احرزت استراليا لقب بطولة الأمم الآسيوية الـ29 لكرة السلة، التي استضافها لبنان للمرة الأولى في تاريخه على ملعب نهاد نوفل في ذوق مكايل برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اليوم الختامي للبطولة.
وجاء احراز استراليا اللقب في مشاركتها الاولى في البطولة الآسيوية مع “جارتها” نيوزيلندابفوزها على ايران في المباراة النهائية الحاشدة التي اقيمت مساء الاحد امام جمهور غفير قدرّ باربعة آلاف متفرج تقدّمه رئيس الاتحاد الدولي هوراسيو موراتوري وامينه العام باتريك بومان ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سعود بن علي آل ثاني وامينه العام هاغوب خاتشريان ورئيس الاتحاد اللبناني بيار كاخيا ونوابه دوميط كلاّب وسليم فوال ورامي فواز وادي ابو زخم والأمين العام المحامي شربل ميشال رزق والمحاسب روجيه عشقوتي ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية ياسر الحاج واعضاء الاتحاد ومسؤولو السفارتين الأسترالية والايرانية ورئيس بلدية ذوق مكايل ايلي بعينو ومسؤولو الشركات الراعية وفاعليات…
واحرزت كوريا الجنوبية المركز الثالث ونيوزيلندا المركز الرابع والصين المركز الخامس ولبنان المركز السادس والفيليبين المركز السابع والأردن المركز الثامن.
استراليا –ايران
قدم منتخب استراليا اوراق اعتماده ليس كبطل جديد للقارة الاكبر “آسيا” وحسب، وانما كمرشح دائم على جميع بطولاتها المقبلة، بعد تتويجه باللقب في مشاركته الاولى بكأس أمم آسيا لكرة السلة بفوزه على منتخب ايران بفارق 23 نقطة (79 – 56)، الارباع (18 – 14، 25 – 12، 13 – 17 و23 – 13) في المباراة النهائية.
بداية “الواثق” هي ما تختصر الطريقة التي بدأ بها المنتخب الاسترالي المباراة، حيث نجح بالتقدم (12 – 2) عند منتصف الربع الاول، مع هجوم مركّز تحت السلة لم يهب وجود العملاق حامد اهدادي، الذي لم يكن مرتاحاً تحت سلته كما كان في مباراة لبنان، فالاختراقات عليه كانت بفضل سرعة الاستراليين وقدرتهم على التسجيل، فكان “تايم اوت” سريع من المدرب مهران حاتمي، نجح من بعده في اعادة ترتيب اوراقه الدفاعية واستعمال دفاع المنطقة الذي أثمر سلات متتالية قلصت الفارق الى نقطة واحدة (12 – 11)، ليأتي دور المدرب الاسترالي في الوقت المستقطع لإيقاف الفورة الايرانية، وحاول منتخب استراليا استلام زمام المبادرة لكن حاتمي رد بإخراج اهدادي كي يعيد توازن السرعة في الاداء قبل ان ينتهي الجزء (18 – 14) لصالح لنجوم بلاد “الكنغارو”.
بعد ثلاث دقائق على بداية الربع الثاني سجل بهنام يخشالي اول ثلاثية ايرانية، وكان لافتاً عدم ارتياح اهدادي تحت السلة خصوصاً مع ارتكابه الخطأ الثاني، وكان يحتاج للمساندة من زملائه، ولما لم يجدها أشار الى مدربه بتبديل احد زملائه (وحيد داليرزاهان) والنتيجة كانت تشير الى فارق 9 نقاط حيث استبدله حاتمي فعلاً وأشرك الخبير اوشين ساحقيان، لكن الوضع الدفاعي ازداد سوءاً، وسيطر الاستراليون على المجريات مع التفوق تحت السلة (22 متابعة مقابل 15)، وحتى باللعب الجماعي (12 تمريرة حاسمة مقابل 4)، وسط اخفاق ايراني بالرد لينتهي الشوط الاول بفارق 17 نقطة (43 – 26).
خلاصة الشوط الاول ان المنتخب الاسترالي اكد انه منتخب جماعي اكثر، الجميع يسجل (8 لاعبين سجلوا في هذا الشوط)، والجميع يدافع مع سرعة في الاداء، الذي تصبغه الروح القتالية، فيما الحلول الايرانية كانت خجولة حتى التميز عن الرميات الثلاثية لم يكن موجوداً (1 من 6) ما سهل مهمة المنتخب الاسترالي اكثر في الدفاع على اهدادي وابعاده عن السلة.
