الرياشي : لا مشكلة بين الحريري وجعجع والقوات لم تساهم في الاستقالة

أكّد وزير الاعلام ملحم الرياشي في حديث الى تلفزيون “أم.تي.في”، أن “لا مشكلة” بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وقال: “كل ما يحاول البعض اختلاقه هو أضغاث أحلام لا أكثر ولا أقل”.

وأضاف: “ما حصل في المملكة العربية السعودية، وأؤكد أنه لم يحصل أي شيء مما كان سائداً خلال الاسبوعين الماضيين، والرئيس الحريري قد أكّد على هذا الكلام.

لذلك، المشكلة اختلقت وبني عليها وركب السيناريو وشخصيات المسرحية، انما لم يكن هناك من مسرحية”.

قيل له: عندما غرّد الوزير غطاس الخوري عن يهوذا، هناك أصابع إتهام وجّهت الى “القوات اللبنانية”، وكثر ظنوا أن المقصود هو الدكتور سمير جعجع؟

أجاب: “المقصود ليس الدكتور جعجع، فقد ظن البعض أنه بسبب الجو والضغط الإعلامي الرخيص
جدا الذي ساد في البلد، يمكن أن يحدث شرخاً بين العمود الفقري للسيادة في لبنان:

المستقبل والقوات اللبنانية، لان هذا العمود إذا انكسر فقد الأمل باستعادة السيادة الكاملة على ارض لبنان والحرية الكاملة، والدولة التي هي في طور النمو والنهوض”.

سئل: هل هناك دخان من دون نار؟

أجاب: “نعم، أو أن هناك نارا من مصادر أخرى أدت الى نار، وكما رأينا كأن الدخان كان في بيروت بينما هو في مكان أبعد”.

سئل: أي مسيرة قصد الدكتور جعجع عندما قال للرئيس الحريري “سنكمل المسيرة معا؟

أجاب: “مسيرة سيادة لبنان واستعادة عافيته واستعادة الدولة”.

سئل: يتحدث الرئيس الحريري عن مرحلة جديدة بعد عودته الى بيروت، ما هي هذه المرحلة؟

أجاب: “مرحلة استعادة الدولة وبنائها، فقرار الدولة ليس كاملا، نحن شركاء في الحكومة وشركاء في التسوية للحفاظ على حياة الناس ويومياتهم وتقطيع المراحل بالتي هي أحسن، مع الحفاظ على الثوابت الأساسية والاستراتيجية لبناء وعمارة الدولة لانها غير كاملة اليوم انما تتلمس خطواتها الأولى لتكبر وتنمو وتصبح دولة.

بطبيعة الحال، القوات اللبنانية وتيار المستقبل، الى جانب عناصر أخرى، هما عنصران أساسيان في العمود الفقري لبناء الدولة”.

سئل: ألم يؤد لعب “القوات” دور المعارضة داخل الحكومة وتسريب كلام عن استقالة وزرائها الى المسار الذي اتخذه الرئيس الحريري بإعلان الإستقالة؟

أجاب: “إعلان استقالة الرئيس الحريري في مكان ما وفر على وزراء القوات الإستقالة لأننا كنا نتجه اليها، انما كنا بانتظار التوقيت المناسب”.

سئل: هل هذا يعني أنكم ساهمتم فيها؟

أجاب: “لا لم نساهم فيها، وهذا كلام المحرضين والمغرضين.

ان العلاقة بين الرئيس الحريري والمملكة قائمة من دون جميلنا ومن دون دور لنا، فعلاقته طيبة معهم منذ قيام البيت الحريري السياسي في لبنان”.

أضاف: “عند اللقاء بأصدقاء وحلفاء من خارج لبنان، ليس من طبيعة سمير جعجع الحديث عن غيره بل تحديد الثوابت والمواقف ووضع خطط عملية لانقاذ لبنان وحمايته.

ان التدخل في شؤون الاخرين او النميمة او الكلام عن الاخرين لا يشبه سمير جعحع ولا تاريخه ولا حياته”.

