رفعت قوات الأمن العراقية الأعلام على أنقاض المدينة القديمة بالموصل بعد إعلانها “النصر” على داعش الأحد، وامتلأت الشوارع وسط المدينة بالمحتفلين بدحر مسلحي التنظيم، وسط تردد دوي الرصاص تعبيرا عن الفرح.
ووصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى المدينة، الأحد، لتهنئة القوات المسلحة “بتحقيق النصر” على التنظيم المتشدد في الموصل بعد معارك ضارية استمرت قرابة 9 أشهر.
وتمثل هزيمة داعش في الموصل، بعد 3 سنوات من الاستيلاء عليها، ضربة كبرى للتنظيم المتشدد، الذي يخسر أيضاً أراض في قاعدة عملياته في مدينة الرقة السورية التي خطط منها لهجمات عالمية.
وأدت المعارك إلى تدمير أجزاء كبيرة من الموصل وقتل آلاف المدنيين وتشريد نحو مليون شخص. والموصل كانت إلى حد بعيد أكبر مدينة تقع تحت سيطرة مسلحي داعش.
جولة للعبادي
وبث التلفزيون العراقي لقطات تظهر العبادي وهو يتجول في الموصل سيرا على الأقدام بصحبة سكان في مدينة الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد.
لكن دوي الضربات الجوية وتبادل إطلاق النار لا يزال مستمرا في الشوارع الضيقة للمدينة القديمة، آخر مكان تحصن به مقاتلو التنظيم في مواجهة القوات العراقية المدعومة من تحالف بقيادة الولايات المتحدة.
والتقى العبادي بقادة غربي الموصل قادوا المعركة، لكنه لم يصدر بعد إعلانا رسميا باستعادة السيطرة على كامل المدينة من تنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم العبادي، سعد الحديثي، إن النصر لن يعلن رسميا قبل تطهير الموصل من بضعة متشددين لا يزالون في المدينة.
ترحيب دولي
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهزيمة التنظيم في الموصل. وقال على حسابه في تويتر: “الموصل تحررت من داعش. فرنسا تثني على كل من ساهموا في هذا النصر بجانب قواتنا”.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في بيان “أهنئ رئيس الوزراء العبادي والقوات العراقية التي تقاتل على الأرض بشجاعة واهتمام كبيرين عدوا وحشيا”.
وفي واشنطن، قال مايكل أنطون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، لدى سؤاله عما إذا كانت معركة الموصل قد انتهت: “الموقف لم يحل لكننا نراقب الوضع”.
قتال حتى الموت
وتعهد مسلحو داعش، السبت، بالقتال حتى الموت في الموصل. وقال العميد يحي رسول، المتحدث باسم الجيش العراقي، للتلفزيون الرسمي، إن 30 متشددا قتلوا وهم يحاولون الفرار سباحة عبر نهر دجلة.
وقال ضباط في الجيش العراقي إن المتشددين المحاصرين في منطقة آخذة في التقلص بالمدينة لجأوا إلى دفع انتحاريات لتنفيذ تفجيرات بين آلاف المدنيين الذين يفرون من ميدان المعركة وهم جرحى يعانون الخوف وسوء التغذية.