فقط في ديمقراطية (عقلية) الجاهلية!
هناك مبدأ يقول : أن الذي يصل في الأول يحصل على الملكية.
لكن في الديمقراطيات التي تشبه الإنسان (الحضاري) في حضارة اليوم، تسقط هذه المقولة لأن فيها ضرب للكفاءات والحرية.
وفي حال الانتخابات، هناك ضرب لحرية الاختيار للناخبين. مقولة أو نظرية من يترشح أولاً، هو صاحب الحق.
ومن يأتي بعده هو دخيل.
ظاهرها قد يبدو جميلاً، ناعماً ومناسباً للبعض، لكن المضمون يحمل في باطنه خطراً مشحوناً على استقلالية الكيان الإنساني للأفراد.
يحصر الخيارات ضمن خيار واحد يُفرض فرضاً، فيذكرنا بالأنظمة الشمولية والتوتاليتارية…
يذكرنا بابليس عندما حاول تجربة الرب حين طلب منه أن يسجد أمامه فيسلطه على جميع ممالك الأرض.
الظاهر جميل لأن السلطة والمال هم المكافأة، لكن فداحة الثمن كانت ستقع في حال الإيجاب.
الخضوع وفقدان حريّة الاختيار والكرامة التي هي وحدها كفيلة برفع الإنسان إلى أعلى، وفقدانها يعني الخضوع وقبول كل شيء لدرجة قبول غير المقبول!.
تشجيع الناس على الإستقلال والحريّة هو عمل من الأعمال التي يرضى عنها الرب.
وتشجيع الناس على الإنخراط في المجتمع الكندي دون أن يحملوا أثقال وأعباء لا ناقة لهم فيها ولا جمل، هي الرسالة المنتظرة من الذين يحملون راية الرعاية الناصعة!
نجاحنا لن يكون على طريقة مجتمع هربنا منه لتخبطه بذاته وعدم قدرته على النهوض بدولة، أو على الأقل بأي إدارة كانت.
نجاحنا يكون بتثبيت كافة قيمنا التي ولدنا فيها وتربينا عليها، شرط الإنخراط والإندماج الكامل والإجابي في وطننا الكندي.
إذا صح القول في لبنان، أن الآخر يريد عزلنا واغتصاب دورنا.
فكيف، والحالة هذه، تصح نفس النظرية في كندا؟
المواطن في كندا يأخذ حقه من دون أي منّة من أحد، وهذا حق مقدس في القانون لكل إنسان.
يسهر على تطبيقه كنديون من مختلف الإثنيات، حيث يتعاملون مع المواطنين جميعاً، دون مفاضلة، حتى ولو كان طالب الحق أو الخدمة من نفس الأصول الاثنية.
في كندا تسقط كل النظريات الطائفية وكل أنواع التخويف من الآخر فقط لمجرد أن الجميع متساوون أمام القانون. وأذا استعملنا هذه العقلية الفئوية سيأتي من بعدها من سيمارس نفس العقلية علينا!
وفي النهاية احترام حريّة الاختيار واحترام الحريّة الفردية واحترام كيان كل انسان يفرض على كل واحد منا عدم تخطي حدوده وفلش ذاته على حقوق وكيان الآخرين.
واذا كنّا نسمي أنفسنا احراراً ونؤمن بالتعددية وتبادل الأفكار، يتعين علينا التزام هذه المبادئ بالكلام والفعل.
وأخيراً يتوجب علينا الاجابة على هذا السؤال: هل ترشح من يترشح هو عن الجالية ذات الاصول الواحدة أو عن جميع المواطنين الناخبين في دائرته الانتخابية؟
فاذا كان الجواب هو نعم عن الجالية، فهل هذا المرشح او ذاك مستعد لأخذ هذا الموقف علناً وامام جميع الكنديين؟
واذا كان الجواب نعم عن المواطنين جميعاً فلماذا اذاً الصراع بين الاصول الواحدة دونه مع باقي المرشحين من اثنيات أخرى؟
الفرد بارود