لألغام المزروعة في طريق عمل مجلس الوزراء، باتت أشبه بالقنابل الموقوتة أو الأحزمة الناسفة التي باتت تهدد بالإنفجار في أية لحظة، فتقضي على حامليها وعلى مَن هُم حولهم، وهذا واقع غير مريح لا بالنسبة إلى السلطة التنفيذية ولا بالنسبة إلى الذين ينتظرون أفعالاً وإنجازات:
وفي تعداد لهذه الألغام فإنَّ اللائحة تطول:
التشكيلات القضائية، التعيينات الدبلوماسية، تعيينات المحافظين والقائمقامين، بواخر الكهرباء، مخصصات فرع المعلومات.
في كل بندٍ من هذه البنود لغم، فالتشكيلات القضائية يبدو أنَّها واقعة في الشروط والشروط المضادة، فمنهم مَن يريدها محاصصة، ومنهم مَن يريدها سلة واحدة من دون مراعاة أو مسايرات، ومنهم مَن يريد الإستئثار بالمواقع الأساسية.
كلُّ هذه الإعتبارات مجتمعةً تجعل من إنضاج عملية التشكيلات القضائية على أنَّها صعبة للغاية، خصوصاً أنَّ البلد يستعد للإنتخابات النيابية، فيما كل فريق يتمسك بالموقع الذي يعتبره “حقاً مكتسباً”، فيما الحق الحقيقي هو لمطالب الناس.
التعيينات الدبلوماسية ليست أفضل حالاً من التشكيلات القضائية، هناك محميات ومواقع نفوذ داخل السلك الدبلوماسي، وبهذا المعنى فليس بالإمكان تخطي هذه المواقع لأنَّ هذه التشكيلات تحتاج إلى توقيع أكثر من وزير.
تعيينات المحافظين والقائمقامين، هذه القضية تبدو من أعقد الأمور بدليل أنَّ بعض المواقع على هذا المستوى ما زالت مشغولة بالتكليف أو بالوكالة منذ أكثر من عشرة أعوام، فهل المسألة صعبة إلى هذا الحد في أن تكون السلطة عاجزة عن تعيين محافظ أو قائمقام؟
بواخر الكهرباء علقت بين وزارة الطاقة وإدارة المناقصات ومجلس الوزراء، وليس في الأفق ما يشير إلى حلحلة على هذا الصعيد بعدما ضجت الأمور ولم يعد من السهل تمريرها، لكن هذه العقدة ستوقِع البلد في أزمة حقيقية، كان الوعد أن تتأمن الكهرباء عشرين ساعة، وقبل فصل الصيف، ها إنَّ الصيف قد أصبح في منتصف شهره الأول، ولا بواخر كهرباء في الأفق ولا ساعات تغذية إضافية، بل إنَّ المواطن عالق بين عقابين:
إما تقنين إضافي وإما إشتراك مولِّد بكلفة مضاعفة.
أمّا مخصصات فرع المعلومات، فمع كل الإنجازات التي تحققت على يد قوى الأمن الداخلي ولا سيما فرع المعلومات، فإنَّ مخصصات هذا الفرع ما زالت محجوبة عنه لأسباب تتعلَّق بمناقلات ضباط أثارت استياء البعض الذين أوعزوا إلى وزير المال عدم صرف هذه المخصصات.
هذه عيِّنة من الألغام والأحزمة الناسفة التي يمكن أن تواجه السلطة التنفيذية، ولأنَّ الأمر كذلك فإنَّ المعالجة لا تكون إلا من خلال “صدمة إيجابية” يُحدثها كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، فبين أيديهما إمكان تفكيك الألغام والأحزمة الناسفة، وهما قادران على هذه المهمة ولو كانت صعبة، فتعود الأمور إلى قواعدها سالمة.
الهام سعيد فريحه