سحقاً لك أيها الصنم..
هدمناك من ساحاتنا فكيف تحصنت في عقولنا وقلوبنا..
لا أخالك أقوَى من أنبيائنا..
فكيف استشعرتَ لَبَادَةَ العقول وكيف استغلّيتَ يأس النفوس؟
كيف طمست على الإيمان بأدواته وكيف تمكنت من الألسنة فصار الحقُّ لغلغاتٍ تافهات، وصار البُطل شرعيًا في عقول الأُمناء؟
كيف كيف؟
كيف جعلتَ العيونَ تستقرّ عند زخرفات المعابد وعظمتها فلم تَعُدْ تطلب الله؟
ولم تعُد تعرفه الا لترهيب من يحيد عن الطاعة؟
كيف صنَّمتَ أيها الصنم أوليائَنا؟
كيف قدَّست نفسك من جديد؟
كيف جعلتَ الناسَ تطلب مستحيلاتِ الأمور ومستصعباتِها من الحجر والخشب؟
ثم سخَّرتَ العقل في تبرير أفعالهم وتأويلها لشرعنتها وتأكيد وصولها الى الله؟
لا يهمه ضياعهم ولا ينفطر قلبه الا على صندوق في زاوية يرزح تحت أقفال الحديد؟
لا يكاد يمتلئ من إكسير الحياة حتى يفرغ كالبرق ثم ينتظر التُّخمة من جديد؟
سحقاً لك أيها الصنم..
كيف تمكنتَ مني وجعلتَ قلبي يهتزّ وَجَلًا؟
ألنْ تُحَرِّكَ بعدَ حواري هذا جنودَك غدا وقدْ ألبستَهَمْ جلبابَ المتدينين؟
يُدافِعونَ عنك وهُمْ يوهمون الناس أنهم يُدافعون عن الدين؟
سحقاً لك..
ما أدهى رجالك أيها الصنم..
الشيخ دانيل عبد الخالق