في ميرنا الشالوحي مشهد ذكّرَ بالزمن الماضي واستحضَر شعارات الحرب والتهديد والوعيد من جانب الطرفين. فلا مناصِرو حركة “أمل” هضَموا الإساءة إلى زعيمهم أو “ربِّهم” كما صرّحوا لـ”الجمهورية”، ولا العونيّون تقبَّلوا “الهجمة الأملية” على عقر دارهم، حسب تعبيرهم، فيما الآليات العسكرية والأمنية وقفَت حصناً مستطيلاً على طول الطريق مقابل مركز التيار الرئيسي، لمنعِ الاحتكاك بين الطرفين المستنفَرَين.
في ميرنا الشالوحي، عبقت رائحة البارود والدخان الأسود المتصاعد من حرقِ الدواليب، مشهد حربيّ ميداني يذكّرنا بالحقبة الماضية لحروب الشوارع.
والحقيقة تقال إنّ هيبة مناصري حركة “أمل” على الميدان واستقواءَهم إنْ مِن خلال شعاراتهم أو مِن خلال طريقة هجومهم على مقر “التيار الوطني الحر” كانت واضحة مِن رشقِ المركز والسيارات ومناصري التيار بوابلٍ من الحجارة الكبيرة كما وصَفها العونيّون الذين بدوا في بادئ الأمر مسالمين.
إنّما عند السؤال، يوضح عنصر من مناصري حركة “أمل” بعكس ذلك، ويصرّ على أنّ عناصر الحركة جاؤوا للاعتراض على ما صَدر من وزير في السلطة بحقّ زعيمهم، وقد جاؤوا مسالِمين لحرقِ الدواليب فقط، إنّما مناصرو “التيار الوطني الحر” أطلقوا النار عليهم وأصابوا واحداً مِن عامةِ الشعب في رِجله، وقد تمّ نَقله إلى المستشفى للعلاج.
هذه رواية مناصري “أمل” الذين لم يتوقّفوا عن الهجوم على باسيل وعلى رئيس الجمهورية بأعنف الشتائم وأقسى العبارات، وسط صمتٍ ملحوظ للقوى الأمنية الذين اقتصَر دورُهم على المراقبة ومنعِ الطرفين من الاصطدام.
الأمر الذي لم يرُق كثيراً لأنصار “التيار الوطني الحر”، فعلت بعضُ الأصوات على أدائهم، بخاصةٍ عندما كان يقترب أنصار التيار باتّجاه مناصري “أمل” لإسكاتهم فيَردعهم عناصر قوى الأمن، لتعلوَ بعض الأصوات: “لماذا تُرجعوننا إلى الخلف ولم تجرؤوا على التقدّم إلى الأمام وإبلاغ هؤلاء “الزعران” بالتراجع؟
مرلين وهبة