مواكب سيارة لمناصري #حركة_أمل تجوب منطقة الحدت.. تجمهر لمناصري التيار الوطني الحر، إطلاق نار من مجهولين، انتشار بعض المسلحين في أحياء الحدت”… جميعها أخبار عاجلة وصلت الى هواتف اللبنانين ليلة أمس، هذا عدا عن النقل المباشر لبعض الهتافات والشعارات الطائفية والشتائم المتبادلة.
أحداث أعادت إلى الذاكرة مرحلة دامية وطائفية من عمر لبنان، ظنّ اللبنانيون أنها ولّت الى غير رجعة.
استرجاع الخطاب الطائفي والدفاع عن الرموز الدينية وحمل السلاح في مناطق التماس السابقة، جرى تداركها من قبل المسؤولين على الأرض، حيث رفعت “حركة أمل” الغطاء عن المخلين بالأمن طالبةً من القوى الأمنية والجيش ضبط الشارع والقبض على مطلقي النار. قابلها دعوات من بلدية الحدت و”التيار الوطني الحر” والأحزاب في المنطقة بضرورة ضبط النفس والعودة الى الحكمة والعقل.
خطابات تهدئة رافقها انتشار مكثف للعناصر الأمنية، أعادت الأمور الى طبيعتها بعد ساعات عصيبة عاشها سكان منطقة الحدت خصوصاً واللبنانيون عموماً في ظل التشنج السياسي الذي يعيشه لبنان في الفترة الأخيرة بسبب التسجيلات المسرّبة للوزير جبران باسيل بحق الرئيس نبيه بري.
الخطاب الطائفي واطلاق الرصاص والخوف من “تفلت الشارع” تداركته الأطراف السياسية المتنازعة بحسب ما أكد عضو المجلس البلدي في الحدت جورج حداد، معتبراً أن “الجهد الكبير الذي بذلته الأطراف السياسية كافة طيلة ليلة أمس من قبل التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، أعاد الهدوء الى المنطقة. وساهم في الاتصالات جميع القيادات والمرجعيات السياسية الكبرى في حركة أمل والتيار وحزب الله لمنع تفلت الأمور وتفاقمها أكثر”.
وأضاف حداد أن “المظاهر المسلحة التي انتشرت أمس، خلقت جواً استفزازياً، دفع الأهالي للنزول الى الشّارع، فما كان من الجيش سوى التدخل لقطع الطريق أمام حصول أي احتكاك، بين الأهالي والمتظاهرين”.
وشدد حداد على “أن الحياة صباح اليوم عادت الى طبيعتها في المنطقة، فالمدارس والمحال فتحت أبوابها وسط انتشار استثنائي للقوى الأمنية عند مفارق الطرق والأحياء الداخلية لمنع تكرار أي اشكال بين أبناء المنطقة الواحدة.
وستقام مساء اليوم وقفة تضامنية مع المنطقة من قبل أبناء الضاحية الجنوبية، وستلقى كلمات رافضة لما حصل ليلة أمس. مؤكداً أن الحكمة التي حصلت ورفع الغطاء عن الجميع منع وقوع فتنة في المنطقة”. واستبعد حداد دخول طابور ثالث على خط المواجهة، إنما “مضللون كادوا أن يشعلوا النار بين أبناء المجتمع الواحد”.
بدوره نفى النائب علي خريس أي علاقة لـ”حركة أمل” بأحداث الحدت. مشدداً على أن حكمة القيادات السياسية وانتشار القوى الأمنية أعادت الأمور الى طبيعتها، رافضاً تشبيه إشكال الحدت ببوسطة عين الرمانة.
وشدد خريس على ضرورة احترام القانون والدستور واتفاق الطائف، “فالتشنج الحاصل في البلاد سببه كلام وزير خارجية لبنان بحق الرئيس بري، وما يحصل في الشارع يعود إلى كلام الوزير باسيل”. وندد خريس ببيان رئاسة الجمهورية الذي ساوى، بحسب تعبيره، بين الشاتم والمشتوم، مطالباً بتغليب لغة العقل والحكمة واستدراك الأمور واحترام الدستور”.
اما النائب حكمت ديب، فأكد أن “التيار الوطني الحر” طالب بالتهدئة منذ بداية الأزمة، وفي إشكال الحدت كان هناك درجة عالية من الوعي قطعت الطريق على المصطادين في الماء العكر والمدسوسين والمستفيدين من اشعال الفتنة في لبنان كالعدو الإسرائيلي. ونوه ديب بحكمة القيادات السياسية التي طالبت فوراً بتدخل الجيش لمنع تطور الأمور، مؤكداً أن اللقاء التضامني الذي سيعقد مساء اليوم سيساهم بتهدئة النفوس.
وكان المكتب السياسي لـ”حركة أمل” قد أصدر بياناً طالب بضرورة توقف جميع الاحتجاجات في الشارع. وأهاب “بكل الذين تحركوا بشكل عفوي وغير منظم من خلال مسيرات سيارة أدت الى بعض الاشكالات التي لا تعكس صورة وموقف الحركة، أن يتوقفوا عن أي تحرك في الشارع لقطع الطريق، على من يريد حرف النظر عن الموضوع الأساسي وضرب علاقات اللبنانيين مع بعضهم”. وطلب البيان “من جميع الحركيين على اختلاف مستوياتهم المساعدة في تطبيق هذا الأمر.
علي عواضة