سئل: ألم تلفتكم استقالة الرئيس الحريري بالشكل؟

اجاب: “ما حصل كان لافتا جدا، ولكن كما قال وأصدقه، كان بحاجة الى رحلة تأمل ومراجعة للذات بعد ما مر به خلال التسعة أشهر من ضغوط وانتقال من محور الى محور آخر في الحكومة. كانت معاناته واضحة وملموسة، ونحن كنا من المعترضين علنا على ما يحصل في الحكومة”.

أضاف: “أما عن النقاش الاخير الذي حصل في الحكومة، فالرئيس الحريري هو من أعطاني الكلام ضمنا ورحب بالكلام الذي طرحته من تقديم أوراق اعتماد سفيرنا في الرياض، هناك نقاط عدة أوصلتنا الى ما وصلنا اليه”.

وتابع: “صحيح ان الاستقالة تمت من خارج لبنان ولكنها حصلت، والتركيز على الشكل كان خطة من الفريق الخصم للرئيس الحريري لتصويرها على أنها عملية تبعية، بينما الاساس هو التركيز على المضمون، والرئيس الحريري نقل المضمون وحول المسألة من تدويل غيابه الى تدويل مضمون استقالته”.

قيل: أنتم أظهرتم الرئيس الحريري وكأنه مقصر في الملفات السيادية؟

اجاب: “لا لم نتّهم أحداً، وقلنا قناعتنا كما هي وكما يجب ان تكون.

الدكتور جعجع قال في آخر مقابلة له: أكيد أنا لا أتحمل ما تحمله الرئيس الحريري، لكل شخص قدرة على الصبر وقدرة الرئيس الحريري كانت هائلة”.

قيل له: يبدو ان هناك افرقاء لبنانيين آخرين ساهموا في الاستقالة والشرخ بين المملكة والرئيس الحريري؟

اجاب: “لا شرخ بين المملكة والرئيس الحريري، بل على العكس، يبدو ان هناك اتفاقا كاملا وهذا ما نمي إلينا من لقاءاته في المملكة”.

وقال الرياشي ردا على سؤال عن الخيانة: “هذا كلام بلا معنى”.

قيل له: هل تعني كلام الوزير غطاس الخوري؟

أجاب: “الوزير غطاس الخوري لم يتحدث عن خيانة بأن هناك من حرّض المملكة على سعد الحريري وهي استجابت لهذا التحريض، فالمملكة أكبر من ذلك”.

قيل له: الوزير غطاس الخوري صديقك؟

أجاب: “الوزير غطاس الخوري صديقي والشخص الذي قصده صديقي أيضا، وأعتقد ان هذا الخلاف سينتهي في وقت قريب”.

سئل: أي سعد حريري سنرى في بيروت؟

أجاب: “هذا سؤال يطرح على الرئيس الحريري وليس على أحد آخر، ولكن الجواب واضح من الاتجاه السياسي الذي على اساسه دول الرئيس الحريري استقالته من السعودية الى فرنسا، ودول اسباب استقالته، في حين كان البعض يعمل على تدويل غيابه والاستفادة منه.

هو دول استقالته كما يجب أن تدول وأن تخدم القضية اللبنانية.

وبرأيي، شروط العودة عن الاستقالة أو شروط العودة الى حكومة جديدة، يجب أن تأخذ حجمها الطبيعي من كل الاطراف المعنيين بهذا الملف لا أن تفرض فرضا، بمعنى حل المشكلة بالشكل، فالقضية لم تنته وهناك طلاق حقيقي بين الأطراف المحلية على ملفات السياسة.

هناك خلاف أممي كبير ينعكس على لبنان، ولتحييد لبنان عن الملفات الأقليمية يجب على كل الأطراف أن تحيد نفسها أيضا عن هذه الملفات”.

وردا على سؤال، قال الرياشي: “نحن في الأساس ضد أن يكون حزب الله في سوريا أو خارج الاراضي اللبنانية في أي دولة عربية، كما أننا مع حق الشرعية اللبنانية في احتكار السلاح، هذا رأينا ورأي تيار المستقبل.

