قبل أن يعود التوتر إلى العلاقة بين “التيار الوطني الحرّ” و”القوات اللبنانية”، وكذلك العلاقة بين الحزب “التقدمي الإشتراكي” وتيار “المستقبل”، كانت المفاوضات بين الأطراف الأربعة قد إتجهت إلى إيجابية واضحة تقضي بتشكيل لائحة كاملة مشتركة في دائرة “البقاع الغربي- راشيا”…
كاد تحالف 14 آذار التقليدي، إضافة إلى “التيار الوطني الحرّ”، الإتفاق على التحالف في “البقاع الغربي – راشيا”، وتأليف لائحة تضم كلاً من زياد القادري وجمال الجراح عن المقعدين السنيين من حصة تيار “المستقبل”، وائل بو فاعور عن المقعد الدرزي من حصة الحزب الإشتراكي، إيلي لحود عن المقعد الماروني من حصة “القوات اللبنانية”، وإيلي الفرزلي عن المقعد الأورثوذكسي من حصة “التيار الوطني الحرّ”، إضافة إلى النائب الشيعي أمين وهبة.
ويعتقد المروجّون لهذا التحالف أن اللائحة المذكورة أعلاه ستستطيع الحصول على 5 مقاعد من أصل 6، إذ لن يستطيع خرق هذه اللائحة إلا النائب الشيعي من حصة “أمل” و”حزب الله”.
وفي تفاصيل هذه النظرية أن الصوت السني سيرتفع إلى حدود الأربعين ألف مقترع، إضافة إلى إرتفاع الصوت الدرزي إلى 13 ألفاً، وكذلك الصوت المسيحي إلى 15 ألفاً، الأمر الذي يعني أن اللائحة المذكورة ستحصل على نحو 70 ألف صوت أو أقل بقليل، وتالياً فإن الصوت الشيعي، إضافة إلى أصوات الوزير السابق عبد الرحيم مراد لن تصل إلى أكثر من 20 ألفاً، وتالياً لن تستطيع الحصول على أكثر من حاصل واحد.
في المقابل، ترى مصادر في قوى الثامن من آذار في هذه النظرية “أحلام اًوردية” غير مبنية على دراسات علمية.
وتشير المصادر إلى أن الرهان على إرتفاع الصوت السني في “البقاع الغربي – راشيا” غير واقعي في ظل التضعضع الذي تعاني منه ماكينة تيار “المستقبل” التي لم تولد بعد، في ظل الضياع الحقيقي في صفوف كوادر “التيار”. أما رفع الصوت المسيحي إلى 15 ألفاً فهو مبالغة حقيقية. في المقابل تنقل المصادر عن مسؤول لجنة الإرتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا أن الصوت الشيعي سيرتفع إلى 13 ألفاً في “البقاع الغربي – راشيا”.
وتلفت المصادر إلى أن الحيثية الشعبية للوزير السابق عبد الرحيم مراد تحسنت بشكل لافت بالتوازي مع ضعف “المستقبل”، من هنا يمكن الحديث حتماً عن أن قوى الثامن من آذار لديها فرص كبيرة جداً لإيصال مرشحين في “البقاع الغربي – راشيا” وخوض معركة على المرشح الثالث…