وثلاث نقاط تترك لكل من تمكن من التحكم بمعصم الحبر فسحة للتعريف عنه كما يراه وكما لا يراه …
الشعر كما”الانفلونزا” عند بعضهم يجلسون قرب اترابهم …
يشربون كأسًا من خمر البيان فيكتب ما شاء الله…
وبعد ساعات يبدأ العويل بسبب العجز عن اكمال المسيرة…
ومنهم من يبقى يقرأ ما انتجه الغرب ليحفظ ما شاء الله من اسماء لا تتذكرنا او بالاحرى لم تز وادي عبقر بقدر ما زرعنا نحن لندن وباريس …
فيغرق النصوص بلهاث القواميس الغربي دليلا على الحداثة …كما يزعمون ومنهم اخيرا وليس اخرًا …
من يخطف كلماته بثوب مخدر بالالهام ليذهب منفردًا الى معرضه الخيالي …
ليبدأ بنحت ورسم وتخطيط كل ما تركته الطبيعة على باب الفكرة من زهور واعشاب وغابات كلها نمازج تسبح في بحر الواقع ويتبعها نماذج تولد قيصريًا رغم انف الطبيعة …
في الشعر لم ار نفسي ابدًا في الماضي البعيد …فاخذت الهيكل وجلست في عظامه وبدأت اتحرك دون رقيب او حسيب…
تاركًا داخل قطار الهامي قاصرًا اعمى يقودني مرتطما بالحيطان الزمنية دون ان يكترث … ولا اخفي على من سيقرأني باهتمام
انني لمحت على وجوه الكبار ابتسامة مالحة تنذرني قبل ان اغرق في موج خشن الطباع…
ولم ارد صادفت الكثير من الاماكن التي تحرم شرب الحرية المصطنعة تماما كما يحرم على مقرء تناول البهار الاسود قبل تلاوة الذكر الحكيم…
وتمسكت بموقفي ومارست “خالف تعرف ” عن غير قصد …
فأضحيت كالدولة التي تشحذ سيادتها على ابواب الامم المتحدة…
وبعد موجة من اليأس تارة والغبطة الكاذبة تارة …
والانفعال الشديد والتطرف الاعمى …
لجأت الى تعاطي القراءة القبانية خصوصا عام 2015…
كنت اعاني من اضطراب في جمجمة التواصل مع النساء …
وصراحة كنت وما زلت المهتم الاكبر بالمرأة ومشاعرها …
وما اكترث يوما لاكتراث اصدقائي وصديقاتي بعد اعجبت بنرجسية مروج القبانيات الغني عن التعريف …
صرت اتعاطى بصمت عالي النبرة …
وازيد من كحول الغزل …
لدرجة اصبحت فيها خانقًا بعدم اكتراثي اللا ارادي لجمال من لم يكن لهن نصيب من مغازلاتي…
فحدقن وهمشن واستخدمن الانا فصرت وكنت نثريا انذاك “لي بدو يقرأ باهتمام ويسمع شعر او غير شعر (سواءً بحث ,رأي الخ) من عيوني واهلا في ولي ما بدو اخر همي “…
الى حد سئمت فيه المرض والشلل وقررت ان اتبع فضولي مختبرًا نفسي بين احضان الخليل …صرت انظم واشطب واكسر واستشير واسعى لتكوين شطر وايأس لاعود هامدًا مقاطعا ضائعًا
غير قادر على تحديد بوصلتي الادبية …
قالها لي شاعر صديق ذات يوم في طريقنا الى صور :”أهم شيء هو تحديد الهوية يا نبيل …حدد هويتك الادبية ” وبعدها قالوها الكبار والاصدقاء تعلم الوزن …فظللت على
موقفي الى حدٍ جربت ان انظم اول بيت على الوافر بعد التقاط النغمة واستمريت وقاطعت لاربعة اشهر عائدًا بعدما اشتاقني الوافر لابدأ رحلتي من جديد…
ولكي لا اغوص اكثر في هذه السيرة الذاتية المضغوطة في مقال…
علمتني التفاعيل ان الكلمات بلا ثوب كالمرأة العارية التي تزور مقامًا شريفا …والصور قالت لي أن القيد يحين يلتف حول عناق الورد فهو يعانقها ولا يخنقها
…تعلمت ان اكون كاملا من كل الجوانب وسيعلمني اكثر وان الارادة ينبغي ان تتوفر و
بسيطا غير مجاملا في نقدي وانفعالي ولامبلاتي وان اكون ناعمًا في نحتي كي لا اكسر اناملي بسبب الاندفاع وان امد البساط الاحمر المبلول لكل كلمة قصدها التسخيف والتنظير كي تتزحلق وتقع هامدة ساكتة ما زلت في اول الطريق الخليلي!
ما زلت جديدًا لكن في داخلي ولاء كان يعيدني الى الساحة محاولا من جديد…
ولكي ابتعد عن شكر الشعراء الاصدقاء على تشجيعهم …سأنهش لحم الفوضويين في نثر كلماتهم …
قائلاً بأن التجديد لا يكون في توظيف “التعتير “,التجديد لا يعني ان اكتب بيبسي وكوكا كولا في جملة مفيدة وانتظر مدهش! من فلان لا يتقن لفظ اسمه…
وكذلك التقييم لا يكون بالتذرع بمراجع تطوي ابعادًا سهت عن بالنا وفهمنا ….
وعلى “سيرة قصيدة النثر ” المصطلح الجديد المتداول :”الديك لن يبيض ” والسمراء لن تنجب شقراء والاسد لن يحلق في السراب والنسر لن يأكل الجزر …
“قوا انفسكم واهليكم من نار وقودها الناس والحجارة “* وعودوا الى دياركم لتتعلموا من الخليل كيف تكتبون او لا تكتبوا…
صحيح كنت من المتعصبين للنثر وما زلت اقول الشعر ليس وزنا فقط…
لكن العصفور لن يزقزق في حال فقد صوته اعتذر عن اطالتي …
اعتذر عن تشتتي المقصود ….
اعتذر عن تداخل المحي والفصحة …
لكن عودوا الى رشدكم واتخذوا الوزن خليلا …
فالشعر ايضا نحت ومزاج وارادة
نبيل مملوك