هذه الأمور يجب أن تطرح على طاولة البحث الحقيقية، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كنا شركاء في انتخابه، وعندما تقدم نحونا في السياسة تقدمنا نحوه، وهو قد حقق مبادىء معراب العشرة، الان الفرصة تاريخية لان حزب الله لن يجد صديقا وقريبا منه في الرئاسة أكثر من الرئيس عون، وهذا كان جزءا من الأسباب التي دفعتنا لانتخابه فالرئيس عون يمكن أن يمون على الحزب كما يقول الحزب، وأن يأتي به الى طاولة حوار حقيقية وفق جدول اعمال حقيقي وواقعي وقول الأمور كما هي بحصر السلاح بيد الشرعية والنهوض بلبنان”.

وقال ردا على سؤال: “المسار السياسي للرئيس عون اليوم هو كما كان عندما قررنا انتخابه ونحن لسنا متفاجئين، بل مسرورون من عدة نتائج حققتها الرئاسة على مستوى اعادة التوازن الوطني الذي تأمن من خلال الشراكة القواتية العونية في السلطة. ونلاحظ أنه كلما اختلت هذه الشراكة كلما ضرب التوازن الوطني وضعفت قوة المسيحيين في السلطة.

اما من الناحية الوطنية الكبرى، فإن وجود الرئيس القوي في رئاسة الجمهورية هو قوة للبنان الذي نريد، لبنان الحرية والكرامة والسيادة، ولبنان في بعده العربي، قوة للميثاق الوطني الذي يتقدم على الدستور، والميثاق الذي اقرته المجموعات المكونة لهذا الوطن الفريد من نوعه والذي هو حاجة وضرورة لحوض المتوسط اكثر من هو وطن صناعي له ابعاد اقتصادية هائلة”.

أضاف: “لبنان بلد ذو أبعاد رسولية هائلة يفترض الاستفادة منها لنكون نموذجا للمنطقة، واليوم نحن امام ميثاقين: الاول ميثاق وطني تحقق عام 1943 وهو الميثاق الموجب للكل، والثاني النأي بالنفس وهو ليس اختراعا جديدا بل موجب وطني وميثاقي تحقق بميثاق 1943 عندما قيل عن نأي لبنان عن كل مشاكل المنطقة.

ان الميثاق أهم من الدستور، فالدستور يعدل اما الميثاق فهو اتفاق بين مكونات الوطن ولا يقبل التعديل.

لذلك، هذا الموجب الميثاقي يجب احترامه من كل الأطراف اللبنانيين ومن كل المعنيين بملف لبنان للحفاظ على الدور الرسولي لهذا الوطن كنموذج للمنطقة، ولكن مع وجود فئات لبنانية تقاتل خارج المنطقة لا يعود نموذجا”.

وعما إذا كان موقف السعودية واعلان الاستقالة من الرياض واجتماع الجامعة العربية، يحرج “القوات اللبنانية”، قال الرياشي: “نحن ضد الاتهامات التي وجهت الى رئيس الجمهورية، وهي لم توجه من القيادة السعودية بل من شخصيات صاحبة رأي.

ان حماية موقع رئاسة الجمهورية هي من حماية البلد بشكل اساسي، وتربطنا بالمملكة صداقة عميقة، والدولة اللبنانية هي دولة صديقة للسعودية.

كذلك نحن حريصون على العلاقة مع المملكة العربية السعودية وعلى تطويرها أكثر فأكثر في الاتجاهات الايجابية وليس العكس، كما أننا حريصون على حماية أكثر من 200 الف لبناني يعيشون على ارض المملكة ويدخلون ملايين الدولارات الى وطنهم الام”.

أضاف: “ان المساس بعلاقة لبنان مع المملكة هو مساس بمجلس التعاون الخليجي، والتجارب واضحة امامنا ولا لزوم لأن نعيدها وندفع نحن الثمن.

ليس لدينا ولن لنا دور سلبي في هذا الاتجاه، بل على العكس يجب أن يكون دورنا ايجابيا ولتعزيز هذه العلاقات بالاتجاه الافضل، لأن الافضل هو أفضل للبنان اكثر مما هو للمملكة بحجمها المالي وباقتصادها وانتاجها، ولا اعتقد انها بحاجة للبنان اكثر مما هو بحاجة اليها.

ومن ناحية ثانية، هذا دور طليعي، واعتقد ان رئيس الجمهورية عليه ان يلعبه من موقعه، وينبغي أن يكون جزءاً من جدول اعمال طاولة حوار وطنية لحل المشاكل مع البيئة العربية التي تحتضن لبنان، ولبنان هو رأس حربة مشروعها الميثاقي”.

