حذّر ديفيد غاردنر، الكاتب في صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية، من وقوع مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران من جهة، ومواجهات في سوريا بين حلفاء شمال الأطلسي “الناتو” وتركيا، والولايات المتحدة الأميركية وروسيا من جهة ثانية، مستنداً إلى عدد من التطورات التي يشهد عليها الشرق الأوسط.
في تقريره، أكّد غاردنر إمكانية احتواء الاشتباكات بين واشنطن وموسكو عبر “الوكالات”، نظراً إلى أنّ البلديْن اعتمدا عليها إبّان الحرب الباردة، مستدركاً بأنّ التفاؤل مسألة صعبة في عهد الرئيسيْن فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.
خليجياً، تساءل غاردنر عما يمكن أن يحصل إذا ما تسبب صاروخ حوثي يقع في السعودية بسقوط ضحايا بشرية، قائلاً: “إذا يعحز السعوديون عن هزيمة القوات الحوثية غير المنظمة بعد مرور 3 سنوات وصرفهم عشرات مليارات الدولارات، فمن المستعبد أن يكون أداؤهم أفضل في مواجهة إيران”.
في السياق نفسه، اعتبر غاردنر تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر ميونخ للأمن بالتحرك ضد إيران مباشرة والمجموعات التي تدعمها لمنعها من التحصن في جبهة جديدة في سوريا، “نذيراً” بحرب جديدة يمكن أن تحوّل أغلبية المنطقة إلى “كتلة نازفة كبرى”.
سورياً، أكّد غاردنر أنّ الحرب مكّنت إيران والمجموعات التي تقاتل إلى جانبها مثل “حزب الله”- مستفيدةً من الدعم الجوي الروسي- من الاستقرار في سوريا وإكمال الهلال الشيعي الذي يمر بالعراق وسوريا ويصل إلى المتوسط.
بالعودة إلى إسرائيل، قال غاردنر إنّها ظلّت بعيدة عن هذه الحرب، على الرغم من ضربها “مستودعات” و”شحنات أسلحة” إيرانية تابعة لـ”حزب الله”، مذكّراً بتهديدها بشن حرب إذا أقامت إيران و”حزب الله” والمجوعات الأخرى التي يدعمها “الحرس الثوري الإيراني” وجوداً عسكرياً دائماً في سوريا، أو واصل الحزب بناء ترسانته من “الصواريخ الإيرانية القادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي”.
في هذا الصدد، تناول غاردنر عوامل أخرى توحي باقتراب هذه الحرب ومنها حيرة وطيش الإدارة الأميركية في الشرق الوسط، لافتاً إلى أنّ مستشار الأمن القومي إتش آر ماكماستر، الذي يعتبره البعض قوةً رادعةً لتجاوزات ترامب، قال في ميونخ: “نعتقد أنّ الوقت حان للتحرك ضد إيران”.
كما تطرّق غاردنر إلى تحذير إيران إسرائيل بأنّها سترد على الاعتداء عليها على نطاق إقليمي يُحتمل أن يكون واسعاً جداً، وزيارة قائديْن عسكرييْن عراقييْن الحدود اللبنانية الجنوبية، وإرسال إيران طائرة مسيرة إلى الجولان المحتل وإسقاط طائرة “أف-16” إسرائيلية في الجليل، خالصاً إلى أنّ نتيجة “الحسابات الخاطئة” قد تكون مميتة.
ترجمة فاطمة معطي