توقّدت مشاعر الندم وأفكار ما كنا نفعل وما كنتم تعانون!
أبطالنا!
لم تخمد هذه المشاعر، بل بعد الوداع زادت الحيرة وزاد الشوق وبدأت الكلمات تركض في رؤوسنا.
وقلوبنا تنبض وتقفز عند كل فكرة أو سؤال أو خيال أو حوار مع روحنا وروحكم!
خاطفيكم أخذوا الريح وأخذوا الليل ولكنهم لم يأخذوا منّا الأمل.
من عذّبوكم أخذوا نهارنا وأخذونا.
ومن تركوكم في الأسر منذ اليوم الأول تركوا الويل وتركونا.
وبخبر رحيلكم أخذوا النور من عيوننا.
لقد خذلكم الزمن ولم تخذلوا الوطن.
لقد سرقكم الشرّ فسبقتموه الى الأبدية.
لقد نسيَكم المسؤولون ففديتم أولادهم بدمائكم.
أخذتم معكم حصّة من كل أم وأب، أخت وأخ، طفل وطفلة تيتمت بحبكم للوطن وبسالتكم وشجاعتكم.
فأنتم مصدر فخر خام لا غبار عليه ولا سؤال.
ولكن أسئلة كثيرة تتطاير في سماء لبنان!
وما هو أكيد أن رفاق لكم قد استشهدوا وهم يلاقونكم في الجنة.
بحثوا عنكم حتى التقوكم!
بينما، في مكان آخر، يتقاسم مسؤولون فرص السلطة والمال ولا يخطر لهم على البال غير تجاوز استحقاق الإنتخابات وكأنها فقط شكليات.
وقلة من المسؤولين يلمسون قداسة العطاء الذي اهديتموه للوطن، ولو أنّ الجميع يدّعي الفرح بانتصار صنعته دمائكم الطاهرة بينما تفتقد سواعدنا الى ضمّكم وأنوفنا الى طيبكم وأيدينا الى لمسكم.
أبطالنا، أنتم الأساس وفي دمائكم حياة الوطن.
ونحن نمضي قدُماً في مقاومة الفساد ونستشفّ من بسالتكم شجاعة المواجهة والدفاع عن الدستور ومقوّمات بناء دولة المؤسسات والنظام الذي يصون مستقبلاً زرعتموه في تراب الوطن.
سنكون دائما أوفياء لهذا العطاء الذي يفوق التضحيات التي يمكن ان يقدّمها المواطن اللبناني ليكمل المسيرة المقدّسة التي رسمتم بأنّاة قلوبكم الجبّارة.
بدون كلل او ملل نعترض على الواقع ونثابر بأعمالنا وأقلامنا لإحراز تغيير وتطوير يؤمّن العيش الكريم لشعبنا والسمعة الحسنة لوطن اراد له الله ان يكون بلد القداسة والسلام.
النقيب جينا الشماس
إحترم لبنان Respect Lebanon