استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر موفداً من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بحضور الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار الدكتور محمد السماك.
بعد اللقاء، قال المطران مطر: “تشرفنا بزيارة هذه الدار الكريمة دار جميع اللبنانيين، والتقينا باسم صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بسماحته في هذه الظروف التي تمر ببلدنا لبنان العزيز، وأكدنا أمام سماحته على وحدتنا الوطنية التي هي كنز الكنوز بالنسبة إلينا، لبنان بوحدة أبنائه بأي ظرف كان نحافظ عليها ونتمنى أن تكون هدفنا السامي في كل حين، فنواجه أمورنا بالمحبة والصبر، وتمر المحن التي يعرفها وطننا ونحن بخير مع جميع اللبنانيين، وهذا ما أكدناه، طبعاً وسمعنا من سماحته هذا الكلام الطيب، وشكرناه على هذه اللقاءات التي يقوم بها مع جميع اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة، هذا ما كان عند الصباح، والحمد لله أننا متوافقون على كل شيء في هذه الأمور”.
وسُئل: هل نقلتم رسالة من غبطة البطريرك لسماحة المفتي؟
فأجاب: “طبعا، غبطته اتصل بسماحته أكثر من مرة، ولكن طلب مني أن آتي أيضاً، إعرابًا عن محبته وعن محبتنا جميعاً لصاحب السماحة، الذي استقبل كل لبنان في هذه الظروف، والذي يعمل من أجل الوحدة والتماسك بين اللبنانيين”.
وسُئل: هل أخذتم وعوداً بلقاء غبطة البطريرك الراعي مع دولة الرئيس الحريري في السعودية؟
فأجاب: “لست على علم تماما ماذا سيكون البرنامج، نحن سنذهب برفقة غبطته يوم الاثنين بعد الظهر ونبقى إلى الثلاثاء”.
وسُئل: ما هو البرنامج؟
فاجاب: “البرنامج يدرس، ونحن نأمل أن يكون كل شيء إيجابيا”.
وسئل: حتى الآن لم يتم تأكيد لقاء البطريرك مع الرئيس الحريري؟
فأجاب: “أنا لست عارفا تماما، ولكن الموضوع أكيد مثار، وإن شاء الله خير”.
وسُئل: هل حمَّل رئيس الجمهورية البطريرك رسالة معينة إلى المملكة العربية السعودية؟
فأجاب: “طلب له التوفيق، وهذا أمر ضروري وأساسي أن يكون تصرف جميع اللبنانيين وجميع القادة في لبنان تصرفاً تشاورياً وتضامنياً، وهذا ما هو ضروري بامتياز هذه الأيام”.
وسئل: ما صحة ان هناك ضغطا على البطريرك لعدم ذهابه إلى المملكة العربية السعودية؟
فأجاب: “لا، لا يوجد ضغط على البطريرك، بالحقيقة زيارة غبطته إلى الرياض كانت مقررة منذ سنتين، دعي غبطته ولظروف معينة أرجئت هذه الزيارة، وعندما تقررت هذه الزيارة لم نكن بعد قد وصلنا إلى الحالة المتأزمة التي نحن فيها، لذلك هي مبدئيا بمعزل عن الظروف، هي من أجل الحوار الإسلامي المسيحي، من أجل العيش المشترك، ونعرف أنَّ المملكة لها دور كبير في إحياء العيش المشترك والحوار، وجاءت الظروف إضافة، وربما قال البعض إن الظرف ملائم، ولكن غبطته كان متأكّداً أن هذا الظرف لا يؤثر على الزيارة”.
اليازجي
واستقبل المفتي دريان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي على رأس وفد من المطارنة، بحضور الأمين عام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار الدكتور محمد السماك الذي قال بعد اللقاء: “أردنا اليوم أن نكون إلى جانب أخينا العزيز والحبيب سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وهذا تعبير صادق وقلبي وعفوي ومباشر أن نكون إلى جانب بعضنا بعضاً، وإلى جانبه في هذه الأيام بشكل خاص لما يمر به لبنان، وعبرنا عن تعاطفنا ووقوفنا معا بشكل دائم وبخاصة في مثل هذه الأيام، وأكدنا سوية على أن الوحدة الوطنية هي الضمانة لكي تمر هذه العاصفة التي تعصف بنا في لبنان.
استقرار لبنان واستقرار وضعه من كل النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية، هو مطلب الجميع، وهذا رجاؤنا وهذا إيماننا رغم كل الصعوبات بأن لبنان ثابت وباق، لأن فخامة رئيس الجمهورية يتصرف بحكمة وصبر وترو في طريقة تعاطيه مع هذه المسألة، ومع دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري وكل المسؤولين.
