شدّد اللواء أشرف ريفي خلال مشاركته في ندوة أقيمت في مجلس الشيوخ الفرنسي حول “مكافحة الإرهاب” على أنّ “حصر تهمة الإرهاب في دين محدّد هو تزوير للحقائق التاريخية، فكما كانت المسيحية بريئة من الإرهاب النازي، كذلك الإسلام بريء من إرهاب الأصوليين الذين اختطفوا الإسلام وهدفوا لتحويل مضمونه، فيما هو دين أرسله الله للعالم أجمع”.
وتحدث ريفي عن تجربة لبنان مع الإرهاب قائلاً: “نحن عشنا في لبنان تجربة العنف وهي تجربة لم تقتصر على المواجهة بين الجماعات الدينية فقط، بل امتدت إلى داخل الطوائف ولا تزال المنطقة اليوم تعاني من هذا الإقتتال المستمر الذي يلبس في كثير من الأحيان لباس الصراع الديني، فيما الأديان كلها تدعو إلى الرحمة والمحبة”.
وأشار إلى أن “إلصاق تهمة الإرهاب بمجتمع أو دين أو جماعة يفاقم المشكلة ويعطي للإرهابيين الفرصة لإمساك المبادرة واستخدام الدين كسلاح. إننا ندعو الى حوار جدي وعميق حول أساس المشكلة، هذا الحوار الذي يفترض أن يؤدي الى تعزيز القيم المشتركة التي نؤمن بها، وهي قيم السلام وحقوق الإنسان وإحترام كرامة الفرد وحريته وصيانتها بالقانون والممارسة، وكنا نعرف أن على العالم الاسلامي والعربي إتخاذ موقف شجاع في محاربة الفكر الارهابي من جذوره، كذلك نأمل وندعو الغرب الى أن يكون شريكا حقيقيا في هذه المسؤولية الحضارية”.
ورأى أنّ “تنظيم داعش لم يكن حركة الإرهاب الأولى في العالم والوحيدة في الشرق الأوسط”، معبراً عن خشيته “كخبير أمني ألا تكون الحركة الإرهابية الأخيرة التي نشهدها في عالمنا الحاضر، في العصر الحديث والذي بدأ مع منتصف القرن الماضي، شهدت المنطقة أول بداية عنف اثر سقوط دولة فلسطين، لقد كان العنف يومها عقائدياً ولم يكن دينياً، وطال هذا العنف أغلب دول المنطقة ومعظم دول العالم، وبعد عشرات السنين تحول العنف العقائدي الى عنف ديني، ولا يخفى على الخبراء ان العنف الثاني كان أشد ضراوة ووحشية من العنف الأول، وفي هذه الحقبة شهدنا القاعدة”.