“الآتي أميركيّاً مخيف لأنه يبشّر بمواجهة، والمواجهة لن تكون في إيران إنما في لبنان وأقله سياسياً، وسندفع ثمن المواجه”.
هذه القراءة للنائب وليد جنبلاط المبنيّة على جملة معطيات تختصر المشهد القادم. وما يعزز نظرة جنبلاط مجموعة عوامل سياسية ليس اقلها التغييرات الأخيرة على مستوى الادارة الاميركية، والتوتر الروسي – الاوروبي المتصاعد، اضافة الى التطورات على الساحة السورية، وتلك المرتبطة بالحرب في اليمن، مع ما يرافق كل ذلك من حديث عن استعدادات عسكرية وتحريك اساطيل في مياه المتوسط. ناهيك عن التهديدات الاسرائيلية المتواصلة.
فكل المعطيات تنذر بمواجهة – سياسية كانت ام عسكرية – سيكون الشرق الاوسط مسرحا لها، وقد يكون لبنان احدى ساحاتها. وهذا يتطلب وجود ارضية سياسية قوية يمكن من خلالها تخفيف تداعيات اي مواجهة على لبنان، وإبعاده عن سياسة المحاور.
من هنا تشكل الانتخابات النيابية في لبنان فرصة لاختيار نواب على قدر كبير من الخبرة تمكنهم من تحصين البلاد امام اي تطور قد يطيح بالاستقرار الداخلي، فالخطأ في معايير الإختيار عند الناخبين قد يأخذ لبنان الى هاوية اخطر بكثير مما يظن البعض.
فالوعي والحكمة في الاختيار مطلوب من كل ناخب، بعيدا عن اي اعتبار آخر مهما كان محقا. فلسنا في لبنان في جزيرة معزولة، وعلينا تحصين انفسنا امام العواصف الآتية، فليس الوقت وقت هواة في السياسة، أو طامحين للوحات الزرقاء.
سامر أبو المنى