تعرّف إلى تاريخ القدس من 1917 حتى 2017

تزامناً مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي. بي. سي” تقريراً عرضت فيه تاريخ المدينة الفلسطينية.

واستهلت “بي. بي. سي” تقريرها بالقول إنّ القوات البريطانية بقيادة الجنرال ألنبي دخلت إلى القدس في كانون الأول 1917 بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، مشيرةً إلى أنّ القدس كانت عاصمة لفلسطين طيلة فترة الانتداب البريطاني.

وخلال هذه الفترة وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية تسارعت الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتزعم مفتي القدس الحاج أمين الحسيني المقاومة العربية لهذه الهجرة.

وعام 1936 شهدت المدينة اضرابا عاما تحول إلى ثورة عارمة ضد الانتداب البريطاني وكان الحسيني على رأس الداعين إلى هذه الانتفاضة.

وخلال الحرب العالمية الثانية عاشت القدس مرحلة هدوء تقريبا لكن مع اقتراب الحرب من نهايتها عادت الاضطرابات وأعمال العنف.

حملة تفجيرات

في تموز 1946 قام عناصر من حركة أرغون الصهيونية السرية بسلسلة من الهجمات والتفجيرات التي استهدفت القوات البريطانية، فسقط عدد كبير من الجنود والموظفين البريطانيين.

وفي كانون الثاني 1947، صدر قرار تقسيم فلسطين عن الأمم المتحدة مع منح وضع خاص لمدينتي القدس وبيت لحم ووضعهما تحت سلطة الأمم المتحدة. لكن القرار لم يجد طريقه إلى التطبيق.

خلال حرب فلسطين عام 1948 والتي تلت إقامة اسرائيل مباشرة، احتلت اسرائيل القدس الغربية بينما سيطرت القوات الأردنية على البلدة القديمة ومعظم الأجزاء الشرقية من القدس وبات تقسيم المدينة بين اليهود وبقية السكان أمرا واقعا.

في كانون الأول 1949 أعلنت اسرائيل أن القدس عاصمة لدولة اسرائيل دون أن يعترف المجتمع الدولي بالقرار الإسرائيلي.

ورغم ذلك لم تنقل اسرائيل أيا من إداراتها إلى القدس إلا بعد مرور عدة سنوات.

حتى عام 1967 بقيت القدس مقسمة بين غربية تحت سيطرة اسرائيل وشرقية تحت سيطرة الأردن تفصلهما الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة مع أصوات إطلاق النار من حين الى آخر.

كانت كل الأماكن المقدسة تقريبا تحت السيطرة الأردنية ويستحيل الوصول إليها من قبل سكان القدس الغربية سوى عبر بوابة مانديلباوم التي كان يقتصر المرور عبرها على السلك الدبلوماسي الأجنبي والمسيحيين في مناسباتهم الدينية.

واحتلت اسرائيل الضفة الغربية خلال حرب حزيران 1967 بما في ذلك القدس الشرقية والبلدة القديمة وقامت السلطات الاسرائيلية بحل بلدية القدس الشرقية وبعد ذلك أقامت إدارة بلدية لإدارة مدينة القدس كلها واعتبرتها جزءا من الأراضي الخاضعة للسيادة الاسرائيلية.

وعام 1980، أصدر الكنيست قرارا أكد على بقاء القدس الموحدة عاصمة لدولة اسرائيل وهو ما أثار ضجة كبيرة على المستوى العالمي حيث ظل مصير ووضع المدينة موضع خلاف شديد بين الطرفين.

نقلة سياسية

كان توقيع اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والاسرائيليين عام 1993 نقلة سياسية كبيرة إذ اتفق الطرفان على تحديد مصير القدس على طاولة المفاوضات.

واتبعت اسرائيل في السنوات التي تلت اتفاقية اوسلو سياسات كرست السيطرة الاسرائيلية على المدينة عبر تغيير تركيبتها الديمغرافية لزيادة نسبة اليهود فيها إلى 70 في المئة مقابل 30 في المئة للفلسطينيين. فقد تجاوز عدد المستوطنين في القدس الشرقية عدد العرب المقدسيين.

وألغت السلطات الاسرائيلية حق الاقامة للفلسطنيين المقدسيين الذين يقيمون خارج المدينة بسبب النقص الشديد في عدد المساكن وهدم منازل الفلسطينيين في ظل عدم منح الفلسطينيين تراخيص بناء.

وعام 2000 فشل الرئيس الأميركي بيل كلينتون في اعادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك إلى طاولة المفاوضات.

وعام 2003 بدأت اسرائيل ببناء جدار الفصل بطول مئات الكيلومترات، وعام 2004 قالت محكمة العدل الدولية إن مسار الجدار مخلف للقانون الدولي وإن السيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية غير قانونية بموجب القانون الدولي.

بي. بي. سي

اخترنا لك