نشرت صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية تقريرًا تحدثت فيه عن القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية فيما يتعلق بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران و”حزب الله”.
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية الجديدة تتبع خطوات حازمة تجاه إيران، من خلال الإصرار على تشديد العقوبات الاقتصادية على طهران و”حزب الله” بشكل خاص، والذي يعد المستهدف الرئيسي من هذه العقوبات التي من شأنها أن تزعزع استقراره المالي. ومقارنة بإدارة سلفه أوباما، تتسم سياسة ترامب بالحدة خاصة فيما يتعلق بفرض العقوبات الاقتصادية، بحسب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض قرر يوم الجمعة الماضي تطبيق عقوبات اقتصادية جديدة من أجل تفكيك الشبكة المالية لحزب الله، الذي يمتد نفوذه من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا، مشيرة إلى أنه خلال سنة 2008، أطلق مكتب إدارة مكافحة المخدرات الأميركي “مشروع كاسندرا”، لاستهداف عمليات “حزب الله” غير الشرعية.
وبينت الصحيفة أنه حسب تقرير استقصائي نشرته صحيفة “بوليتيكو”، تم إطلاق “مشروع كاسندرا” بعد أن جمع مكتب إدارة مكافحة المخدرات أدلة تثبت أن “حزب الله” متورط في تجارة المخدرات، منوهة إلى أنه وفقا لمصادر أميركية، يتلقى الحزب 700 مليون دولار سنويا من طهران لتمويل أنشطته، الأمر الذي يشكل تهديدا على أمن واستقرار الشرق الأوسط.
وأوردت الصحيفة أنه بعد سنة من تولي الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، مقاليد السلطة؛ أغلق التحقيق الذي فتحته إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، كما تغافل أوباما عن الأدلة التي تدين “حزب الله” بهدف التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، وبالتالي يبدو جليا أن أوباما غض الطرف عن أنشطة الحزب من خلال عرقلة التحقيقات حول نشاطاته المشبوهة كي يتسنى له إبرام الاتفاق النووي مع إيران سنة 2015.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس أوباما انتقد بشدة سياسة سلفه جورج بوش مع إيران، حيث اعتبر أن التصعيد مع طهران من شأنه أن يفاقم من حدة التوتر في علاقة واشنطن مع الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد، اعتمد الرئيس الأميركي السابق سياسة التقارب مع الشرق الأوسط التي تعززت مع خطة العمل الشاملة المشتركة، ولعب المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية جون برينان، دورا مهما في تكريس سياسة أوباما في المنطقة.
وخلال سنة 2008، نشر مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، تقريرًا بعنوان “معضلة إيران: تقوية المعتدلين دون الرضوخ للعنف”، وقد أكد برينان أنه من الضروري اعتماد خطاب معتدل وعدم توجيه رسال شديدة اللهجة إلى إيران، ومن الأفضل إقامة حوار مباشر معها لتسوية القضايا العالقة، مع ضرورة العمل على إدماج حزب الله في الحياة السياسة في لبنان، ويرى برينان أنه من الممكن لواشنطن أن تضم حزب الله إلى صفوفها وتحتويه وتجعله حليفا لها في المنطقة بدلا من أن يكون عدوا لها.
وأكدت الصحيفة أن السياسة التي ينتهجها دونالد ترامب تختلف تماما عن سياسة سلفه أوباما، حيث يصر الرئيس الأميركي الحالي على التصعيد مع إيران و”حزب الله”، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي وعد في حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي المبرم مع إيران. وأوضحت الصحيفة أن ترامب قرر مؤخرا توجيه ضربات قاسية إلى كل من يساهم في تعميق الأزمة السورية، من خلال قراره الجمعة الماضية بتطبيق العقوبات الاقتصادية المفروضة على رجال أعمال لبنانيين متهمين بتمويل حزب الله.
وحسب ما أكده وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشين، فإن الهدف من هذه العقوبات هو تقليص حجم الدعم الذي يتلقاه حزب الله من رجال الأعمال، والحد من تنامي نفوذه في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العقوبات الاقتصادية قد فرضت على خمسة رجال أعمال لبنانيين من الطائفة الشيعية بتهمة نسج علاقات مع حزب الله وتقديم الدعم له، كما شملت رجل أعمال عراقي بسبب الصلة التي تجمعه بحزب الله.