من سمير القنطار تبدأ الرواية.. مقاومٌ أسيرٌ برتبة عميد، يشتَم رائحة قميص يوسف تفوح من شمال فلسطين المحتلّة، حيث يحيك المقاومون هناك مقدمة المشهد الأول، بأسر جنديين إسرائيليين، مشهدٌ تليه أحداث مصورة بلا إخراج.
على أبنية الضاحية و الجنوب حصراً تفقد الصواريخ الذكية صوابها، البنى التحتية أنقاض بلا حدود، وطن قطّعت أوصاله.. وقانا تجدد عهدها كي لا ننسى.. لتملأ صفحات الرواية بأسماء الشهداء.
تدور أحداث الفصل السياسي حول صديق يراهن على فوز المقاومة لكسب رهانه، وآخر يتمعن بوجهة “سقوط الطاولة” قبل أن يحسم خياره.. حكومات عربية تتباهى بإعطاء الشرعية لإسرائيل، وأخرى تدلي بها سرّاً.
وبعض السياسيين في لبنان يتأرجحون بين أحضان السفارة الامريكية، ورايس تكفكف دموع فؤاد!
.. وثكنة مرجعيون تسطّر التطبيع في كرم الضيافة!.
المقاومون يقلّبون صفحات الرواية، فيكتب كلٍ منهم تجربته البطولية.. صواريخ تزلزل حيفا وما بعدها، دبابات الميركافا من اختصاص روائيي وادي الحجير، و ساعر خمسة لم تحتاج سوى لشطرِ شعرٕ من الأمين.. أما لواء غولاني فقد تاه في مبتدأ عيتا الشعب فأوداه المجاهدون في خبر كان.
حرب تموز لم تكن إلا رواية اختلفت أساليب سردها.. إلا أن حقيقتها تبقى كعين الشمس ساطعة، هي أن نجوم العالم بأسره اجتمعت لقتالنا، فكانت النهاية في المشهد الأخير قميص يوسف بين كفّي سمير القنطار.
فهد مهدي