لان الجيش لا يجب ان يرضخ لقرارات السياسيين ولتدخلاتهم، ولان زمن الضغوط قد ولّى مع انطلاق خطة بناء جيش على طموح وآمال اللبنانيين، كانت الانطلاقة التي ارادتها قيادة العماد جوزف عون من الكليّة الحربية مصنع الرجال.
فالقرار واضح “المؤسسة العسكرية لن تكون مطية لاحد ولن تكون هناك انتخابات نيابية على حسابها والجيل الذي سيستلم الجيش سيكون ولاؤه لكفاءته”.
هكذا مرّت امتحانات الكليّة الحربية منذ اللحظة الاولى لقرار السير بها وحتى صدورها رغم تشكيك الكثيرين، حيث تتوقّف مصادر متابعة عند مجموعة نقاط لافتة اهمها :
-العدد الذي لا يستهان به من ابناء كبار ضباط الجيش والمسؤولين السياسيين الذين لم يحالفهم الحظ..
-رفض قائد الجيش اعطاء اي علامة استلحاق لاي كان خلافاً لما درجت العادة عليه.
-كسر التوزيع المذهبي خدمة لمبدأ الكفاءة والعدالة من ضمن المحافظة على مبدأ المناصفة بين الطوائف المسيحية والاسلامية.
-متابعة قائد الجيش شخصياً لكل مراحل العملية وحصر تحضير النتائج بدائرة ضيّقة جداً حرصاً على عدم تسريبها.
-التأييد الكبير من قبل الجهات السياسية والدينية لقرار القائد بكسر المحظورات والثناء عليه املا بتعميم تلك الخطوة على سائر المؤسسات في الدولة.
-اقتناع الجهات السياسية والحزبية بان لا مجال بعد اليوم لتحقيق مكاسب وتحصيل شعبية على حساب المؤسسة، التي لن تسودها سوى معايير الكفاءة والجدارة.
-نجاح اليرزة في انتزاع غطاء الرئاسات الثلاث التي وفت بالوعد وامنت المظلة اللازمة لقائد الجيش للسير في خياره.
هكذا ولاول مرة دورة ضباط من دون واسطة ولاء افرادها لكفائتهم ووفاؤهم لجدارتهم…
فالى عام 2021 مع جيل جديد من الضباط وجيش وفي لتضحيات ابنائه وشهدائه.