سئل: اذا عاد الرئيس الحريري الى لبنان للمواجهة مع العهد، فأين ستكون “القوات”؟

اجاب: “كلمة مواجهة كلمة كبيرة، يعود الحريري الى لبنان لوضع النقاط على الحروف والتفاهم والتفاوض على مسلمات اساسية، وعلى هذا الاساس سيكون أقرب الى موقف القوات اللبنانية كما هي الحال بطبيعة السين سين، فهذا ما سيحصل وعلى اساسه سيكون التفاوض مع رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب وكل المكونات المعنية بمستقبل لبنان، اي سيكون هناك تحييد لهذا البلد فينأى بنفسه عن مشاكل المنطقة، ولكن نأي نفس حقيقي وليس نأيا مصطنعا يؤدي الى تطورات خطيرة مع اثباتات بأننا نتدخل في دول اخرى وفي مسارات اخرى لا شأن لنا بها، ومخالفة ليس فقط للدستور وانما للميثاق الوطني الذي عقدناه معا عام 1943.

نحن دولة نشأت لتكون نموذجا ومثالا ورسالة، وقاعدة الدولة لا مقر ولا ممر، ونأي بالنفس عن مشاكل المنطقة”.

سئل: هل ستكونون مع الرئيس الحريري؟

اجاب: “سنكون معه مع الاستقالة ام لا، رضي بالتكليف ام لا”.

سئل: هل ستشاركون في حكومة لا يرأسها الرئيس الحريري؟

اجاب: “هذا الموضوع غير مطروح في الوقت الراهن، وأعتقد بأن علينا ان ننتظر الرئيس الحريري، فالكلام بينه وبين الدكتور جعجع كان واضحا، بأن السين سين هي القاعدة المقدسة لحماية البلد ومنطق الدولة”.

سئل: هل ألغيتم الباقين؟

اجاب: “لم نلغ الباقين، انما هذه هي القاعدة الاساسية.

نحن لا نلغي احد أبدا، ونحن والتيار لم نلغ احدا، والتفاهم مع التيار لم يلغ وهو أكبر من ان يلغى لانه قائم على اختراق الوجدان المسيحي بحياة جديدة وأسلوب جديد، ومن خلال هذا الوجدان المسيحي يمكن تحقيق توازن وطني ومشاركة وطنية بين المسلم والمسيحي لما فيه مصلحة لبنان ومصلحة الكيان”.

سئل: هل ينعكس موضوع الاستقالة وبدء مرحلة جديدة سلبا على علاقتكم مع فريق 8 آذار وقد بدأتم بالتواصل معه، أي العلاقة مع الرئيس نبيه بري وتيار “المردة”؟

اجاب: “لا، لاننا واضحون في علاقاتنا مع كل الاطراف في نقاط الثوابت التي نحملها والتي نختلف مع الاخرين عليها، وقد اتخذنا قرار بصفر مشاكل، أي عدم تحويل الاختلاف في وجهات النظر الى خلاف مع اي فريق على الساحة اللبنانية.

ولكن الاختلاف حق وهو موجود وواقعي وطبيعي، ولا يمكن ان اقول إنني مع سلاح حزب الله خارج الدولة، بل أنا ضده خارج الدولة، ولا يمكن ان اقول انني مع قتال حزب الله في سوريا ولا انا مع ان تمر صفقة من هنا وصفقة من هناك، وأنا ساكت وأتفرج، ولا كرمال يا شباب امسحوها بذقتنا”.

سئل: هل كانت تمرر صفقات في الحكومة؟

اجاب: “لا، لم تكن هناك صفقات تمرر”.

أضاف: “أي أمور نعتبرها خارج الاصول، نقف ضدها ولا نتهم احدا ولا نعلم على احد في ما نقوم به، حتى اذا قام به صاحب العلاقة في الاتجاه الذي نتخذه، نسير وراءه. نحن لم نأت لنتهم فلانا بأنه عمل كذا، بل لنقول بأن هذا لا يجوز، ونحن نعمل وفق هذا المنطق”.

