في ظل تباطؤ وتيرة الحرب السورية، كشف موقع “المونيتور” الأميركي أنّ شكوك إيران بروسيا تزداد، مسلطاً الضوء على دور وسائل الإعلام الإيرانية على هذا المستوى.
وأوضح الموقع أنّ وسائل الإعلام التابعة للإصلاحيين والمعتدلين تؤيد عامةً العلاقات “المقبولة” مع الغرب وتعارض روسيا بشكل كبير، لأنّها “تبتز روسيا أو تتجاوزها”، مستدركاً بأنّ المحافظين والمتشددين يؤيدون موسكو بشكل شرس ويعتبرونها جزءاً من تحالفهم ضد الولايات المتحدة الأميركية.
في هذا الصدد، لفت الموقع إلى أنّ تقريراً نشره موقع “تابناك” الإخباري المحافظ كَشف في 17 كانون الثاني أنّ اتفاقاً أُبرم بين روسيا وسوريا قضى بتحييد الإيرانيين والشركات الإيرانية عن عملية إعادة الإعمار والاستثمار في سوريا، وبَيّن أنّ طهران بحاجة إلى التفاوض مع موسكو إذا ما أرادت المشاركة في هذه العملية.
كما نقل الموقع عن “تابناك” قوله: “تركنا الروس عندما تم تمرير القرارات الأممية ضد إيران ولم يسلّمونا الأنظمة الدفاعية عندما كنّا بحاجة إليها، وها هم اليوم يجنون ثمار الجهود الإيرانية في سوريا”.
من جهتها، قالت صحيفة “قانون” الإصلاحية في 18 كانون الثاني إنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصل بنظيره السوري بشار الأسد لمناقشة إعادة إعمار سوريا، وذلك حين شعر أنّه يخسر السوق السورية قبل أسابيع من الإعلان عن قضاء “داعش”.
وأضافت الصحيفة بأنّ روحاني أبدى استعداد إيران آنذاك للمشاركة في عملية إعادة الإعمار بشكل ناشط، مشيرةً إلى أنّ مسؤولاً رفيعاً في “الحرس الثوري الإيراني” أكّد قدرته على ريادة هذه الأعمال إذا ما قررت إدارة الرئيس الإيراني ذلك.
في السياق نفسه، نقل الموقع عن “قانون” قولها: “لا ينبغي لنا السماح لبشار الأسد ولأي شخص يحاول منع إيران من الاضطلاع بدور في إعادة الإعمار (سوريا) وفي مرحلة ما بعد “داعش” في سوريا من بلوغ هدفه، إذ يرتبط جزء من المصلحة الوطنية بالمسائل الاقتصادية والمالية (في سوريا)”.
وعليه، ألمح الموقع إلى أنّ المخاوف التي أعرب عنها الإعلام الإيراني “حقيقية”، ناقلاً عن يحيى رحيم صفوي، القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني الذي أصبح مستشاراً عسكرياً رفيعاً للمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، قوله: “ينبغي تعويض الجمهورية الإسلامية عن الثمن الذي دفعته في سوريا، والسوريون مستعدون للقيام بذلك عن طريق حقول النفط والغاز والفوسفات”.