يشعر رئيس تيار الكرامة الوزير السابق فيصل عمر كرامي أن ثمة مؤامرة حقيقية تستهدفه، من خلال محاولات تصنيفه رمزا لقوى 8 آذار في طرابلس، وبث شائعات حول تشكيله لائحة تضم كل المرشحين الذين ينتمون الى هذا المحور، وذلك لجعله ″فشة خلق″ للناخبين في دائرة ″طرابلس والضنية والمنية″.
يدرك فيصل كرامي أن السلطة الغارقة في أحضان بعضها البعض من 8 و14 آذار، تحتاج عشية الانتخابات الى ″شماعة″ تعلق عليها أخطاءها وتخفي من خلالها عيوبها بعد تخليها عن كثير من الثوابت والمبادئ التي نادت بها وحرضت اللبنانيين على أساسها، وهي وجدت في ″الأفندي″ ضالتها لتطلق عليه رئيس لائحة 8 آذار في طرابلس، لذلك فقد إتخذ قراره بالمواجهة.
لا يخفى على أحد بأن الرئيس الراحل عمر كرامي كان أعلن في العام 2008 خروج تياره من قوى 8 آذار، وإستقلاله سياسيا عن كل التيارات الأخرى إلا عن خدمة طرابلس وأهلها، وهو سار في هذا الخط الى حين وفاته، وعندما تسلم فيصل كرامي ″أمانة عمر″ أكد تمسكه الكامل بنهج والده وبثوابته ومبادئه، هذه المبادئ التي تؤكد على الدعم الكامل للقضية المركزية فلسطين، ومقاومة العدو الاسرئيلي في كل زمان ومكان، فضلا عن الحفاظ على وحدة لبنان وعلى الهوية العربية وعلى كرامة الأمة، وهي مبادئ تنادي بها أكثرية التيارات السياسية في لبنان اليوم وليست حكرا على قوى 8 آذار أو 14 آذار.
أكثر من مرة أعلنها فيصل كرامي ″لست في قوى 8 آذار، ولا أخوض الانتخابات باسمها″، وكان آخرها قبل يومين من على منبر العميد المتقاعد عادل زريقة (المرشح على المقعد السني في المنية) الذي أقام حفل إستقبال وغداء على شرف كرامي بحضور حشد من أبناء المنطقة.
لا يهدف كلام فيصل كرامي الى التنصل من قوى 8 آذار أو الخروج عليها، بل لقناعته بأنه لم يعد هناك في لبنان 8 و14 آذار، وأن الكل القوى السياسية من الطرفين تتمثل في الحكومة وتتعاون مع بعضها البعض، وصولا الى التحالف السياسي والانتخابي.
يستغرب فيصل كرامي كيف أن الرئيس سعد الحريري عقد 43 جلسة حوار مع حزب الله، وأدخل بند المقاومة في البيان الوزاري، وأكد في تصريحاته أن حزب الله هو عامل إستقرار في البلد، وأنه لن يشكل حكومة في المستقبل من دون أن يكون الحزب ممثلا فيها، وكيف سبق ورشح سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، ثم إنتخب العماد ميشال عون للرئاسة وسار ويسير الآن تحت مظلته، وصولا الى التحالف مع جبران باسيل والتيار الوطني الحر في كل الدوائر، ومع حركة أمل في بعض الدوائر، ثم يقال بأن فيصل كرامي هو في 8 آذار وأن الحريري ليس في 8 آذار، علما أن فيصل كرامي لم يقم بكل ما قام به الرئيس الحريري.
ويؤكد كرامي أنه رئيس تيار سياسي يكمل مسيرة الزعيم عبدالحميد والشهيد رشيد ويحمل ″أمانة عمر″، وهو يترشح الى الانتخابات النيابية باسم هذا التيار الكرامي الذي له إمتداد واسع، من أجل خدمة طرابلس وأهلها بالتعاون والتنسيق مع الغيورين من قيادات هذه المدينة.
يشدد الأفندي على أن ثمة ظلم حقيقي يلحق به، مشيرا الى أن الأجهزة الأمنية لا تهدأ في محاربته ومحاربة خصوم السلطة، متسائلا بماذا نهدد البلد حتى نحارب من الأجهزة بهذه الضراوة، داعيا السلطة الى تحييد أجهزتها عن الانتخابات لأن ذلك من شأنه أن ينقلب عليها.
وعن التحالفات في طرابلس، يؤكد كرامي أن علاقته ممتازة مع الرئيس نجيب ميقاتي فهو أخ وصديق بكل ما للكلمة من معنى، بغض النظر عن الائتلاف الانتخابي، لافتا الى أننا نتعامل مع قانون عجائبي، لذلك فنحن ندرس كل الخيارات المتاحة أمامنا، والأمور ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات.
غسان ريفي “سفير الشمال”