واللافت في الربع الثالث حصر المنتخبان تركيزهم تحت السلة فلم يحاول المنتخب الايراني الا مرة واحدة التسديد من خارج القوس والمنتخب الاسترالي مرتين، ولم تكن اي منها ناجحة، وحاول الايرانيون العودة بالنتيجة وتقليص الفارق الذي وصل احياناً الى 10 قبل ان يعود الى 13 بنهاية الجزء (56 – 43)، وهو فارق مريح للذهاب الى الربع الاخير بالنسبة الى الوافد الجديد الى القارة الصفراء، وخصوصاً مع رفعه الفارق الى عشرين (68 – 48) قبل آخر خمس دقائق من عمر بطولة امم آسيا، فكانت عملية مرور وقت قبل نهاية المباراة (79 – 56)، والاعلان عن اسم البطل الجديد لآسيا المنتخب الاسترالي، والذي قدّم “اوراق اعتماده” كمرشح دائم على البطولات المقبلة.
المنتخب الاسترالي بقي يعتمد على معظم لاعبيه بالتسجيل وكان اكثرهم من هذه الناحية براد نيولي مع 18 نقطة على الرغم من مشاركته في 16 دقيقة فقط، واضاف دانيال كيكرت 14 نقطة وجايسن كادي 7 نقاط مع 8 تمريرات حاسمة، ومن المنتخب الايراني سجل بهنام يخشالي 18 نقطة واضاف حامد اهدادي 18 نقطة مع 6 متابعات وارسلان كاظمي 9 نقاط مع 10 متابعات.
بعد نهاية المباراة وقبل مراسم التتويج تم اختيار التشكيلة المثالية للبطولة وكان فادي الخطيب ضمنها الى جانب الايرانيين حامد اهدادي ومحمد جمشيدي والنيوزيلندي ايلي والكوري أوه سكيون.وسلّم كاخيا الميداليات البرونزية الى المنتخب الكوري وهاغوب خاتشاريان الميداليات الفضية الى لاعبي المنتخب الايراني.
وفي الختام سلّم موراتوري وآل ثاني كأس البطولة والميداليات الذهبية الى لاعبي استراليا وسط اجواء احتفالية مميزة.
كوريا الجنوبية- نيوزيلندا
وغنم منتخب كوريا الجنوبية الميدالية البرونزية بعدما جدد فوزه على نظيره النيوزيلندي (80-71) في مباراة تحديد المركزَين الثالث والرابع. وكان المنتخبان إلتقيا في الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة وأسفرت مواجهتهما عن فوز كوريا بفارق نقطة واحدة (76-75).
إستهل النيوزيلنديون المباراة بشكل جيد، فتقدموا (13-5) في منتصف الربع الأول، الا أنّه سرعان ما فرض الكوريون إيقاعهم على أرض الملعب، فسجلوا 10 نقاط متتالية (15-13) قبل أن ينهوا الربع لمصلحتهم (25-17).
إستمرّ التفوق النسبي للكوريين في الربع الثاني مع إرتفاع نسبة التسجيل من خارج القوس، فواصلوا حصد النقاط (31-17) و(44-31) في نهاية النصف الأول الذي شهد 7 رميات ثلاثية ناجحة لكوريا من أصل 17 مقابل (3 من 14) لنيوزيلندا.
استهلّ المنتخب النيوزيلندي الربع الثالث بشكل رائع، وأثمرت ألعابه عن 6 نقاط متتالية (44-37)، ما أجبر مدرب كوريا على طلب وقت مستقطع أعاد فريقه الى أجواء المباراة الذي عاد وتقدم بثبات (52-41) و(62-49) و(66-53) في نهاية هذا الربع.
وبقيت الأمور على حالها في الربع الأخير مع سلة من هنا وأخرى من هناك (69-60) و (74-66) لمصلحة كوريا من دون أن ينجح منتخب نيوزيلندا من الإقتراب من خصمه “العنيد” الذي بقي الأفضل والأخطر حتى ختام اللقاء الذي انتهى بفارق 9 نقاط.
برز من المنتخب الكوري لاعبه شوي جونيونغ صاحب الـ 14 نقطة و 7 كرات مرتدة (كلها دفاعية) و 7 تمريرات حاسمة وسرقتَين للكرة وصدّتَين (بلوك شوت)، فيما كان زميله هيو يونغ الأفضل تسجيلاً برصيد 20 نقطة من دوا أن يقدّم أيّ مجهود دفاعي.
أما من جانب نيوزيلندا فتألق ديلاني فين (22 نقطة و 7 كرات مرتدة)، مقابل 18 نقطة و 8 كرات مرتدة و 3 تمريرات حاسمة لزميله تيرانجي روبن.
