في تموز الماضي وبنتيجة تبادل المعلومات مع السلطات الأسترالية، حول التحضير لتنفيذ عمل إرهابي يستهدف إحدى الطائرات المتوجهة من سيدني إلى أبو ظبي، كثّفت الأجهزة الأمنية جهودها للتأكّد من وجود دور لـ”عامر الخيّاط”، ومعرفة ما إذا كان متورطاً في المخطط. وبنتيجة معطيات تقنية، ثبت تورّط عامر في المخطّط الارهابي الذي كان ينوي الأخوة الأربعة تنفيذه في أستراليا، فجرى توقيف الأخير على الفور.
إثر خضوعه للتحقيق، إعترف عامر الخيّاط بأنّ شقيقه “طارق”، المتواجد في سوريا، هو أميرٌ شرعي في تنظيم “داعش” الإرهابي وقائد مجموعة مسلحة داخل الرقة، وأن شقيقه الآخر “خالد” المقيم في أستراليا مبايع للتنظيم، وأنّه يتواصل مع شقيقه طارق بصورة سرّية عبر تطبيقات عدّة تجنباً لرصد هذا التواصل، مؤكّداً أنّه “خلال عطلة عيد الفطر طلب منه خالد أن يقوم بـ”إرضاء الله” من خلال تنفيذ عملية إنتحارية على متن طائرة إماراتية تحديداً وليس أيّ طائرة أخرى، خلال عودته من أستراليا إلى لبنان، بحيث يتمّ تفجير الطائرة بعد إقلاعها بعدة دقائق”.
اقتنع “عامر” بالفكرة، فحجز تذكرة سفر على متن طائرة “الإتحاد” الاماراتية (كان على متنها 400 راكب)، في الرحلة المتوجهة من سيدني إلى أبو ظبي يوم 15 تموز الماضي، وقام خالد الخيّاط بتزويد شقيقه “عامر” بآلة كهربائية عبارة عن فرّامة لحمة، وضعها في حقيبة اليد العائدة لـ”عامر”، وأبلغه بأنّ العبوة الناسفة موجودة بداخلها ولن يتمّ تفتيشها عبر آلة “السكانر” كونها موضوعة في حقيبة اليدّ، كما سلّمه لعبة (باربي) بلاستيكية، وأخبره أنّها مفخخة أيضاً، وطلب منه أن يحملها بيده ويدخل بها إلى الطائرة، ويكون بذلك تمّ إدخال العبوتين، ليصار إلى تفجيرهما بعد إقلاع الطائرة بوقت قصير، باعتبار أنّ العبوتين مجهزتين بساعة توقيت عكسي “تايمر”.
جُهّزت العبوتين، توجه الأشقاء عامر وخالد ومحمود الخيّاط إلى المطار بسيارة الأخير.. هناك نزل خالد وعامر ودخلا المطار، وبقي “محمود” منتظراً داخل السيارة. ولدى قيام “خالد” بمرافقة شقيقه إلى مكتب شركة طيران “الإتحاد الإماراتية” للتأكّد من وزن الحقائب، طلبت الموظفة من “عامر” عدم إدخال اللعبة معه إلى الطائرة بسبب الوزن الزائد لحقيبة اليد التي يحملها، عندها وخوفاً من افتضاح الأمر قام خالد الخيّاط بأخذ اللعبة وفتح حقيبة اليد وأخرج منها آلة فرم اللحمة، ثمّ غلّفها ببعض الألبسة وغادر مسرعاً، فيما أكمل “عامر” رحتله إلى أبو ظبي ومنها إلى بيروت على متن الطائرة نفسها، ولم تتم العملية لأسباب خارجة عن إرادة المتهمين.
تلك الوقائع فصّلها القرار الإتهامي الصادر عن قاضي التحقيق العسكري آلاء الخطيب وخلص إلى طلب الإعدام للمتهمين. وقد حدّدت المحكمة العسكرية يوم الرابع من أيّار المقبل موعداً لبدء المحاكمة.