كشفت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية أنّ السلطات السعودية تنوي وضع يدها على مجموعة “MBC”، المؤسسة الإعلامية الأكبر في الشرق الأوسط التي يملكها الوليد الإبراهيم، وذلك في إطار الحملة على الفساد التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفي التفاصيل التي نقلتها الصحيفة عن “مصادر مطلعة”، أنّ المسؤولين السعوديين طلبوا من الإبراهيم، مؤسس “MBC”، تسليم حصته الغالبة في الشركة، لإطلاق سراحه من فندق “الريتز-كارلتون” في الرياض.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الإبراهيم ما زال في الفندق، حيث ينتظر السلطات السعودية ومستشاريها الدوليين لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصل التسوية الخاصة به، مشيرةً إلى أنّه سبق للسلطات السعودية أن أبلغت “MBC” أنّ سراحه سيُطلق إذا ما سلّم أسهمه في الشركة من دون مقابل. وقالت الصحيفة إنّه يتوقّع أن يُطلق سراح الإبراهيم قريباً، إذ نقلت عن “مطلع” آخر قوله: “ينتظر حزم حقائبه”.
من جهتهم، افترض بعض المستشارين الحكوميين أن يكون التأخير في التوصل إلى تسوية مع الإبراهيم عائد إلى سعي المحامين إلى صياغة الاتفاقات تحول دون قدرة الموقوفين على محاكمة السلطات بعد إطلاق سراحهم، وفق ما نقلته الصحيفة عن “المطلعين”.
بدورها، كشفت الصحيفة أنّه عُرض على الإبراهيم أن يبقى مديراً في “MBC” بعد وضع بن سلمان، الملقّب بـ”MBS”، أو الحكومة السعودية يدها على الشركة، على أن يديره مجلس يضم مسؤولين مقريبن من الملاّك الجدد.
وبناء على ما سبق، شبّهت الصحيفة مصير “MBC” بمجموعة “بن لادن”- إحدى أكبر شركات المقاولات في المملكة- موضحةً أنّه تم إطلاق سراح بعض حاملي الأسهم في الشركة من “الريتز” بعد موافقتهم على نقل أسهم للحكومة السعودية وعلى تولي لجنة شكّلتها السلطات مسؤولية “إعادة هيكلة” ديون الشركة.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن “المطلعين” قولهم إنّه لطالما أن أبدى بن سلمان اهتماماً بـ”MBC”، إذ كان مقربون منه يجرون محادثات مع الإبراهيم لشراء حصته الغالبة في الشركة منذ نحو سنتين.
واستدركت الصحيفة أنّ الإبراهيم رفض تسعيرهم “MBC” بما يتراوح بين ملياري وملياري ونصف دولار وحدّد سعرها بما يتراوح بين 3 مليارات و3 مليارات ونصف، علماً أنّها تستقطب نحو نصف الإنفاقات على الإعلانات المتلفزة في المنطقة، وفقاً لمدراء في هذا المجال.
عن توقيف الإبراهيم، شرحت الصحيفة أنّه استقل طائرته الخاصة قبل أيام من انطلاق الحملة على الفساد تلبية لدعوة لزيارة الرياض وجهها له مقرّب من بن سلمان، ظناً منه أنّ هدفه إنهاء المحادثات حول عملية الشراء. وتابعت الصحيفة بأنّ الإبراهيم قرر التوجه إلى دبي، بعدما أُلغي اجتماعه، شارحةً بأنّ مسؤولين في مطار الرياض أبلغوه أنّ طائرته موقوفة عن الطيران وبعدم توفر رحلات مدنية يمكنه السفر عبرها، وخالصةً إلى أنّه أوقف في صباح اليوم التالي، وذلك بعد تأكيد موعد الاجتماع المذكور.
ختاماً، نقلت الصحيفة عن مراقبين تأكيدهم أنّ “MBC” مثّلت هدفاً بديهياً لبن سلمان الساعي إلى أن تحظى خطته الجريئة للمملكة بتغطية إيجابية، إذ قال أحدهم: “عندما احتاج الأمير محمد إلى أن يحظى بشعبية قبل سنوات عدة، كان مستعداً لشراء “MBC”، أما اليوم وبعدما بات مسؤولاً، فباستطاعته وضع يده عليها ببساطة”.