سئل: هل انتصرت مقولة “أوعا حالك على أوعا خيك”؟

أجاب: “في تجارب الشعوب، لا تنتصر بسهولة “أوعا خيك”، ولكن إذا كانت الشعوب تعرف مصلحتها، تعرف أن “أوعا خيك” يجب أن تنتصر. هذه الفلسفة أنا فخور بها جدا، وهي تلغي المنطق القبلي لدى أي طرف وأي جهة تجاه منطق قيام الدولة ومكوناتها، ومنطق “أوعا خيك” يلغي أن نكون في يوم من الأيام قبيلتين لا تؤخران ولا تقدمان في مسيرة التاريخ”.

أضاف: “ان التيار الوطني الحر بكل قواعده، لا يريد “أوعا حالك”، والجميع يريدون “أوعا خيك”. وأعتقد أنك تقصد الوزير باسيل عندما قال “أوعا حالك”، وبرأيي أنه قالها في ظرف معين، ولا أتفق معه فيها، وأرى أن “أوعا خيك” تعني أيضا “أوعى حالك”.

سئل: لماذا وصلت العلاقة الى هذا الحد؟

أجاب: “من الطبيعي أن تصل الى هذا الحد، فالإنجاز بحجمه الإستراتيجي الكبير أكبر بكثير مما يحصل، والدليل أن المناخ السائد بين القوات والتيار الوطني الحر على مساحة الوطن والإغتراب، هو الإرتياح لإتمام هذه المصالحة، وهي صفحة لا عودة فيها للوراء، إنها إنجاز إستراتيجي وتاريخي لا علاقة له بيوميات السياسة، ولها بعد فلسفي ووجداني، فالمسيحيون تصالحوا مع الوجدان الوطني العام، أما المشاكل اليومية فمن الطبيعي أن تطرأ لأنها نتيجة عدم التجرية بين الطرفين.

ولكن هناك إصرار من الطرفين أن يكونا موجودين بقوة على الساحة السياسية، وألا يؤذيا بعضهما، وهما يتنافسان، وهذا ما لحظناه في ورقة التيار 2015، لأن التنافس هو البديل عن الخلاف، والخلاف لا يمكن أن يؤدي الى إختلاف، ومنطق القانون يفرض أن نختلف، فالإختلاف ليس عيبا بل دليل تنوع في الديمقراطية، ولكن العودة الى السباب والشتيمة والنميمة هو العيب”.

أضاف: “ان الزيارات المتبادلة بين القوات والتيار أصبحت عادية، ولم تعد خارج المألوف، كأي علاقة بين طرفين يمكن أن يتفقا أو يختلفا في السياسة.

ولكن لا عودة الى الزمن الماضي الأليم والمؤذي، والذي أثر سلبا على الواقع المسيحي واللبناني، والدليل أنه بغياب هذين المكونين عن الدولة، كانت الدولة في حال لا توازن، واليوم عادت الى التوازن وتركيبة مجلس الوزراء بالنسبة للشراكة الوطنية فيها واضحة المعالم”.

وردا على سؤال عن تعيينات “تلفزيون لبنان” التي سماها رئيس الجمهورية “تفنغة”، قال الرياشي: “الرئيس يمون، ولكنها آلية أفتخر وأتشرف بأني قمت بها، لأن الأسماء الموجودة لم يكن من الممكن أن أفكر فيها لو كنت أنا من سأسمّي، أو سأقترح على مجلس الوزراء الأسماء لأني لا أعرفهم باستثناء زميلنا بشارة شربل، فأنا لا أعرف ايلي خوري وتوفيق طرابلسي، ولم يكن ممكنا أن أسميهما أو أن أقترحهما.

لقد أعطيت فرصة ل 138 شاباً وصبية ليكون لديهم أمل بأن يتبوأوا مركز مدير عام تلفزيون لبنان، ولا أعتقد بأني قمت بشيء مسيء لكرامة الإنسان وكرامة الدولة.

ما قمت به عمل إصلاحي وتغييري بالصميم، والأسماء الثلاثة التي أقرت، اختار رئيس الجمهورية من بينهما توفيق طرابلسي ليكون رئيس مجلس إدارة”.

قيل له: ولكن العقدة كانت مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام”؟

أجاب: “هذه ليست العقدة، والأمور لا تمشي هكذا صراحة”.

