ويبقى الجيش هو مؤسسة توفير الإستقرار والإستمرار والطمأنينة

لا تحية تعلو فوق التحية للجيش اللبناني:

قيادةً وضباطاً وعسكريين.

أحياء وشهداء.

ومن البداية، العزاء لأهالي العسكريين التسعة ولقيادة الجيش، العزاء بالأبطال التسعة الذين بدمائهم حولوا الدفاع عن الارض والحدود الى قضية وطنية مقدسة لا تعلو فوقها قضية.

من جرود البقاع الشمالي إلى الحدود الشمالية إلى الحدود الجنوبية، مروراً بمحيط المخيمات سواء في عين الحلوة أو في مخيمات بيروت أو في مخيمات الشمال، من دون أن ننسى أو نستثني الإرهاب الذي لا وجه له ولا إقامة له بل هو على شكل “خلايا نائمة” تتحرَّك وفق المقتضى وبأوامر خارجية.

الجيش اللبناني أثبت أنه المؤسسة الملاذ التي يطمئن إليها اللبنانيون، من الجرود إلى الساحل ومن النهر الكبير شمالاً إلى الناقورة جنوباً.

فهو الذي يعطي من دمه من دون شروط سياسية وهو لا يطالب في مقابل ما يعطي، وهو بهذا المفهوم للعطاء يتقدَّم على الجميع من دون استثناء في حفظ البلد وأبنائه.

المعركة التي حصلت في جرود القاع ورأس بعلبك أثبتت المعطيات والمؤشرات التالية:

إن الجيش اللبناني هو من المؤسسات القليلة جداً في الدولة اللبنانية الذي يُعتبر الإستثمار فيها، على المستوى السياسي والمعنوي، من أهم الإستثمارات التي لولاها لما كان بالإمكان الإستثمار في أي قطاع:

فلا استقرار من دون ضمانة الجيش ولا استثمار في أي مشروع من دون الاستقرار الذي يوفره الجيش.

وعليه فكلما رفعت الدولة اللبنانية من منسوب استثمارها للجيش اللبناني، تكون بذلك ترفع من منسوب استثمارها في القطاعات الأساسية في البلد.

ويجدر هنا التذكير بما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري أثناء زيارته للجرود مع قائد الجيش العماد جوزف عون، إذ قال:

“هذا الجيش يمكننا أن نرفع رأسنا به. زرت العديد من الدول والكل كان يقول إن أهم استثمار هو في الجيش اللبناني، لأن كل قيادة الجيش أثبتت أننا جديرون بالمساعدات”.

الجدير ذكره أن الرئيس الحريري سبق أن زار واشنطن وفرنسا وروسيا والمانيا وبلجيكا وعدداً من الدول العربية، ما يعني أن هذه الدول هي التي قصدها بالنسبة إلى الإستثمار في الجيش اللبناني، وهنا لا بد من التذكير بالمساعدات المتواصلة التي تقدمها واشنطن للجيش وقد ظهرت فعالية هذه الأسلحة في المعركة الأخيرة في جرود القاع ورأس بعلبك.

تمَّ تحرير الجرود، حقق الجيش اللبناني انتصاره على الإرهاب، ارتاح اللبنانيون إلى هذا الإنتصار، لكن الجميع يعلمون أن هناك جيوباً وخلايا نائمة:

الجيوب الإرهابية موجودة في بعض المخيمات الفلسطينية ولا سيما منها مخيم عين الحلوة، ويدرك الجميع كيف ان هذه الجيوب أشعلت المخيم بالمعارك بالتزامن مع اندلاع معركة الجرود، في محاولة لتشتيت الجيش في المواجهة بحيث تتوسع رقعة المعركة من الجرود إلى عين الحلوة.

هذا “التزامن المريب” يستدعي التطلع إلى الجيوب الإرهابية بعد الإنتهاء من إرهاب الجرود، ثم لاحقاً إلى الخلايا النائمة، وعندها يمكن الحديث عن أن منسوب الإطمئنان قد بلغ ذروته ليستحق الجيش اللبناني كل الدعم والتقدير.

الهام سعيد فريحه

اخترنا لك