باسيل من سيدني : لا للوصاية على الإنتشار

إفتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمر الطاقة الإغترابية اللبنانية – (أوقيانيا 2018)، في سيدني.

وتوجه باسيل الى الجالية اللبنانية بالقول: “إنها اللبنانية، مفهومنا الوحيد للإنتماء وسبيلنا الوحيد الى الوطن، فلا الطائفة حصن ولا الحزب ركن ولا الملة ملجأ ولا المذهب إنتماء، لبنان وحده طائفتنا وحزبنا وملتنا ومذهبنا، به الخلاص ولا خلاص لنا من دونه، ومن دون الدولة فيه.

أضاف: إنها اللبنانية مفهومنا للحياة المشتركة وهي أسلوب حياة مميز في هذا الشرق المترابط والمربط أيديولوجيا، إرتضيناها لنعيش متساوين متعادلين بين مسيحيين ومسلمين في نموذج فريد لم تفلح في إرسائه أعتى الديموقراطيات ولم تقو عليه إمبراطوريات ولا فتوحات ولا حملات ولا سلطنات ولا إنتدابات ولا إحتلالات ولا وصايات، هي نموذج ينبغي المحافظة عليه لا بل يستوجب تطويره لكي يحاكي تطلعات الأجيال القادمة كي لا تنتهي على أبواب السفارات الأجنبية التي تبادلنا تأشيرات الهروب من واقعنا ببطاقات النزوح الى أرضنا. إنها اللبنانية التي تعيشونها تمام العيش هنا، فصحيح أنكم الأبعد مسافة عن لبنان ولكنكم الأقرب إليه في أسلوب حياتكم.

إن إهتمامكم بحصول أولادكم على الجنسية اللبنانية تظهره أرقام التسجيل في المعاملات القنصلية، وإن حفاظكم على العادات والخصوصيات اللبنانية يتبينه الواحد من مائدتكم ولكنتكم وتمسككم المفرط بالتقاليد، وإن شغفكم بالشأن العام والرغبة بالتأثير فيه يثبته إنتماؤكم الى العديد من الأحزاب اللبنانية حيث ترجم ذلك بتبوء أستراليا مركز الدولة الأولى في الإنتشار التي تسجل فيها اعلى عدد من اللبنانيين للإقتراع في الإنتخابات المقبلة”.

وتابع: أيها المنتشرون لم يعد من حجة لكم لعدم المشاركة والتغيير، فتعالوا الى التصويت بكثافة. من منكم تسجل في الإغتراب فإلى المراكز الأربعة عشر التي يتم تحديدها في أستراليا، ومن منكم لم يتسجل فإلى لبنان لممارسة السياحة الإنتخابية في 6 أيار وللمشاركة في مؤتمر الطاقة الإغترابية المركزي في 10، 11 و12 أيار.

أما نحن فيتوجب علينا إضافة الى ما نقوم به من نشاطات وإجراءات للمنتشرين، أن نطور أكثر الدبلوماسية الإقتصادية الإغترابية، لكي نربط نجاحات اللبنانيين وطاقاتهم مع بعضهم البعض أينما وجدوا في الداخل والخارج ونخلق لهم، ليس فرصا للإستثمار فحسب بل الحوافز ألإدارية والضريبية والقانونية. ونحن من جانبنا في الخارجية كلفنا مؤخرا مديرا للشؤون الإقتصادية نتكل عليه للتحسين ونعمل لكي يعاونه ملحقين إقتصاديين في ستة عشر بلدا في العالم لم يعينوا منذ عقود.

وقال: “من هذا المنطلق جهزنا مشروعنا حول المجلس الوطني للاغتراب، لنقدمه مشروع قانون الى الحكومة، وهو مشروع فيه الهيئة التنفيذية المنتخبة والممثلة للمنتشرين وهي غير خاضعة للهيئة التوجيهية الإستشارية المؤلفة من رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء والمدراء المختصين، وذلك لإعطاء الإنتشار الأهمية الوطنية القصوى وإعطائه حريته كاملة ليفيد من طاقاته وليس لوضع اليد عليها؛ فالإنتشار أكبر من مؤسسة أو إدارة وهو أكبر منا جميعا ولا يمكن وضع الوصاية عليه.

وتابع: لا للوصاية على الإنتشار ولا عودة الى عهد الوصاية، بل لعهد يكون فيه الإنتشار وصيا على نفسه بقراره الإغترابي والسياسي الحر، ووصيا على طاقات لبنان المنتشرة والمتميزة بنجاحات والمتعطشة لمؤتمرات ونشاطات ومشاريع.

وختم متوجها مرة جديدة الى اللبنانيين المنتشرين فقال: “أنتم أحفاد من إغتنوا بالإختلاف وأحفاد من علموا العالم معنى التواصل والتبادل، وأحفاد من حملوا الحرف هدية للعالم والعمران مدينة أنشأت على شواطئه والمراكب وسيلة نقلت المادة والفكر، مطلوب منكم اليوم أن تساهموا بنقل لبنان من الحالة التي يتخبط فيها إقتصاديا الى الحالة التي يخبط فيها خبطات واثقة ووثابة. إعملوا للبنان ومن أجله، إعملوا لمن تشاؤون بعيدا عن أي ضغط أو تأثير سوى حب لبنان، إعملوا للبنان أفضل، للبنان أقوى، للبنان أنظف وأحلى وأحسن، للبنان نفتخر به وتعودون اليه، والى اللقاء على أرض الوطن”.

اخترنا لك