رأى المحلل الأميركي في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، أنّ الضربة الإسرائيلية التي طالت قاعدة “التيفور” العسكرية شرق حمص فجر أمس الإثنين، تحمل رسالة لكل من إيران وروسيا والرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشدّداً على أنّ أيّام “لجم إيران” في سوريا ولّت منذ زمن بعيد، وملمحاً إلى أنّ احتوائها وردعها باتا الخيار الوحيد لمواجهتها.
وانطلاقاً من قرار ترامب سحب جنوده من سوريا، رأى ليستر أنّ سوريا تمثّل المكان الأفضل لاحتواء إيران وردعها بشكل فاعل من أجل الحؤول دون اندلاع نزاع إسرائيلي-إيراني على جبهات متعددة، معيداً إلى أنّ الأذهان إسقاط دفاعات الجيش السوري طائرة من طراز “أف-16″ إسرائيلية في 10 شباط الفائت.
وفي تقريره، تطرّق ليستر إلى الدور والوجود الإيرانييْن في سوريا، مؤكداً أنّهما ازدادا بشكل كبير منذ العام 2011، وقائلاً إنّ الحرس الثوري الإيراني يستخدم 10 قواعد عسكرية مشتركة وغير مشتركة في سوريا، وينتشر في 40 موقعاً عسكرياً دائماً ويقود أكثر من 120 ألف مقاتل، 25 ألف منهم غير سوريين على الأقل.
كما لفت ليستر إلى أنّه يُقال إنّ الحرس الثوري الإيراني ينقل تكنولوجيا سلاحية متطورة ودقيقة إلى سوريا ويبني منشآت كبرى لجمع الصواريخ الباليستية المتطورة الآتية من إيران، كاشفاً أنّه يتردد أنّ خبراء الحرس الثوري و”حزب الله” يتعاونون مع الحكومة السورية في مجال أبحاث الأسلحة الكيميائية، وذللك بالتعاون مع علماء كوريين شماليين.
في المقابل، حذّر ليستر من أنّ خيارات القضاء على التهديد الإيراني أو احتوائه بشكل عدائي أكثر ينطوي على مخاطر كبرى، بينها احتمال اندلاع نزاع يبلغ مداه لبنان (حيث يملك “حزب الله” ترسانة تقدّر بـ150 ألف صاروخ)، وفلسطين (حيث تتواجد “حماس” التي باتت مؤخراً في كنف إيران).
وفي هذا السياق، أكّد ليستر أنّ توسع النزاع ليشمل محاور عدة سيكون كارثياً، مذكراً بأن مسؤولين حكوميين إسرائيليين سابقين حذروا من أنّ مئات البلدات اللبنانية ستمثل أهدفاً مباشرة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وتوقّع ليستر، إذا اشتعلت مواجهة على طول الجولان، أن تسيطر شبكة المقاتلين المدعومين إيرانياً على بعض من “الأراضي الإسرائيلية” لفترة مؤقتة، مضيفاً بأنّ هذا الواقع سيسرّع عملية اندلاع أزمة سياسية في تل أبيب، ومرجحاً أن تعجز القبة الحديدية ومقلاع داوود والأنظمة الدفاعية الإسرائيلية عن مجاراة آلاف القذائف التي ستسقط على إسرائيل.
وشرح ليستر بالقول إنّ بنى إسرائيل التحتية ستكون بخطر وعرضة للاستهداف بالصواريخ الموجهة، مشيراً إلى أنّ 12 محطة طاقة تزود إسرائيل بالكهرباء تقع في مرمى الصواريخ التي قد تُطلق من سوريا ولبنان.