حزب الله والحرب على الفساد

مهم ّ جدا ً ان يقرّر حزب الله الانخراط في المعركة ضد ّ الفساد ، كما اعلن مؤخرا ً أمينه العام السيد حسن نصر الله ، اضافة الى المشاركة الفعالة في عملية النهوض باحوال البلد الاقتصادية والمالية ، او بالاصح في تدارك الانهيار الاقتصادي والمالي .

فحتى الامس القريب كان “الحزب” ـ كما يبدو ـ غير معني بهذه الشؤون والامر متروك على همّة الآخرين، امّا هو فمقاومة مسلحة للاحتلال الاسرائيلي ، ثم لوجود اسرائيل، تخوض الحروب على انواعها بالاستقلال الكامل عن الدولة اللبنانية المسؤولة وحدها عن تكاليف هذه الحروب او عن انعكاساتها على احوال البلد الاقتصادية والمالية .

وتلك هي المفارقة التي يحتكرها هذا البلد منذ ما يقارب الخمسين عاما :اذ ليس هو من يقرر الدخول في الحرب ولا هو من يقرر الخروج منها ، عليه فقط ان يدفع تكاليفها . تلك كانت حاله في زمن المقاومة الفلسطينية وما تلاها من مقاومات ، وصولا الى مقولة “الشعب والجيش والمقاومة” التي لا تختلف عما سبقها من مقاومات .

أمّا الجديد فهو في عزم هذه المقاومة اخيرا على الانخراط في المعركة ضد ّ الفساد كما في عملية النهوض بالوضع الاقتصادي والمالي. وهذا ما لم نسمعه من قبل . لقد ظل ّ السيد حسن نصرالله نصف ساعة تقريبا يقرأ علينا ما توصلت اليه قيادة حزب الله من افكار لمعالجة الشأن الاقتصادي والمالي ، مع العزم على محاربة الفساد بكل الوسائل ، وكان من هذا القبيل على اعلى درجات التشددّ؟

فماذا لو اقترن هذا التحول بالاكتشاف الذي توصل اليه الاخرون ، ولو متأخرا ً، وهو انه “صاربدّا دولة ومش مزرعة” “نزاهة ومش فساد” و”شفافية ومش ضبابية” الى آخر السلسلة التي تملأ الآن الساحات والطرق والاوتوسترادات.؟

فليت هذا التلاقي على ما يصنّف في باب البديهيات قد تم ّ قبل ان يصل البلد الى الحال التي وصفها الرئيس ميشال عون ، حال الافلاس.

جوزف أبو خليل

اخترنا لك