بكركي والدور الوطني الكبير

“مجد لبنان أُعطيَ له”.

لكن في الواقع “مجد لبنان المقيم والمغترب أُعطيَ له”.

“بطريرك انطاكية وسائر المشرق”.

لكن في الواقع هو كاردينال انطاكية وسائر المشرق والمغتربات”.

“البطريرك يُزار ولا يزور”.

لكنه في الواقع يجوب الأرض بحثاً عن أمل للبنانيين سواء أكانوا في المناطق اللبنانية أم في أصقاع الأرض من أميركا إلى أوروبا إلى الدول العربية.

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المملكة العربية السعودية بعد أسابيع.

ليس عنواناً فرعياً هذا الخبر، فالدعوة حملها إليه القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري، وستتمُّ تلبيتها بعد أسابيع، وفي جدولها أنَّ الكاردينال الراعي سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، وهذه الزيارة هي الأولى لبطريرك ماروني إلى المملكة في التاريخ المعاصر.

ولأنَّ الزيارة تاريخية بكل المقاييس، فإنَّ المحادثات التي ستتضمنها ستكون على جانب كبير من الأهمية، وقد أشارت مصادر الصرح البطريركي في بكركي إلى أنَّ ملف المفاوضات سيتضمن عدة نقاط منها:

ملفاتٍ كثيرة أبرزها:

التركيز على ما يطالب به لبنان في أن يكون مركزاً لحوار الحضارات والأديان، وبكركي تريد لهذا المطلب أن يتحقَّق، وتحقيقه يكون بمساعدة المملكة.

الحوار بين الأديان، ولا سيما بين الإسلام والمسيحية، إنطلاقاً من رفض العنف والإرهاب، والحفاظ على التنوّع الطائفي في الشرق.

البحث في وضع الجالية اللبنانية في المملكة، وهناك ثناء من بكركي على التعاطي الكبير للسعودية مع اللبنانيين، وهي تأمل أن يستمر هذا التعاطي بهذه الروحية.
جميع اللبنانيين ينظرون بعين الإعتبار إيجابياً لهذه الزيارة، لأنَّ بالتأكيد ما بعدها لن يكون على الإطلاق كما قبلها.

بكركي، إلى جانب إعدادها لزيارة البطريرك الراعي للمملكة، تواظب على الإهتمام بالملفات اللبنانية التي تقضُّ مضاجع اللبنانيين، وهذا ما عكسه البيان الشهري لمجلس المطارنة، الذي اعتبر أنَّ النازحين السوريّين باتوا مهدَّدين بفقدان هوّيتهم، وعبئاً ثقيلاً على لبنان من كلِّ جانب، فضلاً عمّا يترك هذا النزوح من آثار بالغة عند السوريّين أنفسهم، وخصوصاً مَن ولدوا منهم على أرض لبنان.

وإذا استمرّت الأزمة فسيكون هناك جيلٌ من النازحين لا هويّة وطنيّة له.

ولم يقتصر التركيز على ملف النازحين بل تُركِّز بكركي دوماً على مسألة الأوضاع المالية والنقدية والإقتصادية للبلد، فتعتبر أنَّ الموازنة تبقى ناقصة ومخالفة لأحكام الدستور، إذا لم يتمّ تقديم قطع الحساب عن كلّ السنوات الماضية، لأنّ قطع الحساب هو الناظم الحقيقي للحسابات والإنفاق، والأهمّ لضبط الهدر والتعدّي على المال العام.

تبقى بكركي دوماً صوتاً صارخاً، ويبقى سيد الصرح، البطريرك الراعي صاحب الكلمة المسموعة، إنها الكلمة التي لا غاية لها سوى إنقاذ الوطن والمواطنين.

الهام سعيد فريحه

اخترنا لك