار في طرح المواضيع، العمل مهضوم، خفيف، ناعم لا يزعج، ولا يحتوي على كمية كبيرة من الصراخ، والخيانات كما حاصل في غالبية الأعمال العربية، ولا يصيب المتابع بالقرف والخيبة، عمل أعاد ماغي بو غصن إلى الكوميديا سالمة نشيطة ومتعافية، وهذا ملعبها، واستطاعت أن تلعب دورها بعفوية، ولكثرة طبيعتها اعتقد بعض المتابعين أنها تكرر أدوارها، وفي الحقيقة هذا الرأي ليس سليماً، ماغي جسدت دورها بعفوية بعيداً عن التكلف، وتمكنت من لفت انتباهنا، وهذا أضاف بعدا جميلا على فريق العمل ككل.

بيار داغر إتقان، ذكاء، بساطة وأناقة في الأداء، كارمن لبس دائماً تعطي أكثر مما يتطلب منها، وطلال الجردي حالة خاصة يحتاج أن تسند له بطولة يستحقها، والمفاجأة الزميلة كارين سلامة التي لعبت دورها بخفة تحسب للعمل، وبرشاقة تحسب لها وهي المقبلة من عالم الإعلام، هنا ملعبها حيث كانت عفوية، هنالك ملاحظات بسيطة كان على المخرج أن يتنبه لها وينبهها إليها!
المخرج إيلي حبيب كان طبيعياً لم يفرض عضلاته، ولم يقوقع عدسته، أخذ زوايا مشاهده بدراية، وقدم صورته جمالية، وحرك ممثليه كما يشتهي، ومع ذلك أصابه ما أصاب غالبية المخرجين اللبنانيين والمصريين، وذلك في ترك بعض المشاهد تنفذ بتواضع وبمستوى ضعيف، كان الأفضل إعادة تصويرها، وتنفيذها، المشكلة أن العديد من المخرجين اعتمدوا على مهنية وخبرة بعض النجوم وهذا أكبر خطأ!

عاب العمل الكم الهائل من الماكياج على وجوه الممثلين نساء ورجالاً، وتحديدا في الحلقات الأولى، ولمعان الوجوه كان عجيباً، وقل ذلك مع الحلقات التالية!

• ” ورد جوري” تأليف كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، بطولة نادين الراسي، عمار شلق، رولا حمادة، رودريك سليمان، غبريال يمين، كارلا بطرس، ستيفاني عطالله.

يطرح العمل قضية الاغتصاب بجرأة، والطريقة المباشرة التي نفذ فيها العمل لا يصلح لتقديمه في شهر رمضان، وقد بدأ ذلك من الحلقة الأولى، ومع ذلك علينا أن نتعامل مع العمل من الناحية النقدية، وهنا نجد الكاتبة مختلفة عن سائر كتاباتها السابقة، الحوارات رشيقة، وعميقة، النص متماسك رغم التطويل والمد المعهود في دراما العرب لشهر رمضان، أما الإخراج فهو مسجون على ما يبدو بمساحة ضيقة مرتبطة بحدود النص دون رؤية، لذلك بعض المشاهد جاءت ضعيفة، غير مقنعة، تتطلب إعادة تمثيل، وكأن المخرج لا يقرأ النص، بل يترك لغيه القراءة وتوضيب المشاهد، وهو يأتي ويشاهد الكادر والسلام!!

وبصراحة منذ 3 سنوات وسمير حبشي يقع في هذا المأزق كحاله من المخرجين المبتدئين، مع إنه صاحب طول باع في الإخراج، وهذا حال من يعمل مع نجومية كاتبة تفرض رؤيتها على الجميع، ومن أجل أكل العيش يصبح دور المخرج منفذاً فقط لا غير!

قدم العمل صورة جميلة عن طبيعة لبنان، وجمالية المنازل اللبنانية، ولكن هذا أيضاً أصبح مألوفاً، وكنا نأمل أن توضب هذه المشاهد في إطار يخدم العمل وليس يسعد البصر للحظة!
نادين الراسي ليست في أفضل حالاتها، لا شك مقنعة أكثر من زميلاتها في العمل، وأحياناً تشد الانتباه وبسرعة تعود إلى النمطية، تعطي الشخصية ما تستحقه وفجأة نشعر أنها تمثل، ولم تضف إليها إحساسها المفرط بحساسية الفنانة القلقة التي نعرفها بها، هي نجمة مهما حاربوها، وهي تتألق إذا ارتاحت في عمل، وهنا يوجد الخلل الواضح بينها وبين المخرج.

عمار شلق كيفما جسد، وكيفما اختار هو النجم الثري والعميق والوفي للدور، عمار إضافة جميلة للدراما اللبنانية والعربية.

رولا حمادة لم تقنعنا، ولم تؤدي بحالة جيدة، ورغم أننا وصلنا إلى نهاية العمل هي حتى الأن غير واضحة المعالم، وأداء فقير، مع إننا نعلم مقدرة وتميز هذه الفنانة الجميلة موهبة وشكلاً!!

