إنطلاقاً من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب “المفاجئ” سحب الجنود الأميركيين من سوريا، نشرت شبكة “سي. أن. أن” الأميركية تقريراً تساءلت فيها عما إذا كان نظيره الروسي فلاديمير بوتين يشغل منصب “كبير مستشاري” سيد البيت الأبيض في ما يتعلّق بسوريا.
في تقريرها، ربطت الشبكة بين تهنئة ترامب بوتين بإعادة انتخابه قبل أسابيع وقراره الانسحاب من سوريا، ناقلةً عن بيان الكرملين تأكيده أنّ الرئيسيْن بحثا آنذاك “القضية السورية” وأقرا بـ”ضرورة إحراز تقدّم بشكل عاجل بهدف التوصل إلى تسوية”. وبيّنت الشبكة أنّ ترامب “فجّر القنبلة” بعد أسبوع خلال إلقائه خطاباً في أوهايو، وذلك حين قال إنّ الوقت قد حان لمغادرة 2000 جندي أميركي سوريا.
وتحدّثت الشبكة عن توقيت إعلان ترامب نيته سحب جنوده من سوريا الذي سبق موعد عقد القمة الثلاثية (روسيا وتركيا وإيران)، مفترضةً أن يكون الأمر مجرد صدفة.
في هذا السياق، نبّهت الشبكة إلى أنّ دافع الانسحاب الأميركي السريع جداً من سوريا “مثير للاهتمام” لأنّه ينطوي على مخاطرة بتكرار خطوات الرئيس الأميركي باراك أوباما من جهة، ويناقض سياسة ترامب الخاصة بإيران، من جهة ثانية.
وأوضحت الشبكة أنّ الاستراتيجيين يحذرون من أنّ انسحاب الجنود الأميركيين من سوريا من شأنه أن يسمح لـ”داعش” بأن يعيد تشكيل نفسه، نظراً إلى أنّه لم يُدمّر بشكل كامل، ومن زيادة إيران قوة، إذ سيتيح لها شق ممر بري يصل طهران بدمشق ومن تعزيز نفوذها في سوريا ولبنان، وبالتالي زعزعة استقرار الشرق الأوسط أكثر.
وفيما رأت الشبكة أنّ ترامب واقف أمام معضلة، تساءلت إذا كان سيعيد الجنود الأميركيين إلى ديارهم أو سيردع إيران، ملمحة إلى أنّ حل معضلته موجود في موسكو، نظراً إلى أنّ الانسحاب الأميركي السريع يتماشى مع أهداف بوتين.
وفي تبريرها لهذه الفرضية، شرحت الشبكة أنّ سياسة الكرملين الخارجية تمحورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير حول التمركز في المناطق التي تغادرها الولايات المتحدة، لافتةً إلى أنّ روسيا أصبحت ذات نفوذ كبير في سوريا.
ختاماً، حذّرت الشبكة من سهولة استعراض بوتين عضلاته في قولبة الشرق الأوسط على هواه، متسائلة: “إلى أي مدى يتدخّل بوتين بصياغة السياسة الأميركية الخارجية؟”.