تسع سنوات مضت على الاستحقاق النيابي الاخير، واليوم تنطلق الماكينات الانتخابية لاختبار جديد، مع وجوه اعتادت المكاتب الانتخابية على ملامحهم، لكن ماذا عن الاجيال الصاعدة التي ستقترع لاول مرة؟
تعلق الاوساط الطرابلسية على الاستحقاق الانتخابي بالقول ان هذه الانتخابات سيشارك فيها نسبة كبيرة من الشبان والشابات الذين لم يقترعوا سابقا في اي استحقاق نيابي، وعددهم برأي الاوساط لا يستهان فيه، وابرز التساؤلات لمن سيقترع هؤلاء؟ هل خياراتهم كعائلاتهم، ام ان هؤلاء لهم انتماءات وخيارات سياسية وحزبية بعيدة عن معتقدات وافكار عائلاتهم؟
قبل عقدين من الزمن كانت العائلات الطرابلسية تفرض على اولادها وبناتها الاقتراع لخياراتهم، او الالتزام بقرار عميد العائلة، فتعقد الاجتماعات العائلية للتشاور بالاسماء ليخرج الاجتماع بلائحة واحدة يلتزم فيها كل افراد العائلة.
ترى الاوساط المتابعة ان هذه الاعراف باتت من الماضي وهذه الانتخابات اليوم تجري في زمن التحولات والتكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي التي برزت من خلالها مشاركات واسعة عبر تدوين الاخبار والتعليقات وكتابة اراء متنوعة فكريا وسياسيا. هذه التطورات الانفتاحية باتت علامة فارقة لكل مواطن شغوف بمواكبة التطورات والاحداث المحلية والاقليمية ودفعت الى ولادة افكار مستنيرة تحلل وتفكر وتعلق، لذلك ترى الاوساط ان زمن الانتخابات السابقة ولى واليوم يشارك معظم المواطنين في صناعة القرار لذلك فان زمن الوصاية العائلية انتهى.
كذلك تكشف الاوساط ان الخيارات السياسية اختلفت في المنزل الواحد بين الاشقاء، حيث ينتمي شقيق الى جهة سياسية معينة وشقيقه الى جهة سياسية اخرى. لذلك يتوقع ان ترتفع حماوة الانتخابات نتيجة التباينات في وجهات النظر السياسية اضافة الى الانقسام السياسي الحاد في المدينة.
وتسأل الاوساط عن اختيارات الاجيال الصاعدة الانتخابية؟ برأي خبراء وهيئات ناشطة في المجتمع المدني ان هذه الشريحة من المقترعين الجدد من الشبان والشابات يشكلون حالة انتخابية لا يستهان بها، ويتوقع ان تكون نسبة الاقتراع بينهم كبيرة خصوصا انها المشاركة الاولى لهم في الاقتراع وهذه الفئات الشبابية ستكون اختياراتها غير تقليدية بمعنى ان معظمهم يطالبون بالتغيير ووصول وجوه جديدة الى الندوة البرلمانية.
وتكشف الاوساط انه في الوقت عينه هناك اتجاه لاعداد كبيرة من الطرابلسيين الى مقاطعة الانتخابات حيث ترى في مشاركتها او عدمه سيان. وهذه النسبة في حال التزمت بعدم الاقتراع اضافة الى نسبة كبيرة من الطرابلسيين تعيش في بلاد الاغتراب وحتى الساعة فئة قليلة ستشارك في الاقتراع اما عبر سفاراتها او من خلال زيارة عائلية قصيرة.
لذلك ترى الاوساط الطرابلسية ان معظم المرشحين يرغبون بنسبة اقتراع لا تزيد عن 25% حتى لا يتجاوز الحاصل الانتخابي 15 الف صوت وانه كلما انخفضت نسبة الاقتراع كلما باتت حظوظ بعض اللوائح متوفرة وممكنة بحيث لا يقتصر حينها الفوز على مرشحين من لوائح ثلاث او اربع بل عندئذ سيكون الفوز بالمقاعد الـ11 موزعة بين اللوائح الثماني واشارت مصادر الى ان مقاطعة شرائح للانتخابات من شأنه ان يرفع حظوظ لوائح لم تكن في حسبان القوى والتيارات السياسية وستكون نتائجها مفاجئة للجميع.
دموع الأسمر