الصين ـــ لبنان
بفارق نقطة واحدة 79 ـــ 78 (19 ـــ 16 و34 ـــ 39 و59 ـــ 52) فازت الصين على لبنان، في مباراة قوية وسريعة ومثيرة لم تحسم فيها هوية المنتخب الفائز الا في الثانية الاخيرة واحتلت الصين المركز الخامس ولبنان المركز السادس.
وبعد نهاية المباراة اعلن قائد منتخب لبنان المخضرم فادي الخطيب (38 سنة وثمانية اشهر، 1،98م) اعتزاله الدولي، وحقق الخطيب وهو اكبر لاعبي الدورة واكثرهم مشاركة بالدقائق في المباريات السبع، (247 دقيقة في 7 مباريات، وبمعدل 35 دقيقة في المباراة الواحدة)، ونال لقب هداف الدورة بجدارة واستحقاق وبمعدل تسجيل في المباراة الواحدة 26 نقطة، (182 نقطة في 7 مباريات)، وكاد في اكثر من مناسبة ان يصل الى “تريبل دبل”، علما ان للخطيب ارقام شخصية تاريخية في هذه البطولة وبالارقام.
جاء مستهل الربع الاول لبنانيا “خالصا” بفضل تألق التشكيلة الاساسية التي دفع بها المدير الفني الليتواني راموناس بوتاوتاس والتي تكونت من فادي الخطيب والاميركي المجنس نورفيل بيل وعلي حيدر وعلي مزهر وجان عبد النور، ولبنان في المقدمة (12 ـــ 3) بعد مرور ست دقائق “تماما” رغم ان السلة الاولى في المباراة كانت ثلاثية للصين، ووقف افراد منتخب لبنان يتفرجون على الصينيين في الدقائق الاربع التالية وهم “يدكون” سلتهم بـ16 نقطة مقابل اربع نقاط لبنانية لينتهي الربع الاول للصين بفارق ثلاث نقاط (19 ـــ 16)، ودفع المدرب بوتاوتاس بخماسي جديد على دفعات وهم باسل بوجي وشارل تابت وامير سعود ونديم سعيد وجوزيف الشرتوني، وعاد المنتخب اللبناني الى وضعه الطبيعي ليتقدم من جديد في مستهل الربع الثاني، وتابع بيل تألقه اللافت بالاضافة الى تألق الشرتوني، ولبنان في المقدمة بعد 15 دقيقة من اللعب بفارق اربع نقاط (29 ـــ 25)، بعد تسجيل 13 نقطة للبنان مقابل 6 نقاط للصين، وحافظ الخطيب الذي رفع رصيده الشخصي الى 14 نقطة على الفارق خمس نقاط (39 ـــ 34) مع انتصاف المباراة، وللشرتوني 6 نقاط ولحيدر مثلها.
ولم يقدم افراد المنتخب اللبناني ما هو مطلوب منهم في الربع الثالث وكان التسرع والضياع وعدم التجانس واضحا للعيان، وحقق الضيوف التعادل 42 ـــ 42 بعد خمس دقائق بعد تسجيلهم 8 نقاط مقابل ثلاث نقاط لبنانية، ثم 44 ــ 44 و46 ـــ 46، ومن بعدها “سحب” الصيني والفارق لمصلحته 8 نقاط (55 ـــ 47)، قبل دقيقة ونصف لانتهاء الحصة الثالثة، بعدما نجح “اولاد ياو مينغ” من تسجيل 9 نقاط مقابل نقطة للبنان، وحافظوا على الفارق قبل الدخول الى الربع الاخير والفارق 7 نقاط (59 ـــ 52)، وبداء الربع الاخير بسلة من تحت للصين والفارق الى 9 نقاط (61 ـــ 52) وهو الفارق الاوسع في المباراة للصين، وهنا قال الخطيب كلمته ونجح في تسجيل 6 نقاط متوالية رافعا رصيده الشخصي الى 29 نقطة ومقلصا الفارق الى ثلاث نقاط 60 ـــ 63، ثم سلة ثلاثية سابعة للصين في المباراة والفارق الى 6 نقاط 66 ـــ 60 نقطة نقطة لبيل وثلاثية اولى للبنان بعد 34 دقيقة والفارق نقطتين 64 ـــ 66، ومجددا يقطع الأمير امير سعود الكرة ويرسلها من بعيد ويرتكب بحقه “فاول” ينجح امير المباراة من تسجيل ثلاث رميات حرة بنجاح ولبنان في المقدمة بفارق نقطة واحدة 67 ـــ 66، والباقي خمس دقائق على صفرة انتهاء المباراة، و76 ـــ 73 بعد تألق جان عبد النور والخطيب وسعود، ثم التعادل 78 ـــ 78، ليرتكب بعدها سعود “تكنيكال فاول” وفق الحكم ورمية ناجحة للصين 79 ـــ 78، والكرة بحوزتهم والباقي ثوانٍ معدودة ليقطع سعود الكرة ويسير بها بكل ثقة حتى يصل المنطقة الصينية ثم وبكل “بساطة” تضيع منه مع الجزء الاخير من الثانية من عمر المباراة.
