في يوم 12 كانون الأول يحيي شعب أذربيجان ذكرى وفاة الزعيم القومي حيدر علييف.
لعب حيدر علييف دوراً مهماً في تأسيس جمهورية أذربيجان وتكوينها دولةً مستقلة وتقدمها.
الصراع على السلطة الذي دار بين الأحزاب والطوائف الكثيرة في البلد وكذلك الحرب مع أرمينيا أدَى الى تفاقم الأوضاع بأذربيجان في عام 1993 .
وبهذا السبب فقد استقال حيدر علييف من كافة مناصبه في قيادة إتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية وعاد من موسكو الى ناخجيوان (بلدة في أذربيجان) وشارك في قيادة جمهورية ناخجيوان حكم الذاتية .
وثم نتيجةً لكثير من الإصرار والرجاء من قبل الشعب أتى الى باكو وكُلف بقيادة جمهورية أذربيجان في عام 1993 .
وبعد انتخبه رئيساً لجمهورية أذربيجان في ذات السنة تمكن حيدر علييف من تحييد جميع المجموعات المسلحة الموجودة داخل البلد ونزع السلاح منها، كما توصل الى إبرام إتفاقية وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا عام 1994 .
وقد حرص حيدر علييف على إزالة التوتر القائم في العلاقات الثنائية والدولية وسعى الى بناء علاقات متميزة مع الدول المجاورة وكافة دول العالم.
وقد أعطى حيدر علييف أهمية كبيرة الى تعزيز العلاقات مع الدول العربية الشقيقة.
وتقديرا لخدماته في العلاقات الدولية وفي المجالات الأخرى نال حيدر علييف عددا من الجوائز الدولية، وحصل على درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات في أنحاء العالم، وحصل كذلك على كثير من الأوسمة الفخرية المشهورة والميداليات من من الدول الأجنبية.
في نفس الوقت لعب حيدر علييف دوراً كبيرا لاستخراج وتصنيع الثروات الطبيعية التي تمتلكها جمهورية أذربيجان وتصديرها الى الأسواق العالمية ورفع القدرة الصناعية للبلد وتقليل الإعتماد على إستراد المواد الغذائية من الخارج وبذل جهدا كثيراً في تطوير الزراعة المحلية .
ووجه حيدر علييف عوائد البترول الأذربيجاني لإنعاش الحالة الاقتصادية في البلاد وحل كثير من مشكلات البطالة والخدمات الصحية التعليمية وغيرها ومن ثم بدأت أذربيجان تدخل في عصر النهضة الحديثة حيث تحولت الى دولة قيادية في المنطقة في كافة المجالات .
وقام حيدر علييف خلال فترة رئاسته لأذربيجان بإنجزات عديدة مثل “عقد القرن” مع الشركات البترولية العالمية حول إستخراج البترول وإنشاء “خط أنابيب البترول باكو-تبليسي-جيهان” لنقل البترول الأذربيجاني الى البحر الأسود وغيرها من المشارع العملاقة وذات أهمية إقليمية ودولية وقد استخدم الزعيم القومي حيدر علييف صلاته الشخصية مع قادة الدول الكبرى وثقله في المحافل الدولية لتحقيق هذه الإنجازات .
وقد ارتبط تاريخ أذربيجان في العقود الثلاثة الأخيرة بشخصية حيدر علييف، فقد ارتبطت نهضة الشعب في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية كافة باسمه.
ومثل رحيل حيدر علييف في 12 ديسمبر لعام 2003 إحدى أشد اللحظات حزناً في تاريخ أذربيجان.