• “شوشو على نار” تأليف عمر ميقاتي، إخراج أكرم قاووق، بطولة خضر حسن علاء الدين، وبمشاركة عدنان عوض، إعداد خضر وأكرم.

العمل لا يتحمل النقد، فاقد الذاكرة ووعي التمثيل، أضاع جهود موهبة لا إشكالية من حولها، هو ارتجال التأليف اللحظة الموقف المشهد، لا مساحة للابتسامة لأن المشاهد يكتشف طبيعة الأداء، وتعمد الحركة كي يضحك فلا يصاب بداء الضحك، والأخطر تصنع التمثيل لتصبح عند خضر أوفرة ممل، وحركات غير مبررة، وخضر ينظر إلى الكاميرا بشكل دائم وهذا أكبر خطأ في عالم التمثيل ونحن في هذا العصر، والمشاهد وجب إعادة تصويرها، وتقديمها برؤية مختلفا كليا عما ظهرت عليه!

النص فارغا حتى لو كان ارتجاليا كما ظهر فالمفروض الاتفاق على ما سيصور، ولكن بما أننا نعرض في شهر رمضان يعني المنافسة واقعة فهذا يتطلب الاتفاق على المشهد، وما سيدور داخل المشهد، ورسم خطوط عريضة، وللأسف لا خطوط عريضة ولا نص للمشاهد، ارتجال لا يخدم التلفزيون ربما يخدم المسرح، وأيضا المسرح يتطلب مساحة معينة ضمن توليفة محددة!

• ” وين كنتي 2″ تأليف كلوديا مرشيليان، وإخراج سمير حبشي، بطولة كارلوس عازار، ريتا حايك، نقولا دانيال، جان قسيس، ختام اللحام، جناح فاخوري، أنطوانيت عقيقي، جويل داغر.
أنا شخصياً لا أوافق على الأجزاء لأن تفاصيل العمل تتغير، وقد تتوه القصة بقصص جديدة تُقحم، وهذا ما حدث مع هذا العمل، لذلك سأتعامل معه كمسلسل جديد، وربما الرابط الوحيد نقولا دانيال “الخواجة رمزي”، هذا القيمة والحضور والعمق في فهم أبعاد الشخصية.

العمل بما قدم جميل الصورة، بطيء الأحداث، مغرق في الدراما التركية على صعيد القصة وكادرات المشاهد، حوارات بسيطة تتعامل مع بعض الشخصيات دون إيصال أبعادها الدرامية، وتصبح مجرد حشواً ليس أكثر، وتعميق دور كارلوس عازار ” جاد” صب في صالح العمل، ولو تنبه المخرج والمؤلفة لجماهيرية هذا الشاب وإمكانياته التي لم تقدم بعد لوجب الإكثار من مشاهده، ودراسة دوره وربطه بأحداث جديدة، وأساسية تفيد العمل وتنجيمه!

ريتا حايك “نسرين” وجه تحبه الكاميرا، وحضور ناعم ويبشر بمساحة جيدة في المستقبل ليس في الدراما اللبنانية بل عربياً لو أتيحت لها الفرصة، كنت أتمنى أن تدرس ما سترتدي من ملابس تليق بالدور بعيداً عن هذه العشوائية في الاختيار، الشخصية مركبة وليست عادية!
ختام اللحام واعية لدورها، تؤدي الشخصية بتقنية السهل الممتنع، جناح فاخوري حاضرة بمساحة الدور.

الإخراج سريع، اعتمد في هذا العمل على تقنيات الممثلين، وعلى ما يبدو أخذ المخرج تعميق استراحته في عدم أن يخرج برؤية إخراجية، لذلك لم يعد الكلام مفيدا هنا!

• ” زوجتي أنا 2″ تأليف كرستين بطرس، إخراج إيلي السمعان، بطولة مازن معضم، وجيسكار أبي نادر، وجويل داغر، كريستين بطرس، إيلي سمعان.

لم يوفق العمل في الجزء الأول، ولم يحقق النجاح الذي كان متوقعاً، ولا ندري سبب تنفيذ الجزء الثاني منه، العمل لا يتحمل هذا المط والتطويل لقصة فصولها مركبة دون تبريرات درامية وأحيانا تشعرنا أننا خارج هذا العصر!

كما غاب عن المخرج مفردات التحكم بأداء الممثلين، وتركهم في كثير من الأحيان يتصرفون على هواهم، وغابت عنه طبيعة المشهد ومفرداته، ولم تكن الحالات والمشاهد موفقه ومقنعة فمثلا “وائل” يريد إنقاذ حبيبته، والأجواء حساسة ومحرجة ومخيفة وهو يفكر بسترته، وطريقة الحجز في الفندق دون أوراق، ومشهد الاتصال ب “وليد” ليلاً فيصبح المشهد نهاراً…العمل أحداثه بطيئة، مشاهده مفككة، حواراته رتيبة غير معمقة وتسير على سطح الحدوتة، وتأليف قريب إلى الأعمال الهندية، ومشاهد وجب إعادة تنفيذها شكلاً ومضموناً، خاصة في كيفية أداء الممثلين.

جهاد أيوب

اخترنا لك