اعتزال الخطيب
وبعد المباراة نزل رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة بيار كاخيا واعضاء الاتحاد والجهاز الفني والاداري ولاعبو منتخب لبنان الى ارض الملعب وعانقوا قائد المنتخب فادي الخطيب الذي انهى مسيرته الدولية مع منتخب لبنان في مسيرة دامت عشرين سنة.
وسلّم كاخيا هدية تذكارية الى الخطيب عربون محبة وتقدير وسط تصفيق مدو من الجمهور والحاضرين .ثم توجه “التايغر” نحو المنصة الرسمية وصافح الحضور وعانق رئيس الاتحاد الصيني اللاعب الدولي السابق الشهير ياو مينغ الذي خاض ضد الخطيب مباراتين(مباراة في الدور الأول ومباراة ثانية في النهائي ضمن بطولة آسيا التي جرت في تموز 2001 في شانغهاي(الصين).
وشاءت الظروف ان يكون رئيس لجنة المنتخبات الوطنية الحالي ياسر الحاج قائداً للمنتخب آنذاك).
الفيليبين ـــ الاردن
بفارق خمس نقاط 75 ـــ 70 (17 ـــ 17 و35 ـــ 27 و58 ـــ 53)، تغلب المنتخب الفيليبيني على نظيره الاردني ليحتل الفائز المركز السابع، والخاسر المركز الثامن.
تكافأت الكفتان بين المنتخبين في الربع الاول والذي جاء على طريقة سلة هنا وسلة هناك وانتهى تعادليا (17 ـــ 17)، وكان سيناريو النصف الاول من الربع الثاني والاردن كما الربع الاول والمنتخب الاردني في المقدمة بفارق نقطة واحدة 24 ـــ 23 بفضل تألق موسى العوضي تسجيلاً بـ11 نقطة ومحمد الحسين ملك “الريباوند”، ومن دون مقدمات توقف “المحرك” الاردني ودارت “الماكينة” الفيليبينية لتنتصف المباراة شرق آسيوية بفارق 8 نقاط (35 ـــ 27)، بعدما افلح افراد المنتخب الفيليبيني تسجيل 12 نقطة مقابل ثلاث نقاط اردنية، وادرك منتخب “النشامى” التعادل 45 ـــ 45 ثم 48 ـــ 48 مع انتصاف الربع الثالث، ليعود الفيليبيني من جديد ويتقدم مع انتهاء الحصة ما قبل الاخيرة بفارق خمس نقاط (58 ـــ 53) بتسجيل المنتخب المتقدم عشر نقاط والمنتخب المتأخر خمس نقاط، وظل التقارب في المستوى والاداء والتسجيل بين المنتخبين في الربع الرابع والاخير، والفارق هو هو مع انتصافة فيليبينيا 65 ـــ 61، وحميت في الدقائق الخمس الاخيرة من عمر المباراة، الفيليبيني محاولا المحافظة على الفارق وانهاء المباراة لمصلحته، والاردني لادراك التعادل ومن ثم التقدم والفوز “كرمال عيون” المركز السابع، وايضا وايضا ينجح لاعب الاردن المخضرم موسى العوضي في ادراك التعادل لمنتخب بلاده بسلة من تحت والـ “سكور” 65 ـــ 65 والباقي ثلاث دقائق بالتمام والكمال، وحصلت المفارقة الكبرى في هذه الدقائق القاتلة وتحت اشياء لا تصدق تقدم المنتخب الاردني بفارق خمس نقاط 70 ـــ 65 ثم انهار في الثواني الـ80 الاخيرة واستقبلت سلته 10 نقاط متوالية دون رد لتنتهي المباراة فيليبينية بفارق خمس نقاط (75 ـــ 70)، وسط ذهول كل من في الملعب بما فيهم الجمهور الفيليبيني نفسه.
وكان لاعب منتخب الاردن موسى العوضي (21 نقطة) افضل مسجل في المباراة، بينما كان لاعبا المنتخب الفيليبيني تيرينيس روميو وماثيو رايت (13 نقطة) لكل منهما الافضل تسجيلا للفائز.