هذا ضمانة لكي نعبر هذه الأزمة. نصلي سوية من أجل خير لبنان ومن أجلنا كلنا مسلمين ومسحيين وكل أبناء هذا البلد، ومن أجل السلام والاستقرار، ومن أجل أمان لبنان”.
ابو العردات
واستقبل المفتي دريان وفدا من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وحركة فتح برئاسة فتحي أبو العردات الذي قال بعد اللقاء: “تشرفنا نحن في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، من خلال هذا الوفد بلقاء سماحة المفتي، حيث قدرنا له هذا الموقف الوطني العروبي الجامع الذي يتحلى بالحكمة والهدوء، ونقلنا إليه تحيات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن محمود عباس، واستمعنا إلى توجيهاته الكريمة المتعلقة بهذه الأزمة، ونحن على ثقة تامة من خلال اللقاءات التي يعقدها سماحته والمشاورات بأن الإخوة في لبنان سيتجاوزون هذه المرحلة الصعبة بإذن الله.
كذلك أكدنا لسماحته موقفنا الرسمي الثابت والراسخ في دعم السلم الأهلي والاستقرار في هذا البلد الشقيق، وبأننا لا نتدخل في الشأن الداخلي اللبناني ولا في أي شأن داخلي لأي بلد عربي، لكننا نحن في سياسة الحياد الإيجابي التي نتبعها لسنا على هامش الأحداث، نحن في قلب الحدث وفي وجدان الأمة، لذلك أعلنا أمام سماحة المفتي انحيازنا للأمن والاستقرار والسلم الأهلي في هذا البلد، وبأن الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية وأينما وجدوا هم جزء من الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وهم بذلك يعملون ويتعاونون مع الدولة اللبنانية على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية كافة”.
سئل: هل هناك إجراءات استثنائية في المخيمات كي لا يستخدمهم أحد في هذا الصراع السياسي؟
أجاب: “لا يوجد وضع استثنائي، يوجد وضع هادىء جداً في المخيمات، والأمور تسير بشكل جيد، وكل الكلام الذي يقال في هذا الموضوع هو محض أكاذيب وإشاعات مغرضة. لقد أكدنا لسماحته أنَّ موضوع المصالحة القائم اليوم، الذي سيتوج باجتماع في 21 من الشهر الجاري في القاهرة برعاية مصرية كريمة، سيكون له انعكاسات على الوطن، وكذلك الأمر على المخيمات الفلسطينية بشكل إيجابي، كما أكدنا كذلك الأمر على دعمنا الكامل للمواقف الرسمية اللبنانية المعبر عنها من خلال موقف فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب وسماحة المفتي والحكومة اللبنانية، ونحن في هذا الأمر جزء من الأمن اللبناني، وبالتالي ندعم هذه المواقف بكل قوة وبكل جدية”.
ثم استقبل مفتي الجمهورية محافظ بيروت القاضي زياد شبيب يرافقه مستشاره عصام قصقص وتم البحث في شؤون بيروت وأوضاعها.
واستقبل المفتي دريان كتلة نواب زحلة التي ضمت الوزير إيلي ماروني، والنائب جوزيف معلوف، والنائب شانت جانجنيان والنائب عاصم عراجي، وبعد اللقاء قال النائب عراجي: التقينا سماحة المفتي اليوم بغياب عضو الكتلة طوني بو خاطر، وتباحثنا مع سماحته في الأوضاع المستجدة على الساحة اللبنانية والأزمات التي تواجه وطننا، وكان الكلام مع سماحته أننا نحن كلبنانيين سقفنا هو اتفاق الطائف، وهو الدستور، وهو الوحدة الوطنية، نحن بأمس الحاجة في هذه الأيام إلى أن نتكاتف جميعنا لعبور هذا القطوع الكبير الذي يعيشه البلد في الوقت الراهن، وأنا شخصيا كعضو في كتلة المستقبل وزملائي مع بيان كتلة المستقبل الذي صدر يوم الخميس الماضي، ومع عودة الرئيس الحريري، وإعادة التوازن والاحترام لكل المؤسسات الموجودة في البلد، ومع الشرعية العربية والشرعية الدولية”.
والتقى دريان هيئة العلماء المسلمين في لبنان برئاسة الشيخ سالم الرافعي، وتم البحث في الأوضاع الإسلامية والوطنية.