لعل أسخف الكلام وأخبثه في هذه الأيام ،هو الكلام الذي يتحدث عن إحباط السنّة في لبنان، الا اذا كان المقصود الطعن بالرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، على أعتاب الانتخابات النيابية المقبلة، لاستدرار بعض الاصوات لصالح الخصوم.
قد يكون الاحساس بالاحباط مثلا من حق الارثوذكس والكاثوليك والارمن وغيرهم من طوائف لبنان العظمى، لكن ان يكون السنّة والشيعة والموارنة محبطين، فلعمري ان هذا من قمة الترف السياسي الذي لا معنى له في حالة لبنان الراهنة.
فكيف يكون السنّة محبطين وزعيم الغالبية العظمى فيهم،هو حاكم البلد الفعلي من خلال موقع رئاسة الحكومة، بحيث لا يتخذ قرار الا بإذنه وتوقيعه، وقد ثبت بالوجه الشرعي ان سعد الحريري حريص على السنّة وعلى استقرار البلد اكثر بكثير من المتشدقين بالاحباط السنّي.
إن اقصى ما يجب ان تحلم به طائفة ما في لبنان، هو ان يكون ابناؤها شركاء في البلد وسلطته وخيراته، لا اجراء ولا حاكمين منفردين.. فهل يتوهم احد ان السنّة في لبنان ليسوا أقل من شركاء اساسيين في حكم البلد وخيراته …
أما أن يكون بين ابناء الطائفة السنيّة من يحلم بوضع اليد على البلد وادارته وحده، فإن هذا قمة الوهم، وهو ما ينطبق ايضا على الموارنة والشيعة. والغبي الغبي هو من يعتقد غير ذلك.
ويتساوى هؤلاء مع بعض الشيعة الذين يعتقدون ان مكتسباتهم أقل من تضحياتهم، ومع بعض الموارنة الذين يحلمون بعودة ساعة الزمن الى الوراء.
وفي الخلاصة، ان نغمة الاحباط ستظل سائدة طالما يحكم لبنان نظام طائفي فاسد. والواقع ان كل اللبنانيين محبطون من هذا النظام العاجز عن تأمين الحد المطلوب من عيشهم الكريم.
وليس الكلام عن الاحباط في هذه الايام، الا نوعا من النكد السياسي المتبادل داخل الطائفة الواحدة لكسب بعض الاصوات الانتخابية في الاستحقاق المقبل الذي لن تبدل نتائجه المعطيات الراهنة.
والله على ما نقول شهيد.
واصف عواضة