فاز الفنان اللبناني المؤلف والمنتج والموزع الموسيقي اللبناني جان ماري رياشي، بلقب أفضل موزع موسيقي للعام 2017 في العالم العربي، فقد أعلنت مجلة “زهرة الخليج” الاماراتية، نتيجة الإستفتاء السنوي الفني الذي تجريه، في عددها الصادر اليوم في الإمارات العربية المتحدة، والموزع في جميع الدول العربية.
والإستفتاء، هو نتيجة تصويت لجنة تضم أبرز خمسين شخصية إعلامية عربية من النقاد والصحافيين والمذيعين المختصين بالأمور الفنية، في مختلف الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية العربية.
ويختار أعضاء هذه اللجنة التي يرأسها رئيس القسم الفني في “زهرة الخليج” الزميل ربيع هنيدي، الفنانين البارزين بأعمال فنية ملفتة وناجحة.
وقد أجمع أغلب التصويت (88 بالمئة) على أن رياشي الأفضل والأبرز خصوصا بعد إنجازه لعشرات الأغاني الناجحة، ومشروعه الكبير “آوت أوف ذا بلو”.
والمعروف أن رياشي، هو واحد من أبرز الملحنين والموزعين الموسيقيين اللبنانيين والعرب. وتحظى ألحانه دائما بالإعجاب والنجاح والإنتشار الواسع. وتبرز قدراته الفنية أيضا، بإشرافه الكامل على البرنامج الموسيقي لبرامج ضخمة مثل “آراب أيدول” و”ذا فويس” و”ذا فويس كيدز”.
ناهيك عن ألبوميه الشهيرين “بالعكس-1″ و”بالعكس-2”.
والتوزيع الموسيقي فيهما الذي نال شهرة وإعجابا عالميين.
وهو صاحب التوزيع الموسيقي المتميز لأغاني مشروعه الفني الكبير “آوت أوف ذا بلو”، المستمر عرضه عبر وسائل التواصل الإجتماعي و”يوتيوب”.
وقد برز هذا المشروع الفني المختلف والخارج على المألوف خلال العام 2017، وهو مستمر خلال العام الجديد، بأصوات مواهب غنائية شابة مميزة.
ومن أبرز إنجازات رياشي الموسيقية السابقة، توزيعه لأبرز أغاني وأشهر أعمال السيدة ماجدة الرومي، وهو الذي أعاد توزيع أغنية المغني العالمي خوليو إيغليزياس الشهيرة، “je n’ai pas changé”، عندما جعله يغنيها بموسيقى شرقية، في ألبومه “بالعكس”.
وهو الذي جعل فارس الغناء العربي عاصي الحلاني يغني بصوته وبالعربية أغنية “هللو دوللي” الشهيرة للمغني الأميركي الراحل وملك الجاز لويس أرمسترونغ.
أما أغانيه مع الفنان رامي عياش فقد حققت نجاحات هائلة، ومنها أنه سجل بتوزيعه أغنية “بيرهابس” “perhaps”، والتي صارت بصوت رامي “بالعكس”، عندما كتبها الشاعر نزار فرنسيس بالعربية.
كما يعنى دائما في الأفراح، أغنية رامي عياش “مبروك يا حياة قلبي مبروك، هالفرحه جمعتنا”، وهي من توزيع رياشي.
أما أغنيته الأشهر والتي وزعها بمزاج شرقي خاص، هي “اعتزلت الغرام”، وهي من أجمل ألحان الموسيقار ملحم بركات بصوت السيدة ماجدة الرومي. لكن مشروعه الموسيقي الرائع، فكان “صحارى العرب”.
وهنا برزت قوة الإبداع الموسيقي، عندما استخدم أصواتا موسيقية بآلات من الطبيعة، وقام بتسجيلها في أماكن صدورها، وخارج الاستوديو.
فهو التقط أصواتا موسيقية في الصحراء، في مغارة وصدى الصوت فيها، أو في غابة وأصداء وارتدادات الأصوات الموسيقية فيها. ويعتبر “صحارى العرب” أحد أجمل الأفكار الموسيقية المميزة، ذات الإبداع الممتع والملفت.
ونال في حينه نجاحا وشهرة، جعلت منه مشروعا متفردا بكل محتواه الموسيقي، وطريقة تنفيذه مع فنانين خليجيين شباب.
من جهة أخرى، نفذ رياشي ألبوما غنائيا للنجمة الأردنية الشابة نداء شرارة، الفائزة بلقب برنامج “ذا فويس” وهو من إنتاج شركته “جي إم آر ستوديوز” وتنفيذه وتوزيعه الموسيقي، وأغلب أغنيات الألبوم من ألحانه.
وبهذا العمل، يعتبر رياشي، الفنان العربي الوحيد الذي ما زال يحافظ على النغمة الشرقية والطربية في أغلب أعماله.
وهو الحس الذي بات مفقودا لدى أغلب الملحنين والموزعين العرب.
وعندما اختار النقاد العرب إسمه كأفضل موزع موسيقي، أخذ أغلبهم هذا الأمر بعين الإعتبار. لأن عملية تشريق الغربي، هو أقصى التحديات الموسيقية، لفنان قدير يعيش في زمن تغريب الأغنية والموسيقى العربية والشرقية.
قد يكون لقب أفضل موزع موسيقي للعام 2017 أمرا عاديا، لفنان اعتاد على تحقيق النجاحات مثل رياشي، لكن من الضروري اعتبارها رسالة النقاد العرب الى الفنان اللبناني القدير، أن يستمر في تعزيز مكانة الموسيقى الشرقية بأعماله.
وأن يستمر أكثر بجعل النغمة الشرقية أكثر إنتشارا سواء في العالم العربي، أو الغرب.
وهذا التصويت -الإجماع – كان بمثابة تحية له ولما ينجزه تجاه الموسيقى العربية.