قيل له: يؤخذ عليك أنك لا تقوم بردة فعل، لا تنتفض، قيل لك “تنفغة” ولم ترد؟

أجاب: “أكيد لن أرد، هذا رئيس جمهوريتي، يقول رأيه، أنا لست متفقا معه في هذا الكلام، ولكن لن أرد عليه.

في النهاية أنا متفق ورئيس الجمهورية على توفيق طرابلسي وزرته منذ يومين”.

سئل: لستم متفقين على لور سليمان؟

أجاب: “لا لسنا متفقين عليها”.

سئل: هل ستظل عند موقفك؟

أجاب: “حتى إشعار آخر”.

قيل له: هناك احتمال؟

أجاب: “هم يعرفون ما هو الإشعار الآخر، وهو ليس للتداول”.

سئل: إذا استقالت الحكومة، كيف سيكون وضع “تلفزيون لبنان”، وكيف ستصرف الرواتب؟

أجاب: “أظل أصرف المحالة في انتظار تشكيل حكومة جديدة”.

سئل: هل الملفات الأخرى في وزارة الإعلام تسلك مسارها الطبيعي؟

أجاب: “نقابة المحررين التي هي الموضوع الإستراتيجي والأساسي الى جانب المشاريع الأخرى التي اصبحت في الهيئة الإقتصادية عند رئيس الحكومة، وقع عليها وأصبحت على طاولة الرئيس الحريري، فور عودته الى لبنان، وأتمنى عليه أن يوقعها وأن تحول الى رئاسة الجمهورية فمجلس النواب.

ان نقابة المحررين هي الحصانة الأساسية للاعلاميين، لأي مركز عمل انتموا، وهي بحلتها الجديدة تحمي الإعلاميين وتحمي حقوقهم في التعاقد والتقاعد والتعاضد الصحي والمهني، وتؤمن لهم قبل كل شيء الحصانة النقابية.

اليوم هناك قضية لزميل هو مرسال غانم، أحاول ان اؤمّن له الحصانة النقابية لأن لا نقابة تؤمن حصانته، فالنقابة عمل دائم يحمي حقوق الاعلاميين”.

سئل: هل سيكون هناك تضييق وفلتان في الاعلام؟

أجاب: “أنا مع التزام الآداب، آداب المهنة والأخلاق الاعلامية في التخاطب بعيدا عن الشتيمة والقدح والذم. أما أي امور أخرى تمس بالحرية فتتحول الى مسألة قمع أنا أرفها ولن اقف معها على الاطلاق”.

أضاف: “الاستاذ مرسال غانم لا يتحمل مسؤولية كلام ضيوفه بل يتحمل مسؤولية ادارته للحلقة، ولقد تواصلت مع الوزير سليم جريصاتي، ولا اعتقد انه يقع على مرسال غانم اي جرم أو أي عمل مخل بآداب وأصول المهنة، ولهذا ان ادافع عنه، فهو صاحب حق”.

وتابع: “يجب استدعاء المسيء الى القضاء ومحاكمته، فنحن ضد أي اساءة الى مقام رئيس الجمهورية أو أي مقام آخر، ولكن ما دخل مدير الحلقة؟ هناك منطق في الامور والتعاطي، وكرامة مرسال غانم من كرامة كل اعلامي يمس، لأني أكلت يوم أكل الثور الابيض”.

وعن المصروفين من صحيفة “البلد”، قال الرياشي: “أنا أتابع هذا الموضوع وسألتقيهم في الاسبوع المقبل.

وأؤكد لكل المعنيين، بأنني أنا وزير الاعلام لا نقيب المحررين لنقابة جديدة، فالنقابة هي من تحمي حقوقهم، واذا لم يكن هناك نقابة محررين حقيقية لن يكون هناك حقوق للاعلاميين. وأدعو جميع الاعلاميين الى الوقوف معي لتحقيق هذا الأمر”.

وعن الانتخابات النيابية في المتن، قال: “إدي ابي اللمع أخ وصديق وماروني، أنا لست مرشحا وسأقوم بمعركة إدي ابي اللمع في المتن الشمالي وأكون رأس الحربة فيها لأنه مرشح القوات ومن بيت متني عريق نفتخر به”.

اخترنا لك